04-27-2022, 10:13 AM
|
|
|
|
وعلى الله فتوكلوا
التوكُّل مِن العبادات القلبية التي يتقرب بها العبد إلى الله.
تعريف التوكُّل:
لغة: هو الاعتماد والتفويض.
• يقال: توكل بالأمر إذا ضمن القيامَ به، ووكلت أمري إلى الله؛ أي: ألجأته إليه، واعتمدتُ فيه عليه.
شرعًا: هو صِدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضارِّ، من أمور الدنيا والآخرة كلها، وَكِلةُ الأمور إليه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه.
• وقيل: هو علم القلب بكفاية الرب للعبد؛ قال تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]، ومِن أسماء الله تعالى (الوكيل)، وهو: الكفيلُ الذي توكَّل بالقيام بجميع ما خلَق.
فضيلة التوكُّل:
التوكُّل: عبادة قلبية عظيمة، وهو شرط في صحة الإسلام؛ قال تعالى: ﴿ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 84]، وشرط في صحة الإيمان؛ قال تعالى: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23].
• قال ابن القيِّم رحمه الله: (والتوكُّل نصف الدِّين، والنصف الثاني الإنابة؛ فالدِّين استعانة وعبادة؛ فالتوكُّل هو الاستعانة، والإنابة هي العبادة، بل هو محضُ العبودية، وخالص التوحيد إذا قام به صاحبه حقيقة)؛ (انتهى كلامه).
• قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾[الأنفال: 49].
ما الدليل على أن التوكُّل عبادة ولا يجوز صرفه لغير الله؟
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23].
وجه الدلالة:
1) أن الله أمر به فقال: ﴿ فَتَوَكَّلُوا ﴾ [المائدة: 23]، والأمر يدلُّ على الوجوب، وما دام أنه أمر به إذًا فهو عبادة، والعبادة لا يجوز صرفُها لغير الله؛ قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36].
2) أن اللهَ جعَله شرطًا في صحة الإيمان، فقال: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23].
3) تقدُّم الجار والمجرور، وهو قوله: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ ﴾ على الفعل: ﴿ فَتَوَكَّلُوا ﴾ [المائدة: 23]، وتقديم ما حقُّه التأخير يفيد الحصر والقَصْر والاختصاص؛ أي: احصروا توكلكم في الله / اقصروا توكلكم على الله / خصوا اللهَ بتوكلكم.
الدليل الثاني: قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]، وهذه الآية فيها الثناءُ على من يتوكل على الله، وهذا يدلُّ على أن التوكُّل على الله عمل يحبه الله ويرضاه، إذًا فهو عبادة؛ لأن العبادةَ هي: اسم جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأفعال، الظاهرة والباطنة، وإذا كان التوكُّل عبادة، إذًا فلا يجوز صرفُه لغير الله.
♦ وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو الله تعالى فيقول: ((اللهم لك أسلمتُ،وبك آمنتُ، وعليك توكلت))، وكان يأمر أصحابه بالتوكُّل، فيقول لهم: ((مَن قال - يعني إذا خرج من بيته -: بسم الله، توكلت على الله،ولا حول ولا قوة إلا بالله،يقال له:هُديت وكُفيتووقُيت))؛ (أخرجه الترمذي).
♦ وقال صلى الله عليه وسلم: ((لو أنكمتوكلتمعلى الله حقَّ توكُّله، لرزقكم كمايرزق الطير، تَغْدو خماصًا، وتَرُوح بطانًا))؛ (رواه أحمد).
• تغدو خماصًا؛ أي: تخرج من الغدوة في الصباح الباكر بطونها فارغة.
• وتَرُوح بطانًا: ترجع وقت الرواح – أي: وقت العودة آخر النهار - وقد رزَقها الله.
قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾ [هود: 6].
مسائل س: متى يكون الإنسان قد اعتمد على الأسباب؟ وما علامة ذلك؟
ج: إذا كان يشعر بالراحة والطمأنينة والسكون بوجود السبب، فإذا وجد السبب وثق به، وبأن النتيجة سوف تترتب عليه.
س: ما حُكم قول: (توكلت على الله وعليك)؟
ج: شرك أصغر.
كذلك لا يجوز قول: (توكلتُ على الله ثم عليك)؛ لأن المحظور اللفظة نفسها، سواء أفرده أم عطفه؛ لأن التوكُّل اعتماد القلب، والمخلوق ليس له نصيب من التوكُّل؛ فإن التوكُّل هو تفويض الأمر، والالتجاء بالقلب إلى مَن بيده الأمر، وهو الله جلَّ وعلا، أما المخلوق فلا يستحق شيئًا من ذلك.
التوكيل: هو أن يعتمد على الغير في فعل ما يقدِر عليه نيابة عنه.
وهو المعروفُ في باب الوكالة عند الفقهاء، وهو ليس مِن توكُّل العبادة.
بحيث يُنيب غيره في أمور تجوز فيها النيابة، لكن مع ذلك أيضًا لا يعتمد عليه في حصول ما وكل فيه، بل يتوكل على الله؛ لذا لا يقال: توكَّلتُ على فلان، بل وكَّلت فلانًا، حتى في باب الوكالة لا يقال: توكلت على فلان أن يقضي حاجة كذا، وإنما يقول: وكلت فلانًا؛ مثل أن يشتري له شيئًا، أو يبيع له شيئًا، أو يتصرف في شيء ما مِن أمور دنياه.
حُكمه: جائز؛ بدلالة الكتاب والسنَّة والإجماع.
الدليل:
وكَّل النبي صلى الله عليه وسلم عليًّا رضي الله عنه أن يذبح ما بقي مِن هَدْيِه في حجة الوداع، ووكل أبا هريرة على الصدقة، ووكل عروة بن الجعد أن يشتري له أضحية.
ولكن ينبغي على المسلم إذا وكل غيره في شيء ما ألا يعتمد عليه في حصول ما وكَّله فيه، بل يتوكل على الله وحده في تيسير أموره التي يطلبها، إما بنفسه أو بنائبه؛ لأن إتمامَ الأمر لا يكونُ إلا مِن الله وحده.
أنواع التوكُّل على الله:
1) التوكُّل على الله في حصول ما يحبه الله ويرضاه مِن نُصرة دِينه وإعلاء كلمته وجهاد أعدائه، والتوكُّل عليه في استقامة العبد وصلاح حاله مع الله، ودخول الجنة والنجاة من النار؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لن يُدخِلَ أحدَكم عملُه الجنةَ))، قالوا:ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا،إلا أن يتغمَّدَني اللهمن فضلهورحمته)).
2) التوكُّل على الله في حصول حوائج العبد الدنيوية، ودفع المكروه والمصائب عنه؛ مثل أن يعتمد على الله في حصول الرزق أو العافية أو الولد، أو النجاة مِن الشر.
♦ وأعظمها الأول، فمتى توكَّل العبدُ على ربه في هذا النوع كفاه اللهُ النوعَ الآخر تمام الكفاية.
حقيقة التوكُّل:
تتضمَّن أمرين:
أولًا: تفويض الأمر إلى الله جلَّ وعلا.
ثانيًا: عدم التفات القلبِ إلى السبب بعد تحصيله.
كيف يحقِّق العبد تفويض الأمر لله؟
عن طريق ثلاثة أمور:
1) بأن يعلَمَ العبد أن هذا الملكوت إنما هو بيد الله عز وجل، يصرِّفه كيف يشاء، وأن الله وحده هو القادرُ على العطاء والمنع، والضُّر والنَّفع.
2) الاعتقاد الجازم أن ما أصاب العبدَ لم يكن ليُخطِئَه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبَه.
3) الاعتقاد الجازم أن ما قضاه الله لا يأتي إلا بالخير؛ لأن اللهَ هو الحكيم، والحكمة هي وضعُ الشيء في موضعه الموافِقِ للغايات المحمودة منه.
♦ فالتوكُّل يتطلَّب حُسن الظن بالله، ويكون ذلك بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلى؛ فمَن أحسن الظن بالله لا بد أن يتوكل عليه؛ لأن الله تعالى لا يُخلف الميعاد، وقد وعد أن يكفيَ مَن توكل عليه؛ فقال: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]، ومع كمال حُسن الظن يحصل التوكُّل، ويُثمر ذلك للعبد الرضا بالله وعن الله، حتى وإن حصل خلاف ما يريده العبد، فلأنه يُحسن الظن بالله يعلم أن هذا هو الخير، ولا خيرَ غيرُه؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمرَه كلهلهخيرٌ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إنأصابته سراءُ شكر فكانخيرًاله، وإن أصابته ضراءُ صبر فكانخيرًاله)).
ثانيًا: فعل الأسباب، وعدم التفات القلب إليها:
• فالأخذ بالأسباب لا ينافي حسن التوكُّل، بل هو مِن الدِّين.
• فمَن ترك الأخذ بالأسباب فقد طعَن في حكمة الله تعالى؛ لأن حكمةَ الله عز وجل اقتضت رَبْطَ الأسباب بالمسببات؛ كمَن يعتمد على الله في حصوله على الولد وهو لا يتزوَّج.
