ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

( إعلانـــاتــنـآ)  
     
     
   

 

{ ❆فَعِـاليَـآتنـــا ❆ ) ~
                      

 

 

♥ ☆ ♥ اعلانات عشق الليالي ♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 1,892
عدد  مرات الظهور : 54,714,308 
عدد مرات النقر : 782
عدد  مرات الظهور : 34,046,861 
عدد مرات النقر : 1,725
عدد  مرات الظهور : 34,046,553 
عدد مرات النقر : 1,281
عدد  مرات الظهور : 34,046,420 
عدد مرات النقر : 815
عدد  مرات الظهور : 22,036,833
فلاش
عدد مرات النقر : 1,358
عدد  مرات الظهور : 64,863,790 
عدد مرات النقر : 1,685
عدد  مرات الظهور : 66,183,642 عشق الليالي
عدد مرات النقر : 2,286
عدد  مرات الظهور : 66,209,234 مساحة إعلانية 2
♥ ☆ ♥ اعلانات عشق الليالي ♥ ☆ ♥
فعالية كل يوم سؤال ؟
عدد مرات النقر : 8,268
عدد  مرات الظهور : 43,740,860مجلة عشق الليالي العدد الثاني عشر ( 12 ) عدد خاص بـ شهر ذو الحجه
عدد مرات النقر : 8,635
عدد  مرات الظهور : 43,077,798المئويه الثامنه لــ عشق اليالي
عدد مرات النقر : 5,840
عدد  مرات الظهور : 35,365,883عزف الحروف
عدد مرات النقر : 8,602
عدد  مرات الظهور : 65,988,469مركز رفع عشق الليالي
عدد مرات النقر : 23,911
عدد  مرات الظهور : 66,209,261

العودة   عشق الليالي > ๑۩۞۩๑{ القسم الاسلامي }๑۩۞۩๑ > ♫.ليالي القرأن وعلومة ♫.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-15-2023, 07:45 AM

ملكة الحنان متواجد حالياً
اوسمتي
وسام التكريم شهر مايو التكريم الشهري لشهر ابريل وسام تاج الاداره مميزين فبراير 
 
 عضويتي » 210
 جيت فيذا » Mar 2021
 آخر حضور » 06-06-2024 (07:11 AM)
آبدآعاتي » 313,360
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » ملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond repute
 
افتراضي قوله تعالى: ﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 5] بين الإيمان والجحود

Facebook Twitter


قوله تعالى: ﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 5]
بين الإيمان والجحود

الحمد لله، عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون: ﴿ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى الله مِنْ شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ ﴾ [إبراهيم: 38].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وَسِعَ كُلَّ شيء علمًا، وأحصى كل شيءٍ عددًا. وأشهد أنَّ محمَّدًا عَبْدُه ورسوله أعلمُ النَّاسِ بِرَبِّه، وأتقاهم لمولاه. امتَنَّ الله عليه، فخوطب بالقرآن، وأُوتِيَ الحِكْمَةَ وعُلِّم ما لم يعلم: ﴿ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾ [النساء: 113]، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، كانوا بروجًا في حضارة الإسلام عالية، وأعلامًا للحق سائرة، وأنجُمًا في العِلْمِ والعَمَلِ زاهِرة، والتَّابِعِينَ لهم بإحسانٍ إِلى يَوْمِ الدِّينِ.


أمَّا بَعْدُ: فَأُوصيكم أيُّها النَّاسُ ونفسي بتقوى الله عز وجل: ﴿ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 223]، ﴿ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 231]، ﴿ وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 282].

أيُّها المؤمنون: مع قوة الانفجار المعرفي، والتقدُّم الصِّناعي، الذي أصبح الإنسان به مخدومًا، وفي الوقت ذاته قلقًا مُضطربًا، نَحتاجُ إلى تَأَمُّلِ قَوْلِه تعالى: ﴿ عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 5].

خدمة يقدمها التطوُّر للإنسان في مآكله وملابسه ومراكبه، في حره وفي قره. وسائل للاتصال، وأخرى في سرعة الانتقال، يسّرت الحصول على المعرفة، وسهلت وصول المعلومة؛ فبينما كان طالب العلم سابقًا يقطع مئات الأميال؛ من أجل أن يحصل على حديث واحد، أصبح الآن يفتح الكتاب فتقع عينه على ما يريد، وأسهل من ذلك: يضغط على أزرار الحاسوب فإذا ما يريد أمامه.

وبينما كان الحاج يخرج إلى الحج من رمضان فلا يصل إلا وقت الحج مع الجِدِّ في السير، وقد يصل وربما لا يصل، وإذا أنهى حَجَّهُ قد يعود وربما لا يعود؛ أصبح في مقدور المسلم أن يصل مكة ويرجع منها في بضع ساعات!!

