لم
ماذا يغطي جسم غزال المسك
يحب طفلي الحياة البرية وعادةً يتساءل عن تفاصيل الطبيعة والحيوانات، اليوم سألني : أمي ماذا يغطي جسم غزال المسك؟ الصغير يختبرني! حسنًا، يغطي جسم غزال المسك شعرًا طويلًا لونه خليط بين البني والرمادي.
يتميز غزال المسك بآذان كبيرة وذيل قصير، وليس لها قرون كغيره من الغزلان، شعره خشن وطويل بلون يتدرج من اللون البني والرمادي ويبلغ طوله حوالي 50 لـ 60 سم في منطقة الكتف وأعلى الردف.
تتدلى من فم ذكر المسك أنيابًا علوية ، ويمتلك ذكر المسك جرابًا على بطنه ينتج المسك، هذا العطر النفيس الذي يستخدم في صناعة العطور والصابون وغيرها من المنتجات، ولا تمتلك إناث غزال المسك هذا الجراب.[1]
أين يعيش غزال المسك
مرتفعات سيبيريا، والهيمالايا .
تختلف غزلان المسك عن باقي الغزلان من حيث الشكل، كما أنها غزلان صغيرة الحجم وخجولة تعيش في عزلة في مرتفعات سيبيريا والهيمالايا، يعتبر الجنس الوحيد الحي الذي ينتمي إلى عائلة Moschidae، والتي عُثر على سجل أحفوري لها يبلغ عمره 25 مليون عام، يعود أصله إلى أواخر العصر الميوسيني (العصر الجليدي في الصين).
يُطلق عليه غزال المسك السيبيري لأنه يعيش في سيبيريا، ولأنه تنمو على بطن ذكوره غدة تسمى (غدة القرنة) تُفرز مادة شمعية لجذب إناث غزال المسك.
يمكنك أن تراه في الصين وكوريا وميانمار وفيتنام، كما يمكنك العثور عليه في الصين والهند ونيبال، يعيش في جبال الهيمالايا وقمم جبال سيبيريا الممتدة من شرق سيبيريا إلى سواحل اليابان وبحر أوخستيك.
يعيش غزال المسك في المنحدرات الجبلية والمدرجات والوديان والتلال ومنحدرات ضفة النهر، فيمكنك أن تجده على ارتفاع حوالي 1300 إلى 14400 قدم، كما أنه يعيش في الغابات الصنوبرية الكثيفة التي تتميز بكثافة شجيراتها عريضة الأوراق، والمعلقات الصخرية، والجروف شديدة الانحدار، حتى يمكنها الهرب والاختباء عند الحاجة.
غزال المسك من الحيوانات العاشبة
تعتبر غزلان المسك من الحيوانات العاشبة، كما أنها من ذوات الحوافر، فهي تتغذى على العلف المركز، تأكل الأشنات والأعشاب والأوراق والزهور والطحالب وإبر الصنوبر والبراعم والأغصان والعشب، فهو يقض يومه في نظام بين التغذية والراحة.
يتغذى على وجبات صغيرة ومتكررة مما يسمح بتواجد الغذاء من أجلهم في كل مرة يعودون إليه، ويمتلك غزال المسك انتماءًا لموطنه الأصلي حيث يقوم بالدفاع عنه، كما أنه ينجب صغار الغزلان بمعدل مرتفع.
يصل غزال المسك إلى الأوراق ليأكلها من خلال وقوفه على أرجله الخلفية، كما أنه يمكنه تسلق الجذوع المنحنية، فهو يتمتع برشاقة لا مثيل لها، ردف كبير مع ظهر مشدود، وأرجل خلفية قوية وكبيرة مقارنةً بالأرجل الأمامية القصيرة والضعيفة.
يحد هيكل غزال المسك الفريد من نوعه من حركته فلا يمكنه الركض، يستطيع المشي أو القفز، وعلى الرغم من ذلك فهو سريع سرعة استثنائية، يقفر مثل الأرنب ويهبط بأرجله الخلفية بحيث تسقط أمام أرجله الأمامية، ويشعر بالإرهاق سريعًا بعد حوالي 200 إلى 300 متر فقط.
موسم تزاوج غزلان المسك
يحتوي بول غزال المسك الذكر خلال فترة التزاوج على مسك مركز تركيزًَا عاليًا، فيظهر بوله المليئ بالمسك على الثلج في شكل شرائط وردية داكنة أو قرمزية، وفي خلال هذا الموسط تشكل حيوانات غزلان المسك مجموعات من ثلاثة أو أربعة غزلان.
