[ثم يستعيذ ثم يبسمل سراً ]..
المذهب، وهو القول الراجح والله أعلم: أن الاستعاذة سنة في الفرض والنفل.
قال ابن هبيرة في الإفصاح 1/ 125: " واتفقوا على أن التعوذ في الصلاة على الإطلاق قبل القراءة سنة إلا مالكاً فإنه قال: لا يتعوذ في المكتوبة ".
معنى الاستعاذة وصفتها:
أعوذ: أي ألجأ وأعتصم بالله من الشيطان الرجيم لا يضرني في ديني، ولا في دنياي.
الشيطان: الشيطان في لغة العرب مشتق من شَطَن، إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر، وبعيد بفسقه عن كل خير [انظر تفسير ابن كثير 1/ 32 ].
الرجيم: المرجوم أي المطرود المبعد، وقيل: بمعنى راجم أي يرجم غيره بالإغراء.
جاءت الاستعاذة على ثلاث صفات:
الأولى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وهي الصفة التي اختارها جمهور العلماء لقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النحل: 98].
الثالثة: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه.
لحديث أبي سعيد قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة بالليل كبر.... ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزهِ ونفخهِ ونفثهِ " رواه أبو داود والترمذي والنسائي.
والحديث فيه مقال قال عنه الشوكاني في نيل الأوطار 2/ 198: " وإن كان فيه مقال فقد ورد من طرق يقوي بعضها بعضا " وله شاهد من حديث جبير بن مطعم عند أحمد وأبي داود وابن ماجه، وشاهد آخر من حديث ابن مسعود عند الحاكم وصححه.
• الحكمة من الاستعاذة.
قال ابن القيم: " وفي ذلك وجوه: منها: أن القرآن شفاء لما في الصدور، يُذهب لما يلقيه الشيطان فيها من الوساوس والشهوات، ومنها: أن الملائكة تدنو من قارئ القرآن وتستمع لقراءته، والشيطان ضد المَلَك وعدوه، فأُمِرَ القارئ أن يطلب من الله مباعدة عدوه عنه حتى يحصل خاصته وملائكته، ومنها: أن الشيطان أحرص ما يكون على الإنسان عندما يهم بالخير أو يدخل فيه، فهو يشتد عليه حينئذ لقطعه عنه، فأمر سبحانه العبد أن يحارب عدوه ويستعيذ بالله تعالى منه (انظر كتاب الصلاة لابن القيم 626).
• تُقال الاستعاذة سراً.
قال ابن قدامة في المغني: ".. ويسرُّ الاستعاذة ولا يجهر بها لا أعلم فيه خلافاً".
مستلة من الفقه الواضح في المذهب والقول الراجح على متن زاد المستقنع (كتاب الصلاة)
بارك الله فيكم ونفع بكم
اسال الله العظيم
ان يرزقكم الفردوس الاعلى من الجنان
وان يثيبكم البارى على ما طرحتم خير الثواب
فى انتظار جديدكم المميز
دمتم بسعاده مدى الحياه
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء