{ ❆اعلانات عشق الليالي ❆ ) ~ | |||||||||
|
|
|||
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||
.. إسلاميات متنوعة ..
اسلاميات متنوعة جديدة ومفيدة ان شاء الله أفضل الأعمال روى الشيخان واللفظ لمسلم من طريق أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: «الإيمان بالله والجهاد في سبيله». قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: «أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنًا». قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: «تُعين صانعًا أو تصنع لأخرق». قال: قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: «تكف شرَّك عن الناس؛ فإنها صدقة منك على نفسك». لقد قرر رسول الله صل الله عليه وسلم - فيما أجاب به الصحابي الجليل أبا ذر رضي الله عنه - أسس التوجيهات التي تصل بالمجتمع الإنساني إلى أسمى درجات الكمال وقد بين صل الله عليه وسلم أن الآخذ بهذه التوجيهات النبوية الكريمة قائم بأفضل الأعمال. وأولى هذه المبادئ الإسلامية التي تضمنها هذا التوجيه النبوي الكريم هو الإيمان بالله، ولا شك أن الإيمان بالله هو أول قاعدة من قواعد العدل، وهو الباب الرئيسي الذي لا بد من ولوجه لمن أراد السلوك إلى الله تبارك وتعالى، وهو كذلك الأساس المتين الذي تقوم عليه الوحدة الإنسانية بين الإنسان وأخيه الإنسان، ففي بوتقة الإيمان بالله تنصهر جميع الفروق اللونية والجنسية والوطنية والأخوية وتموت في ظله جميع الحزازات العنصرية وبها ولا شك تقوم الدعامة الحقيقية لحقوق الإنسان. أما التوجيه الثاني من هذه التوجيهات الرشيدة التي أشار إليها رسول الله صل الله عليه وسلم فإنها تفرض على من أنعم الله عليه بهذه النعمة العظيمة نعمة الإيمان بالله، تفرض عليه أن يدعو الناس إلى مشاركته في هذه النعمة وأن يبذل كل جهد وأن يستفرغ كل وسع في دعوة الناس إليها وحملهم عليها وأن يسلك في ذلك كل طريق معتدل يوصل إلى هذه الغاية، ويشيع في الأمم هذا الخير حتى يسعدوا بالله، وحتى يسلموا من عذاب الله، وحتى يهتدوا إلى طريق مستقيم. أما التوجيه الثالث من التوجيهات النبوية الكريمة التي تضمنها هذا الحديث الجليل فهو لفت نظر الإنسان في كافة أنحاء الأرض إلى أن الإسلام يقرر أن من أقرب ما يقرب العبد من ربه تحرير العبيد وفك الرقاب وبذل النفيس والمال في سبيل هذا التحرير، وقد أكثرت الشريعة الإسلامية من الحض على منح الحريات وفك الرقاب وساقت في ذلك نصوصًا كثيرة. بل جعلت أن المسلم لا يقتحم العقبة الحقيقية التي تحول بين العبد وبين مرضاة الله إذا كان من أهل القدرة على تحرير الرقاب إلا إذا منح هذه الحرية لهذه الرقاب، وأعان اليتامى والضعفاء ولو بلقمة عيش تشد أصلابهم، وتقيم أودهم، وفي ذلك يقول الرب تبارك وتعالى: ﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ* أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴾ [البلد: 11 - 18]. بل جعل الرب تبارك وتعالى تحرير العبيد أحد المصارف الثمانية التي تنفق فيها أموال المسلمين الزكوية مع كثرتها وفي ذلك يقول الرب تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 60]. بل وعد الله تبارك وتعالى من يعتق رقبة بأن يعتق منه بكل عضو أعتق عضوًا منه من النار لذلك روى البخاري من حديث سعيد ابن مرجانة صاحب علي بن الحسن رضي الله عنهما، قال سعيد: قال لي أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما رجل أعتق امرأ مسلمًا استنقذ الله بكل عضو منه عضوًا منه من النار»، قال سعيد بن مرجانة - رحمه الله - فانطلقت به أي بهذا الحديث إلى علي بن الحسين فعمد علي رضى الله إلى عبد له قد أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم أو ألف دينار فأعتقه. وقد أقامت الشريعة الإسلامية أسبابًا شتى تهدف إلى تحرير الأرقاء وإعتاق العبيد؛ فقد جعل الإسلام من أنواع الكفارات تحرير الرقاب: ففي كفارة اليمين يقول تبارك وتعالى: ﴿ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ﴾ [المائدة: 89]. وفي كفارة القتل يقول: ﴿ وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ﴾ ثم يقول: ﴿ فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ﴾ ثم يقول: ﴿ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ﴾ [النساء: 92]. وفي كفارة الظهار يقول: ﴿ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 3]. بل كان رسول الله صل عليه وسلم يأمر أصحابه بالعتاقة عند حدوث بعض البلايا أو وقوع بعض المخوفات، فلقد روى البخاري - رحمه الله - من طريق أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: «أمر رسول الله صل الله عليه وسلم بالعتاقة في كسوف الشمس.. »، وفي لفظ لها رضي الله عنها: «كنا نؤمر عند الكسوف بالعتاقة»، وكلما كانت الرقبة ذات نفع متعد كأن يكون المملوك مجيدًا لبعض أنواع الصناعات أو الفنون فإن الشريعة الإسلامية تجعل عتقه أفضل أنواع العتق. ولذلك أجاب رسول الله صل عليه وسلم أبا ذر رضي الله عنه حينما سأله أي الرقاب أفضل فقال النبي صل الله عليه وسلم: «أغلاها ثمنًا»، وفي لفظ البخاري: «أعلاها ثمنًا، وأنفسها عند أهلها»، وهذا من المقررات في الشريعة الإسلامية فإنَّ أحسن ما يتصدق به ما كان محبوبًا طيِّبًا، ولذلك يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92]، ويقول: ﴿ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [البقرة: 267]. أما التوجيه الرابع من هذه التوجيهات النبوية الكريمة المرشدة لأفضل الأعمال وأحسن الخصال فهو التعاون العملي، ولا سيما ممن لا يستطيع أن يمد يد المساعدة بالتعاون المالي وقد قسم النبي صل الله عليه وسلم: هذا النوع من التعاون إلى قسمين، وجعل الأول منهما إعانة الصانعين، وجعل الثاني منهما الصناعة للضائعين. وفي هذا الإرشاد النبوي إشارة واضحة إلى ما يجب أن يكون عليه المجتمع الإسلامي، وأنه المجتمع المثالي في الحقل التعاوني، وفي قوله النبي صل الله عليه وسلم: تعين صانعًا ما يدل على أن الشريعة الإسلامية تستحب إشاعة الصناعة وبذل المعونة لذوي الصناعات في الأفراد أو الشركات فرب صانع لا يجد المواد الأولية التي لابد منها في صناعته، ورب صانع لا يجد اليد العاملة التي تحقق غايته. فقد حض الرسول الله صل الله عليه وسلم من يريد أعلى الدراجات ومن يبتغي أفضل الأعمال أن يسارع بمد يد المساعدة وعلى قدر جهده وطاقته لمعاونة الصناع وتقوية الصناعات، كما أشار رسول الله صل الله عليه وسلم إلى أنَّ مِن أعظم ما يقرب العبد من ربه كذلك مساعدة الأخرق الضائع الذي لا يستطيع الصناعة، إما بتدريبه على الصناعة، أو بالصناعة له، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو تصنع لاخرق»، وفي هذا كذلك تكثير لليد الصانعة وبهذا تستغني الأمة الإسلامية في صناعاتها وتستقل استقلالًا ذاتيًّا في هذا السبيل ولما قال أبو ذر رضي الله عنه للنبي صل الله عليه وسلم:: أرأيت إن ضعفت عن ذلك؟ أي: ماذا أفعل إن عجزت عن إعانة الصانع أو الصناعة لبضائع؟ فأجيب من مشكاة النبوة بقوله: «تكفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ»، أي فهذا صدقتك. ولذلك روى البخاري من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن الرسول صل الله عليه وسلم: قال: «علَى كلِّ مُسلمٍ صدقةٌ»، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: «فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق». قالوا: فإن لم يستطع؟ قال: «فيعين ذا الحاجة الملهوف». قالوا: فإن لم يفعل؟ قال: «فليأمر بالخير». قالوا: فإن لم يفعل؟ قال: «فليمسك عن الشر فإنه له صدقة». الصبر والسماحة عن جابر بن عبد الله -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أنّ النَّبيّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِل: أيُّ الإيمان أفضل؟ قالالصَّبر والسَّماحة). وهو حديث حسن ثابت عن النَّبيّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بما له من شواهد. منها عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، رواه الإمام أحمد في مسنده (22717). ومنها عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه، رواه أيضاً الإمام أحمد (19435). ومنها عن قتادة الليثي رضي الله عنه، رواه الحاكم في مستدركه (3/626). وقد يقول قائل: لم كان الصَّبر والسَّماحة بهـذه المنزلة العليَّة من الإيمان وبهذه المكانة الرَّفيعة من الدِّين؟ والجواب أنَّ الصَّبر والسَّماحة خُلُقَان في النَّفس يَحتاج إليهما العبد في مقامَات الدِّين كلِّها وفي جميع مصالحه وأعماله، فلَا غنى له في شيءٍ من ذلك عن الصَّبر والسَّماحة، ولهـذا فإنَّ هذين الخُلُقين الفَاضلين يُحتاج إليهما في جميع مقامَات الدِّين. ولهـذا يقول العلَّامة ابنُ القيِّم -رحمه الله تعالى- في(مدارج السالكين) (2/160) ـ وقد أورد هـذا الحديث، مُبيِّنًا مكانة هـذا الحديث العظيمة ومبيِّنًا أيضًا مدلوله ومعناه ـ(وهـذا من أجمع الكَلام وأعظمه بُرهانًا وأوعبه لمقامات الإيمان من أوّلها إلى آخرها؛ فإنَّ النَّفس يُراد منها شيئان: * بذْل ما أُمِرت به وإعطاؤه، قالحامل عليه السَّماحة. * وترك ما نُهيت عنه والبُعد منه فالحامل عليه الصَّبر)). انتهى كلامه رحمه الله. وقد سُئل الحسن البصري -رحمه الله تعالى- وهو أحد روَّاة هـذا الحديث قيل له: ما الصَّبر وما السَّماحة؟قال(الصبر عن معصية الله، والسماحة بأداء فرائض الله عز وجل))رواه أبو نعيم في الحلية (2/1).وإذا تأمَّلت في هـذا الحديث العظيم وفي دلالته العَظيمة تجد أنَّه حديثٌ جامع للدِّين كلِّه؛ لأنَّ المؤمن مأمور بأفعال وطَاعات وعبادات متنوِّعات، وهـذه كلُّها تحتاج إلى سماحة نفس. والسَّماحة في أصل مدلولها السُّهولة واليُسر والسَّلاسة.فمن كانت نفسه سلسلةً سهلةً سمحةً انقاد للأوامر وامتثل الطَّاعات ولم يتلكَّأ ويمتنع. ومأمور أيضاً بالانكفاف عن المعاصي والبُعْد عن المناهي وتجنُّب المحرَّمات، وهـذا يَحتاج إلى صبر.والصبر حبس النَّفس ومنعها، فإذا كان لا صبر عنده فإنَّ نفسه تنفلت ولا يتمكَّن من الامتناع عمَّا نهاه اللهُ عنه. وبهذا يُعلم أنَّ من لا صبر عنده لا يستطيع أن يقاوم، ومن لا سماحة لديه لا يستطيع أن يقوم. نعم من لا صبر عنده لا يستطيع أن يقاوم النَّفس من رعونتها عند حلول البلاء، ولا يستطيع أن يقاوم النَّفس من انفلاتها عند دواعي الشَّهوات والأهواء.ومن كان لا سماحة لديه لا يستطيع أن يقوم؛ لأنّ نفسه غير السمحة لا تنهض للقيام بالأوامر والاستجابة لداعي الطَّاعات، فإذا دُعيت نفسه إلى طاعة شحَّت، وإذا أُمرت بفضيلة تأبَّت، وبهذا يكون من المحرُومين. فمن لا صبر عنده ولا سماحة لا يتأتى له النُّهوض بمصالحه والقيام بأعماله والامتناع عمَّا ينبغي عليه الامتناع منه. النفس المطمئنَّة هي إحدى درجات النَّفس الإنسانيَّة التي ترتقي بأعمالِها من حال النَّفس الأمَّارة بالسوء، حتَّى تصل إلى مرتبة الاطمِئْنان. والطمأنينة: هي سكون القلب إلى الشيء، وعدم اضطِرابه وقلقه قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلَّم -: ((البرُّ: ما اطمأنَّ إليْه القلب)) أي: سكن إليْه، وزال عنه اضطِرابه