لا أعرف على وجه التحديد من هو «مِرْبَع» الذى هدده الشاعر الأموى الكبير «الفرزدق»
ذات يوم منذ أربعة عشر قرناً، بأن يقتله، فدخل اسمه التاريخ، لا لأن الفرزدق قد قتله بالفعل،
ولكن لأن الشاعر الأموى الكبير «جرير» ما كاد يسمع أن منافسه وخصمه الذى ظل أربعين عاماً
يتبادل وإياه الهجاء، ويتبارزان بالقصائد، قد أطلق هذا التهديد فى حق «مِرْبَع» حتى سكعه على
الفور بيتاً من الشعر الساخر، يستهزئ بتهديداته الجوفاء، مبشراً «مِرْبَع» بأن عمره سيطول،
طالما أن «الفرزدق» - بالذات - هو الذى يهدده بالقتل، وهو بيت يقول
«زعم الفرزدق أن سيقتل مِرْبَعاً..أبشر بطول سلامة يا مِرْبَعُ»
ذهب فيما بعد مذهب الأمثال وظل الناس يرددونه على امتداد القرون التى تلت ذلك، كلما استمعوا
لمن يهدد بقوة لا يملكها، ويتوعد بما لا يستطيع تنفيذه، ويتعهد بأن