{ ❆اعلانات عشق الليالي ❆ ) ~ | |||||||||
|
|
|||
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
علامات التواضع
إن في النفس أمراضًا مدمرة؛ كالكبر والعُجب والغرور وحب الظهور، وهي أمراض مهلكة، تُذهب الإيمانَ وتمحو حلاوته، ولا علاج لها إلا التواضع؛ ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا؛ حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد).
ولأن التواضع يرفع الله به صاحبه في الدنيا والآخرة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، ولا زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)؛ (رواه مسلم). وقال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك، فإذا تواضع قيل للملك: ارفع حكمته، وإذا تكبَّر قيل للملك: دَعْ حِكمته)؛ (صحيح الجامع). التواضع خلق الرسول صلى الله عليه وسلم: النبي صلى الله عليه وسلم كان يتألف الناس، ويبتسم في وجوههم، ويُقبل عليهم ويسمع منهم، وينزل على رأيهم، فكان يقول: (إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد)؛ (صحيح الجامع). ورآه رجل يومًا فارتجف من هيبته، فقال له صلى الله عليه وسلم: (هوِّن عليك؛ فإني ابن امرأة كانت تأكل القديد)؛ (صحيح سنن ابن ماجه). وكان يكره المدح وينهى عن إطرائه، وينهى أن يُقام له، وكان يجلس حيثما انتهى به المجلس. من مظاهر التواضع وعلاماته: ♦ عدم التعالي على الناس في الحديث معهم: حينما قال إخوة يوسف ليوسف: ﴿ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ ﴾ [يوسف: 90]، لم يقل: أنا الوزير أو نحو ذلك، مما هو مصحوب بالألقاب الضخمة التي تتقدم الأسماء الآن، ثم بيَّن لهم أن الفضل الذي هو فيه ليس عن كبير اجتهاد منه، إنما هو من الله؛ فله النعمة وله الفضل: ﴿ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ﴾ [يوسف: 90]. ♦ هضم النفس وعدم الثناء عليها لغير حاجة: كما قال تعالى: ﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النجم: 32]. ♦ التواضع لطلب العلم: فلا يَمنعنَّك أنك مثقف ومفكر أن تَثني رُكبتيك بين يدي العلماء وطلبة العلم؛ لتتعلم عن الله ورسوله، فالعلم يضيع بين اثنين: مُستحٍ ومُتكبر. ♦ الاعتراف بالخطأ: إن منَّ الله عليك فاعترفت بالخطأ، فاقبل الصواب من الآخرين أيًّا كان وضعهم؛ سُئل الفضيل بن عياض عن التواضع، فقال: أن يخضع للحق، وينقاد له، ويقبله مما قاله[1]. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم حين سُئل عن الكبر، قال: (بَطَرُ الحق وغَمْطُ الناس)؛ (رواه مسلم). كيف يجاهد الإنسان نفسه على التحلي بالتواضع؟ • ألا ينسى العبد أصله وقدره: قال ابن حبان: "كيف لا يتواضع من خُلق من نُطفة مذرة، وآخره يعود إلى جيفة قذرة، وهو بينهما يحمل العذرة "[2]. قال تعالى: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ [الإسراء: 37]. وقال تعالى: ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [لقمان: 18]. • أن يستشعر العبد قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرَّةٍ مِن كِبر)؛ (رواه مسلم). • عامِل الناس بما تحب أن يعاملوك به. • الاعتناء بالقلب وإصلاحه وضبطه: ذلك أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب، ولأن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، وضبطه بإخراج المواد الضارة؛ كالحقد والحسد والشحناء، والعجب والرياء والغرور، وحب الظهور ونحوها، وإدخال المواد النافعة؛ كالإخلاص ومحبة الله ورسوله، والخوف والرجاء، والتوبة والإنابة، واستشعار المسؤولية، وحب الخير للغير. • أن تعلم أن الكبر صفة إبليس: قال تعالى: ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [ص: 75، ].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-27-2022, 04:51 PM | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|