يقول رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية، رائد العزاوي، في لقاء مع موقع "سكاي نيو
يقول رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية، رائد العزاوي، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية":
لا شك أن تصاعد هذه العمليات هو بالعكس يزعزع أمن العراق واستقراره ويضر بسمعته ويخل بالتزاماته الدولية، ولهذا فالعراق لا بد له من لجم هذه الجماعات كونها تهدد البعثات والمقار العسكرية والدبلوماسية المتواجدة فيه بصورة رسمية.
لا يجب جر العراق لحرب إقليمية بالإنابة عن الغير، خاصة وأن القضية الفلسطينية لا يتم حلها وفق أساليب العنف والصراع الدموية وإشعال حروب وفتح جبهات متعددة، وإنما وفق آليات قانونية منبثقة من الشرعية الدولية.
لهذا فليس واردا أن ينسحب الأميركيون جراء هذه الهجمات، والتي رغم تكرارها لكنها ليست مؤثرة ولم تخلف ضحايا في صفوف القوات الأميركية، وهو أمر إن حدث فسيدفع نحو رد فعل أميركي عنيف وقاس ضد تلك الجماعات وليس الانسحاب تحت ضغط هجماتها.
بدوره، يقول الدبلوماسي السابق وأستاذ العلاقات الدولية غازي فيصل، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية":
واشنطن لن تتخلى عن أهدافها ومصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط عامة وفي العراق خاصة، ولا سيما لحفظ أمن الطاقة وضمان الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم، على وقع هكذا هجمات.
لهذا لا يمكن للولايات المتحدة الانسحاب من العراق، علاوة على أن وجودها العسكري فيه هو نتاج اتفاقية شراكة استراتيجية مع بغداد موقعة منذ 2008، والنافذة لغاية اليوم، وهو وجود محوري في استراتيجيات النفوذ الأميركي عالميا، كوننا نتحدث عن منطقة تمثل حلقة وصل بين قارات العالم وتحظى بثقل اقتصادي وجيو سياسي.
فعلى العكس، ستعزز واشنطن من حضورها وتصديها للجماعات المسلحة الموالية لطهران، وهو ما بدا واضحا مع الانتقال لاستهداف هذه الجماعات داخل العراق أيضا وليس فقط في سوريا.
البقاء الأميركي لا يلبي فقط حاجة واشنطن، بل هو يخدم كذلك تكريس الأمن والاستقرار في العراق ومكافحة الإرهاب فيه وخاصة تنظيم داعش، الذي لا زال يشكل خطرا داهما، ولهذا فالانسحاب الأميركي من العراق هو غير مطروح بتاتا في دوائر صنع القرار لا في واشنطن ولا في بغداد.