الصعاب ستمضي
لا تبتئسْ لأنهم تركوكَ وأنتَ في أشدِّ لحظاتِكَ حاجةً إليهم..
صدِّقني ، كلما جاءت الخيباتُ باكراً كلما صار ترميمها أسهل..
الطَّعنة في منتصف الطريق موجعة ، ولكنها في آخره مُميتة إن بقي فيك رمق!..
لا تلُمْ نفسكَ ، ولا تبحثْ فيكَ عن سببٍ..
الغادرُ لا يحتاجُ سبباً..
لقد كان غادراً منذ البداية ، وكان يتحيّن الفرصة ، وها قد أتتْ..
وإياك أن تسأل : لِمَ تغيَّروا؟
كانوا هكذا منذ البداية..
فالأيام لا تُغيّر الناس ، ولكنها تكشفهم على حقيقتهم..
اُنظُرْ للأمر من زاوية أخرى.
فهم حين تركوكَ ، علموكَ كيف تُحارب لتنجو..
وكيف تصبحُ معتمداً على اللهِ ثم ذراعيك..
صدقني لم تخسرْ..
لقد كنتَ تحسبُهم طوق نجاةٍ ، بينما لم يكونوا إلا قشَّة..
كل خذلانٍ من الناس يُقربكَ لله أكثر ، فتزداد يقيناً أنه أمانكَ الوحيد..
فتحامل على نفسكَ وامضِ ورمم ثقوب قلبك ،وتعزَّ بالذين سبقوكَ..
فإن أُلقيتَ في جُبِّ الحزن ، فقد أُلقيَ يوسف عليه السّلام قبلكَ وبيد إخوته..
وابك..
لا حرج أن تبكي..
نحن بشر ، وفي البكاء راحة ومستراح..
ومن قبلكَ بكى يعقوب عليه السلام ،
ولكنه لم يتعلق بحبال الناس ، وإنما شكا بثه وحزنه إلى الله..
الصعاب ستمضي ...
تذكَّرْ مريم يوم قالت : ليتني متُّ قبل هذا..
ولم تكُنْ تدري أنها وضعتْ نبياً من أولي العزم من الرسل..
تذكر لعلَّ ما أحزنكَ الآن هو أجمل ما حدثَ لك