• فالأخذ بالأسباب هو جزءٌ ممَّا تحصل به حقيقة التوكُّل؛ فمَن عطلها لم يصح توكله، والأنبياء جميعًا أخذوا بالأسباب، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم أعظم المتوكلين، ومع ذلك كان يأخذ بالأسباب، فكان يأخذ الزاد في السفر، ولما خرج إلى أُحُدٍ ظاهَر بين دِرعينِ، ولما خرج مهاجرًا أخذ مَن يدلُّه على الطريق.
• قال ابن رجب - رحمه الله -: (واعلم أن تحقيق التوكُّل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه المقدوراتِ بها، وجرَتْ سنته في خلقه بذلك؛ فإن الله تعالى أمَر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكُّل.
فالسعيُ في الأسباب بالجوارح طاعةٌ له، والتوكُّل بالقلب عليه إيمانٌ به)؛ اهـ (جامع العلوم والحكم ص: 498).
• قال ابن القيم - رحمه الله -: (سرُّ التوكُّل وحقيقته هو اعتماد القلب على الله وحده، فلا يضرُّه مباشرة الأسباب مع خلوِّ القلب من الاعتماد عليها والركون إليها)؛ اهـ (مدارج السالكين 2/112).
الناس في قضية الأسباب:
1) مَن ترك الأسباب كلية وزعم أن التوكُّل لا يتم إلا بتركِ الأسباب، وهؤلاء لا يستقيم لهم توكُّل.
2) على النقيض مِن هؤلاء مَن اعتمد على الأسباب وتعلق بها، واعتقد أنه طالما فعل السبب فلا بد مِن أن يحصل المطلوبُ.
• وقد ذكَر لنا القرآن نموذجًا من الاعتماد على الأسباب الظاهرة، وأنها لا تحقِّق النتائج وحدها؛ وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾ [التوبة: 25].
• والصحيح أن السببَ وحده لا يحصِّل المقصود، وإنما قد يحصل المراد به وقد لا يحصل، فإذا شاء الله لهذا السبب أن يكون مؤثرًا كان السبب مؤثرًا منتجًا للمطلوب، وإذا لم يشأ اللهُ ذلك كان السبب غيرَ مؤثر.
• إذًا فعل السبب ليس كافيًا.
♦ مثال: الدواء سببٌ في حصول الشفاء، وقد أمَرنا النبي صلى الله عليه وسلم به، ولكن ليس الدواءُ وحده الذي يحصل به الشفاء، وإنما لا بد مِن أشياء أخرى، منها: أن يكون المحلُّ - وهو داخل الإنسان - صالحًا لقَبول الدواء، وألا يكون في البدن شيء يُفسِد هذا الدواء ويُعارضه فيجعله لا يعمل.
♦ فالدواء ليس هو الذي يَشفي، وإنما الشفاء بيد الله؛ فالمؤمن الموحِّد يعتقد أن السبب وسيلةٌ لتحقيق المراد، وفي النهاية قد يحصل وقد لا يحصل، بحسَب ما قدره الله؛ ((ما أصابك لم يكن ليُخطِئَك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبَك)).
• فالتوكُّل والاعتماد على السبب وحده، وكذلك عدمُ الأخذ بالأسباب مطلقًا - كِلا الأمرينِ مذمومٌ، وينافي حقيقةَ التوكُّل.
• لذلك كان أصحابُ المذهب الوسط بين طرفي النقيض هم الذين أصابوا وفازوا.
3) مَن يأخذ بالأسباب مع عدم الاعتماد عليها، بل يكون اعتمادُه على الله.
• فقد بذل الأسباب بجوارحه، وتوكل على الله بقلبه، وراعى سنَّة الله في خَلْقه، وأحكامَه في شرعه، موقنًا أن الله تعالى هو الذي وضَع الأسباب وأمر باتخاذها، ورتب عليها آثارًا قدرًا وشرعًا، وهو في الوقت نفسه قادر على أن يعطلها إن شاء، وأن يخلق مِن الموانع ما يعُوق سيرها، أو يُبطل أثرها.
♦ الاعتقاد في الأسباب والاعتماد عليها شركٌ وطعن في توحيد العبد، وترك الأخذ بالأسباب طعن في الشرع والعقل.
♦ والأخذ بالأسباب ليس فقط في الأمور الدنيوية، ولكن أيضًا في أمور الآخرة؛ فعلى المسلم أن يأخذ بالأسباب التي توصله إلى رضا الله والجنة؛ قال صلى الله عليه وسلم: (( اعملوا، فإن كلًّا ميسَّرٌ لِما خُلق له)).
فوائد التوكُّل:
1) التوكُّل سبب للنصر على الأعداء.
2) سبب لجَلْب المصالح ودفع المضار والمصائب، وجلب الرزق، وتعجيل الشفاء.
3) سبب لقوَّة القلب ونشاطه وتعلقه بالله وحده.
