( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ
إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا
وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ
النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ
وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ
نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) المائدة الاية 6 ..
لا يجب علينا اتباع مذهب معين ، إنما يجب علينا أن نسئل أهل العلم
ممن اشتهر بعلمه وفضله بين الناس ثم تأخذ بما يُبَيِّنُه لك من أحكام الدين
ولا يضرك إن كان هناك خلاف بين أهل العلم في مسائل الدين
فهو شيء أراده الله.
قال تعالى .. ( اسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ) ..
تعريف معنى الغسل من الجنابة ..
للغسل صيفتان .. صفة مجزئة .. و صفة كاملة مستحبة ..
:
صفةٌ مجزئة :
بمعنى أنه من اكتفى بالغسل على هذه الصفة صح غسله ، وتطهَّر
من الحدث الأكبر ، ومَن أَخَلَّ بهذه الصفة لم يصحَّ غسله .
صفة كاملة مستحبة :
وهي الصفة التي يستحب الإتيان بها ولا يجب .
أما الصفة الواجبة المجزئة فهي :
1 ـــ ان ينوي الطهارة من حدثه : جنابة أو حيضا أو نفاسا .
2 ـــ ثم يَعُمَّ بدنَه بالغسل مرة ، يتفقَّد فيها أصول شعره والمواضع
التي لا يصل إليها الماء بسهولة كالإبطين وباطن الركبتين ، مع المضمضة
والاستنشاق على الصحيح من أقوال أهل العلم :
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الشرح الممتع)
الدليل على أن هذا الغسل مجزئ قوله تعالى :
( وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ ) المائدة الاية ( 6 ) ..
ولم يذكر الله شيئا سوى ذلك ، ومن عَمَّ بدنه بالغسل مرة واحدة صدق عليه أنه قد اطَّهَّرَ . .
أما الصفة الكاملة فهي :
1 ــ أن ينوي بقلبه الطهارة من الحدث الأكبر : جنابة أو حيض أو نفاس .
2 ــ ثم يسمي الله تعالى ، ويغسل يديه ثلاثا ، ويغسل فرجه من الأذى .
3 ــ ثم يتوضأ وضوؤه للصلاة كاملا .
4 ــ ثم يصب الماء على رأسه ثلاث مرات ، ويدلك شعره حتى يصل الماء إلى أصول الشعر .
5 ــ ثم يعم بدنه بالماء والغسل ، يبدأ بشق بدنه الأيمن ، ثم الأيسر
يدلكه بيديه ليصل الماء إلى جميع الجسم
والدليل على هذه الصفة المستحبة :
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
( كان رسول الله غليه الصلاة و السلام اذا اغتسل من الجنابة عسل يداه
و توضئ وضوؤه للصلاة ثم اغتسل ثم يخلل بيديه شعره حتى ادا ظن انه
اروى بشرته افاض عليه الماء ثلات مرات ثم غسل سائر جسده ) ..
رواه البخاري و مسلم ..
والغسل من الحدث الأكبر يجزئ عن الوضوء ، فمن اغتسل الغسل الكامل
أو المجزئ ، لا يجب عليه أن يعيد الوضوء ، إلا إن جاء بأحد نواقض
الطهارة أثناء غسله .
اللهم اجعلنا من الثوابين و من المتطهرين ..