يخوض الذكور معاركًا لا يمكن وصفها بالشراسة، ولكنها تعتبر معاركًا بشكلٍ ما، ويتواصل الأيائل من خلال حاسة الشم على الرغم من تمتعها برؤية وسمع جيدين إلى حدٍ كبير، ولكنها تتمتع بحاسة شم قوية جدًا، وعندما ينزعج غزال المسك يبى ثابتًا متجمدًا مكانه، أو يقفز إلى بر الأمان.
يتميز غزال المسك بمعدل تكاثر مرتفع حيث أنه متعدد الزوجات، كما أنه ينجب عادةً توائم ثنائية وثلاثية في بعض الأحيان، وتمتد فترة حمله من 178 إلى 198.
يختلف موعد موسم التزاوج باختلاف الموقع وارتفاعه، ربما من نوفمبر إلى يناير، أو من مايو إلى يونيو، وخلال ما يسمى (موسم التكسير) يقوم الذكور بالهجوم على منافسيهم مستخدمين أنيابهم الطويلة المتدلية كأسلحة.
تلد الأنثى أيل المسك في خلال 150 لـ 180 يومًا، وترضعهم في خلال م25 أو 30 دقيقة من ولادتهم، ويبقون في حالة خمول في مكان سري بعيدًا عن الحيوانات المفترسة حتى مرور الشهر الأول بعد ولادتهم.
تستمر فترة رضاعة صغار الأيائل من ثلاثة إلى أربعة أشهر، بواقع مرة كل خمسة أيام، وتنضج الصغار سريعًا، حتى أن إناث غزلان المسك تصبح جاهزة للتزاوج بعد إتمامها عامها الأول.
أهمية المسك للإنسان
يهتم الطب الصيني بالمسك لحد كبير، فهو يشمل العديد من الفوائد الصحية مثل :
- علاج الإلتهابات.
- علاج الحمى.
يستخدم المسك في إنتاج العطور والصابون كذلك، فقد يجني المسك مقابل مشاركته في الصناعات التجميلية الطبية بقدر (2.2 رطل) من 24000 إلى 45000 دولار، فالمسك من السلع النفيسة والمطلوبة في الوقت ذاته.
تستورد اليابان حوالي (100 إلى 750 كيلو جرام) من المسك سنويًا، بينما تستورد الصين حوالي (500 إلى 1000 كيلو جرام)، وتايوان تستود 35 كيلو جرام، والجمهورية الكورية تستورد 130 كيلو جرام، وقد انتشرت منذ عام 1958 العديد من المزارع الصينية التي تقوم بإنتاج المسك عن طريق استخراجه من الغدد المنتجة له مع الحفاظ على سلامة الحيوان.
يشيع الطلب على رائحة المسك منذ ما يقرب من 5000 عام، وقط مثَّل ذلك تهديدًا لحيوان المسلك، حيث انخفضت أعداد غزال المسك في فترةٍ ما بسبب تزايد الطلب على المسك المستخدم في الأغراض الطبية والعطور.
شُحن من روسيا إلى الصين (عبر كياختا) في عام 1855 حوالي 81200 كيس من أكياس المسك، وبعدها بوقت قصير (في نفس العام) صدَّرت روسيا 100000 كيس إلى اليابان، مما أدى لانخفاض أعداد غزلان المسك السيبيري بصورة حادة في عام 1927، حيث لم يتم جمع سوى 5089 كيسًا فقط في هذا العام.
يمثل الاحتياج إلى المسك العلاجي تهديدًا لسلالة غزال المسك السيبيري، فقط كان يُقتل من أجل الحصول على مسكه مما أدى لانخفاض أعداد هذا النوع بشكل خطير، بعدما كان موجودًا ومتوفرًا في السابق، ولكن الإنسان المستهلك قتله من أجل مصلحته دون تفكير في العواقب، وتم تصنيف سلالة (Moschus moschiferus) أنها مهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
زال التهديد باختفاء غزال المسك بسبب ارتفاع معدل التكاثر، واختباءه الدائم، وحرصه على التكاثر في الأماكن الآمنة للحفاظ على سلالته، فقد أثبت غزال المسك أنه أذكى من الإنسان وأحرص منه عنه على الحياة، وصُنفَّت الثلاثة أنواع المتبقة من سلالة غزال المسك بأنها منخفضة التهديد بالنقراض بسبب سلوكها المُنقذ.[2]