4) سبب للحفظ في النفس والمال والولد والأهل.
5) حصول السكينة والطمأنينة، ووقاية الإنسان مِن الاضطرابات النفسيَّة.
6) حصول الرضا وعدم السخط إذا أصابته مصيبةٌ.
7) يجلب محبةَ الربِّ للعبد: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].
8) سبب في دخول الجنة بلا حسابٍ ولا عذاب.
9) التوكُّل على الله عزٌّ وقوة واستغناء عن الناس.
مواطن التوكُّل:
1) في مقام العبادة: ﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾ [هود: 123].
2) في مقام الدعوة عند إعراض المدعوين وعدم استجابتهم: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129].
3) في مقام الجهادِ وقتال الأعداء: ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160].
4) في مقام المَشُورة: ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].
5) في مقام طلَبِ الرِّزق: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات: 22].
• قال صلى الله عليه وسلم: ((إن رُوح القُدس نفَث في رُوعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلَها، وتستوعب رزقها، فاتقوا اللهَ وأجمِلوا في الطلب، ولا يحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلُبَه بمعصية الله؛ فإن اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عنده إلا بطاعتِه))؛ (صححه الألباني).
6) في مقام العهود والمواثيق، كما فعَل يعقوب - عليه السلام -: ﴿ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ [يوسف: 66].
7) عند تلاوة القُرآن أو سماعه: ﴿ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2].
8) عند الإصلاحِ بين الناس؛ لأن هذا الأمرَ بيد الله وحده: ﴿ فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ﴾ [النساء: 35].
9) عند نزول القضاءِ: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51].
10) إذا خاف بأسَ أعداء الله: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173].
كيف نحقِّق التوكُّل على الله؟
بتحقيق مراتبه الثمانية:
1) معرفة الربِّ وصفاته: مِن قدرتِه وقيوميتِه وكفايته وإحاطته بالأمر، وأنه تعالى المالك المدبر لهذا الكون المتصرف فيه، وهو بكل شيء عليم، وعلى كلِّ شيء قدير، فهذا يقتضي التوكُّلَ عليه سبحانه.
2) إثبات الأسباب والمسببات مع عدم الاعتماد عليها: فيفعل الأسباب دون الاعتماد عليها بعد أن يتحقق مِن مشروعيتها، فلا يتخذ سببًا محرَّمًا.
3) رسوخ القلب في مقام التوحيد: فلا بد مِن تحقيق التوحيد وتجريده، وإخراج كل علائق الشرك في باب التوحيد مِن القلب.
4) اعتماد القلب على الله، واستناده إليه، وسكونه إليه: وعلامة ذلك ألا يباليَ بإقبال الدنيا وإدبارها، ولا يضطرب قلبه إذا تبدلت الأحوال، أو فُقدت الأسباب الظاهرة.
5) حسن الظن بالله: فعلى قدر حسن ظن العبد بربه ورجائه فيه يكون توكلُه عليه.
6) استسلام القلب لله سبحانه وتعالى: فيفعل ما أمر الله به، ويترك ما نهى الله عنه، غيرَ ناظر إلى أي عارضٍ يحول بينه وبين الاستجابة لربه.
7) التفويض: وهو رُوح التوكُّل وحقيقته، وهو أن يُلقيَ أمورَه كلها لله تعالى.
8) الرضا: وهو ثمرة التوكُّل ونتيجته، وأعظم فوائده، فمَن توكل على الله رضِيَ بفعله تعالى.
♦ قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: (المقدور يكتنفه أمران: التوكُّل قبله، والرضا بعده، فمَن توكل على الله قبل الفعل ورضي بالمقضيِّ بعد الفعل فهذا إنسانٌ قائم بالعبودية فعلًا).
(اللهم ارزُقْنا حق التوكُّل عليك، وصدق اللجوء إليك، وحُسْن الظن بك).
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-27-2022, 04:49 PM
|
#2
|
طرح في غايه آلروعه
وآلجمال
سلمت آناملك على
الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك
القادم والشيق
ونحن له بالإنتظار
ودي وشذى وردي
في آمان الله
|
|
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-27-2022, 04:57 PM
|
#3
|
طرح في قمة ـآإآلروؤوؤعة ..
آإآختيـآإآر رآإآق لي كثيرآإآ ..
تسلم لنآإآ ـآلانآإآمل ـآإآلذهبية على هيك طرح رآإآقي ..
عطآإآك ـآإآلرب ـآإآلف ع ـآإآفية ..
ودي وعبير وؤوؤردي ..
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-27-2022, 09:07 PM
|
#4
|
ديمه
جزاك الله خير على طرحك القيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
لاخلا ولا عدم
| | | | |