سلسلة الحياء من الله تعالى..1
الحمد لله حمدا يبلغ رضاه، وصلى الله على نبيه ومصطفاه.. وعلى آله وصحبه ومن والاه،
وسلم تسليما كثيرا لا يدرك منتهاه.. وبعد:
فقد روى الإمام أحمد والترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم:
(استحيوا من الله حق الحياء... الحديث)(رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني).
الحياء مَلك الأخلاق الحميدة، وسلطان الأخلاق الرشيدة، وسيد الأخلاق المجيدة، وهو خلق الإسلام
الذي اختص به كما في الحديث: (إن لكل دين خلقا، وخلق الإسلام الحياء)(وهو في الموطأ وصحيح ابن ماجة).
والحياء في اللغة مأخوذ من الحياة، ولذلك يسمى الغيث حَيَا؛ لأن به حياةَ الأرض والنبات والدواب.
قال العلماء: كما أن الماء حياة الأرض، فكذلك الحياء حياة القلب.. فقلب لا حياء عنده هو قلب لا حياة فيه.
وعلى حسب حياة القلب يكون فيه قوة الحياء، وقلة الحياء من علامات موت القلب، وكلما كان القلب أحيا
"يتصف بالحياء" كان أحيا "أتم حياة".
وأما الحياء في اصطلاح الشرع فهو: «خُلق يبعث صاحبه على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي
الحق»[فتح الباري:1/68].. ويدل على هذا المعنى ما جاء في الحديث النبوي (إنَّ مما أدرَكَ الناسُ من كلامِ
النبوةِ الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت)(أصله في البخاري).
وعليه فالحياء من أبرز الصفات التي تنأى بالمرء عن الرذائل، وتحجبه عن السفاسف، كما أنه من أقوى
البواعث على طلب المعالي والفضائل.
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|