وقلقه وجعل الله - سبحانه - الطمأنينة في قلوب المؤمنين ونفوسهم وجعل الغِبْطة والبشارة بدُخُول الجنَّة لأهل الطمأنينة فطوبى لهم وحسن مآب والطمأنينة: سكونٌ يُثْمر السَّكينة والأمن. والفرق بين الطُّمأنينة والسكينة: أنَّ الطمأنينة أعمُّ وأشمل وتكون في العلم واليقين ولهذا اطمأنَّت القلوب بالقرآن، أمَّا السكنية، فإنَّها ثبات القلْب عند هجوم المخاوف عليْه وسكونه وزوال قلقِه واضطرابه والنفس المطمئنة: هي النفس التي سكنت واستقرَّت في مقام الاطمئنان والسَّكينة والأمن وتَمتاز النَّفس المطمئنة بالسَّكينة، والتَّواضع، والإيثار، والرِّضا، والصبر على الابتِلاء، والتوكل، وتَسير بمقتضى الإيمان إلى التوحيد والإحسان، والبر والتقوى، والصبر والتوبة، والإقبال على الله والنَّفس المطمئنَّة: هي النفس التي تجد أمْنَها وسكينَتَها مع ذكر الله؛ {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ} [الرعد: 28]؛ أي: تطيب وتركَن إلى جانب الله، وتسكُن عند ذِكْره، وترضى به مولًى ونصيرًا. ثم يؤكِّد - سبحانه -: أنَّ اطمِئْنان القلوب لا يتمُّ إلا بذِكْره؛ ورُوي: أنَّ رسولَ الله صلَّ الله عليه وسلَّم - قال لرجُل: ((قل: اللهُمَّ إني أسألُك نفسًا بك مطمئنَّة، تؤمن بلقائِك وترضى بقضائِك، وتقنع بعطائك))؛ أخرجَه الحافظ ابنُ عساكر والنَّفس المطمئنَّة: نفس متوازنة، متفاعلة، متكامِلة الجوانب لا يغلب عليها الحسُّ فتتصرَّف وفقًا لغرائزِها، ولا يطغى عليْها العقْل، فتتصرَّف وفْقًا لمقولات مجرَّدة منطقيَّة؛ إنَّما هي تتصرَّف وفْقًا لإرادةٍ حرَّة من خلال أشْكال جماليَّة: عمل فني، عمل أخلاقي، عمل علمي سمات النفس المطمئنة: ولكيْ تُحقِّق هذه النَّفس التَّوازُن والاستِقْرار، فلَهَا سمات تتَّسم بها: 1- الوحدة في ملكاتِها، وعدم التَّنافُر بين فعلِها وإيمانِها الدَّاخلي؛ أي: بين الفعل والقوْل، الدَّاخل والخارج. 2- أنَّها نفس بسيطة، رقيقة، تلقائية، وبهذه الصِّفات تلمس الأشْياء بِحواسِّها الدَّاخليَّة، بِمعنى أنَّها تمتلِك نورًا بِداخِلِها، يبصِّرها بحقائق الأمور. 3- تتَّسم بالابتِكار والأصالة، فهي دائمًا متجدِّدة مُبدعة، تبتعِد فيها عن النَّظْرة الضيِّقة المحدودة. 4- النَّفس المطمئنَّة نفسٌ حرَّة، لا تخضع إلاَّ لقانون الإنسانيَّة الفطري، الذي دعاها الله له في خاتم رسالته: "اقرأ"، فالقراءة: قراءةٌ لكلِّ ما في الوجود من أشياءَ وجبالٍ، وبحار وأناسٍ، وعلاقاتٍ، تُفْهَم جميعًا؛ لتثْمِر القراءةُ علمًا وثقافةً وفنًّا وفلسفةً، وشرْطُ القِراءة الحرِّيَّة. 5- النَّفس المطمئنَّة نفسٌ راضية 6- من سماتِها: أنَّها لا تحكم على الآخرين، وتنشغِل بإصْلاح عيوبِها. 7- لا تقبل أن تُجَرَّ وتندفع في مهاترات ومجادلات، توقعها في الخطأ في حقِّ النَّاس مِن سبٍّ وشتائمَ وحُكْم خاطئ، يُفْقِدها طاقتَها النُّورانيَّة التي وهبها الله لها الإيمان الجميل: لا شك أنَّ النفس المطمئنَّة نفسٌ مؤمنةٌ إيمانًا جميلاً كاملاً، إيمانًا بالله خالق هذا الكوْن الجميل، واحترام قوانينه ورسائله التي أنزلها على الإنسان والإيمان أوسع وأشْمل من إقامة بعض الشعائر وارتِداء بعْض الملابس بل الإيمان هو إيمان بالله والحياة والإنسان، فهو العمْق الذي يبعدنا عن السطحيَّة والزيْف والخداع؛ لأنَّه تَجربة شعوريَّة جماليَّة، نؤمن فيها بِما نفعلُه، ونحقِّق فيها ما نُحبُّه، بلا أنانيَّة وبلا خداع.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-06-2024, 04:59 PM | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
جزآك الله خيرا
بآرك الله فيك على الطَرح القييم وَ جعله في ميزآن حسناتك ..
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|