هل نقول في الدعاء (يا رب) أو تُحذف يا النداء قبل الدعاء لأن الله قريب ؟
هل صحيح أنه يوجد سرّ في حَذف " يا " النداء قبل الدعاء في القرآن ؟
والسر البلاغي في ذلك :
أن ( يا ) النداء تستعمل لنداء البعيد ، والله تعالى أقرب لِعَبْدِه مِن حَبْل الوَرِيد ، فكان مقتضى البلاغة حذفها .
لا تقف عندك ( إذا أحببت) فهناك مَن لا يعلم سِرّ حَذف حرف النداء ( يا ) قبل الدعاء .
فما صحة ذلك ؟
الجواب :
هذا غير صحيح على إطلاقه ، فقد وَرَد في السُّنّة الدعاء بـ (يا رب) ، وبـ (يا الله)
ومنه ما وَرَد على ألْسِنة الملائكة ، ومِنه ما وَرَد على ألْسِنَة الأنبياء . فَمِنْه :
قول الخليل عليه السلام يوم القيامة : فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ : يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ... رواه البخاري .
وقول نَبِيّنا صلى الله عليه وسلم يوم القيامة : فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي ... رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث الشفاعة : فَأَقُول : أُمَّتِي يَا رَبِّ ، أُمَّتِي يَا رَبِّ ، أُمَّتِي يَا رَبِّ .. رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أبي هريرة : ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ، يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ . رواه مسلم .
وهذا دال على جَواز الإلحاح على الله بقول : يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ .
ولَمّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلاَتَهُ ، وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . فَقَال : قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ . ثَلاَثًا . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وفي حديث أنس رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالِسًا وَرَجُل يُصلي ، ثم دعا : اللهم إني أسألك بِأنّ لك الحمد ، لا إله إلا أنت المنان ، بَديع السموات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي يا قيوم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد دعا الله باسمه العظيم ، الذي إذا دُعِي به أجَاب ، وإذا سُئل به أعْطَى . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي ، وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .
وكان السَّلَف يَدْعُون الله بِحرف النداء (يا)
قال سَهْم بن مِنْجاب : غَزَوْنا مع العلاء بن الحضرمي , فَسِرْنا حتى أتينا دَارِين ، والبحر بَيْنَنا وبينهم ، فقال : يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم إنّا عَبيدك , وفي سَبيلك نُقَاتل عَدوك , اللهم فاجْعَل لنا إليهم سبيلا . فَتَقَحّم بِنَا البَحر ، فخُضْنا ما يَبْلُغ لُبُودَنا الماء , فخَرَجنا إليهم . رواه عبد الله بن الإمام أحمد في " الزّهد " لأبيه ، ومِن طريقه : رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " ، رَوَاهُ ابنُ أبي الدنيا في "مجابو الدعوةِ " . وروى نحوه الطبراني مِن قول أبي هريرة رضي الله عنه .
وقال عمر بن عبد العزيز : اللهم إن لم أكُن أهلاً أن أبْلُغ رَحْمتك ، فإن رَحْمتك أهل أن تَبْلُغني ، رَحْمتك وَسِعَت كل شيء ، وأنا شيء ، فَلْتَسَعْنِي رَحْمتك يا أرحم الراحمين . رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .
ورَوى ابن بشكوال في كتاب " المستغيثين بالله " بِسَنَدِه إلى الليث بن سعد قال : حَجَجْتُ سنة ثلاث عشرة ومائة ، فأتيت مكة ، فلما أن صَلّيت العصر رَقيت أبا قُبيس ، فإذا أنا بِرَجُل جالس وهو يدعو ، فقال : يا رب يا رب حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا رَبّاه حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا رب حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا الله يا الله حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا حي يا حي حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا رحيم حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا ارحم الراحمين حتى انقطع نفسه .
وفي آخر القصة سأل الليثُ عن هذا الدَّاعِي ، فقيل له : جعفر بن محمد (الصادق) .
وذَكَره ابن الجوزي في " صِفة الصفوة " .
وقال البيهقي رحمه الله في " شُعب الإيمان " : الدّعاء قَول القائل : يا الله ، أو يا رحمن ، أو يا رحيم ، وما أشْبَه ذلك ، وهو أيضا نِداء . اهـ .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
لا يجوز دعاء صِفة مِن صِفات الله عز وجل ، مثل : يا وَجْه الله ، وإنما يُدْعَى الله سبحانه وتعالى ويُتَوسّل إليه بأسْمائه وصِفَاته ، بأن يُقال : يا رحمن ارحمني ، يا غفور اغفر لي . اهـ .
وقال شيخنا العثيمين رحمه الله : التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته لقوله (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) مثل أن يَقول الإنسان : اللهم يا رزّاق ارزقني ، ويا غفور اغفر لي ، ويا رحمن ارحمني . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
تسلم الاكف على هذا الابذاع و جعله الله في ميزان الحسنات .. تسلم الاياااادي على هذه الروووووعة دمتم و دام لنا عطائك الطيب .. بآرك الله فيك .. كنت هنا ..
طرح في قمة ـآإآلروؤوؤعة ..
آإآختيـآإآر رآإآق لي كثيرآإآ ..
تسلم لنآإآ ـآلانآإآمل ـآإآلذهبية على هيك طرح رآإآقي ..
عطآإآك ـآإآلرب ـآإآلف ع ـآإآفية ..
ودي وعبير وؤوؤردي .