لا يريد زياد الخروج من المنزل ويفضّل الجلوس في غرفته مبرّرًا ذلك أن لا رغبة لديه في الخروج. أما نهى فتشكو من الملل رغم أن أهلها يوفرّون لها كل ما تطلبه. لماذا يشعر بعض المراهقين بالملل؟ وإلى ماذا يشير هذا الشعور؟
ترى الإختصاصية في علم نفس التقويم التربوي الدكتورة لما بنداق، أن المراهقة مرحلة لا تخلو من الأزمات النفسية الناتجة عن التغييرات الفيزيولوجية يرافقها تغييرات فكرية.
ففي هذه المرحلة يبدو المراهق غير راضٍ عن مظهره ويعيد النظر في القيم الاجتماعية والعادات والتقاليد التي نشأ عليها، وتكون عنده رغبة قوية في إثبات وجوده.
ويمكن وصف هذه المرحلة «بمرحلة التمرّد» أي التمرّد ضد سلطة الكبار والمجتمع. فالمراهق يتّهم أهله بعدم التفهّم وبالحد من رغبته في الاستقلال.
لذا فإن ثورة المراهق مهمة جدًا، على الأهل أن ينظروا إليها بطريقة إيجابية، لأنها تحمل روح التغيير مما يعطي ديناميكية للحياة الإجتماعية.
تكبر هذه الثورة أو تصغر بحسب رد فعل الأهل والراشدين، ولكن من الضروري أن تكون موجودة. فالمراهق الذي لا يعيش مرحلته وما تحمله من تناقضات قد يعود ويعيشها في سن متأخرة.
لماذا يشعر بعض المراهقين بالملل رغم توافر كل وسائل التسلية ؟
هناك أسباب نفسية مرتبطة بالكآبة المرضيّة ، وهناك أسباب اجتماعيّة أي حين لا يقوم المراهق بأي نشاط اجتماعي خارج إطار المدرسة. فالمجتمع الذي لا يوفّر للمراهقين وسائل ترفيهية كالنوادي الرياضية أو الاجتماعية التي تقدّم خدمات إنسانية، أو نواد خاصة بالشبيبة يلتقون فيها يمارسون فيها هواياتهم المفضّلة كالموسيقى أو الرسم أو المسرح، من الطبيعي أن يشعر المراهق الذي يعيش في هذه المجتمعات بالملل. فمن الضروري توظيف الوقت في شيء له مردود معنوي ينعكس إيجابًا عليه.
هلصحيحأنّالضجرمفيدأحيانًا؟
صحيح الشعور بالضجر مفيد أحيانًا لأنه ضجر وجودي، بمعنى أنه يساعد المراهق على التفكير بحياته ومستقبله شرط أن لا يفصل نفسه عن محيطه الاجتماعي. ولكن حين يؤدي الملل إلى الانزواء وعدم التواصل مع الأصدقاء الحميمين من الضروري معرفة الأسباب فربما تعرّض المراهق لعنف من أحد أصدقاء الشلة.
ولكن في الوقت نفسه على الأهل ألا يلّحوا على ابنهم أو ابنتهم لمعرفة الأسباب أو يبدوا رأيهم في الموضوع بل يتركوا له مبادرة التحدث عنه، طالما أن الأمر مجرد مشكلّة عابرة.
يعترضالأهلوأحيانًايشعرونبخيبةأملحينيسمعونابنهمأواب نتهمالمراهقةتقولأشعربالمللرغمتوفيركلمتطلباتها؟
من الخطأ الشائع هو توفير الأهل كل متطلبات المراهق في شكل مبالغ فيه، مما يحرمه متعة التحدّي.
فحين تتاح له كل الأمور من دون قيد أو شرط وفي سن مبكرة لن يعرف قيمة ما يحصل عليه ويشعر بالملل الذي ربما قد يؤدي به إلى تجربة أمور تكون نتائجها سلبية على سلوكه الاجتماعي.
كالانحراف مثلاً. فبعض الحرمان المادي ضروري شرط أن يرافقه حوار بين الأهل والمراهق.
هلانكبابالمراهقعلىمواقعالتواصلالإجتماعيباختلافتطبي قاتهامؤشرلشعورهبالملل؟
لا يمكن تجاهل دور الشبكة العنكبوتية وتطبيقاتها مواقع التواصل الإجتماعي، في حياة المراهقين بعامّة. وقد أشارت التقارير الأخيرة إلى أن 75% من المراهقين يستعملون بشكل دائم خدمة الـ«يوتيوب»، وغيرها من تطبيقات الشبكة العنكبوتية.
ولكن لا يمكن القول أن استعمال المراهق لتطبيقات التواصل الإجتماعي يبعد الملل، لأنها أصبحت من الأمور الروتينية التي يستعملها المراهق بشكل تلقائي أثناء قيامه بعدّة أمور مثلا تجدين مراهقًا يدرس وفي الوقت نفسه يستعمل تطبيق Selfie مثلا وينشره على موقعه الخاص.
ومع ذلك تجدينه أحيانًا يضع تعليقًا مثل «أنا أشعر بالملل» إذًا هذه الأمور لا تبعد الملل بل أحيانًا وعن طريقها يعبّر المراهق عن مشاعره.
لذا فإن تجنب الملل يتطلب إشراك المراهق في نشاطات تتطلب مجهودًا فكريًا أو جسديًا مثل ممارسة الرياضة التي يحبّها أو أي هواية أخرى لديه.
ماهينتيجةالملللدىالمراهق؟
يولّد الملل طاقة سلبية ممكن أن تؤدّى بالمراهق إلى الإتجاه نحو السلوكيات غير المقبولة أو الخطرة مثال التدخين، والتعرّف إلى أصحاب السوء، والإنضمام إلى جماعات مشبوهة، وشرب الكحول، وما شابه. وممكن أن يؤدي الملل إلى شعور المراهق إلى القلق والإكتئاب والميل إلى الإنعزال والإندفاعية والإجرام وجميعها أمراض نفسية تتفاقم لتصل بالمراهق إلى مرحلة خطرة.
ومثال على ذلك الحادثة التي حصلت في الولايات المتحدة الأميركية حيث قام بعض المراهقين بقتل لاعب بيسبول استرالي يدعى كريستوفر لين في ولاية اوكلاهوما في آب/ أغسطس 2013 لمجرد شعورهم بالملل.
ماهيالحلوللتفاديالملللدىالمراهقين؟
هناك العديد من الخطوات التي يمكن إعتمادها ولعل أهمها