من الذي علم الإنسان هذه العلوم؟ ومن الذي سَهَّلَ له طُرُقَ الوصول إليها واكتشافِها واختراعِها؟ إنه ربُّ العالمين، خالق الناس أجمعين.


يجب أن يُنْسَبَ الفضلُ إلى أهله، وربنا هو أهل الفضل والجود: ﴿ صُنْعَ الله الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النمل: 88]، كم نحتاج إلى تذاكر نعم الله علينا، وتدارس النُّصوص التي تدل على علمه وإحاطته وقدرته، مع التذكير بأنَّ هذه المكتشفات والمخترعات التي تبهر العقول هي من خلق الله تعالى، خلقها، ثم سخَّرها للبشر: ﴿ عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 5].

ويتأكَّدُ التذكير بذلك؛ لأنَّ فريقًا مِنَ النَّاس بهرهم ذلك التقدمُ الهائل في العلوم التجريبية، وكثرةُ المخترعاتِ والمكتشفاتِ، حتى نَسُوا أن يَنْسبوا الفضل لصاحب الفضل تعالى وتقدس، فسجَّلوا إعجابهم وإكبارهم للبشر الضعفاء، من الباحثين والمخترعين الذين: ﴿ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 3]، ونسوا الذي: ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ [الفرقان: 2] سواء كان هذا النسيان والغفلة عن قصد أم كان غير مقصود؛ لكنَّ القاصد منهم يعلن إلحاده وجحوده؛ كما قال الله عن أمثالهم: ﴿ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ العِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [غافر: 83].


هذا أحدُ ملاحدة العرب يسجل إلحاده بالحرف العربي عندما بهرته تجربة من التجارب في علم الوراثة والجينيات، يقول عليه من الله ما يستحق: "ومعناه أنَّ العلماء بدؤوا بِتَحَدِّي السَّماءِ، وَمَعْنَى هَذا أيْضًا أنَّ الإنسانَ لم يعد له ربٌّ يؤمن به، ويركع في محرابه، ويصلي له ويطلب رضاه وغفرانه؛ لأن المخترعات العلمية أخذت مكان الرب"[1] ا.هـ تعالى الله عن قوله وقول الظالمين علوًّا كبيرًا. مقالةٌ تطفح بالكفر والإلحاد، كيف استطاع قائلُها أن يقولها لولا ما في قلبه من المرض والزيغ.

إن هذه المقولة ومثيلاتها تجسدُ لنا حجم التقديس والتعظيم لتلك العلوم التجريبية مع أنها تصيب وتخطئ؛ بل لا يمكن أن تصيب إلا بعد الخطأ، فما هي بالنسبة لعلم الله الذي أحاط بكل شيء علمًا، والذي تنزه عن العبث والخطأ.


إن فريقًا من قومنا غطى انبهارهم بحضارة الغرب عقولهم؛ حتى إنهم يريدون منا التسليم والانقياد لكل ما يخرج من المعامل والمختبرات، والسير خلفه على أنه سائبةٌ لا ينبغي التعرُّضُ لها ولا توجيهها، فضلاً عن نقدها ولومها، وهذا يدعونا إلى إلقاء نظرة حول حقيقة مسيرة الإنسان العلمية، التي يسعى فيها لتحقيق ما يراه مصلحته ورفاهيته، فالإنسان في لهاثه العلمي إنما هو في سباق لاكتشاف جهله، جهلِه بعالم المجهول - مجهول الزمان والمكان والكم والكيف - الذي يطرقه فتنكشفُ له حقائقُ كانت حاضرةً ولا يشاهدُها، جهله الذي يراه - عندما يكتشف مخاطرَ ومضاعفات وخطأ ما ظنه سابقًا - إنجازاتٍ علميةً هائلة، والتي كانت غائبةً عنه حينما: ﴿ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ﴾ [يونس: 24][2].


يحاول هذا الإنسان اختراق هذا المجهول عن طريق التجربة الحسية، والحفريات والتوثيق، والتأمُّل والتحليل، والاستقراء والإحصاء، وأحيانًا عن طريق الحدس والتوهم، والمسلم يستفيد مما صلح من ذلك كله إضافة إلى وسيلة لا ينتفع بها غيرُه، ألا وهي العلمُ بالغيب الذي يخبر به الشرع، فإذا كان الأمر كذلك فإن المسلم لا يحجر على العلم الإنساني؛ ولكنه في ذات الوقت لا ينساق خلفه انسياقًا أعمى؛ بل يضعه في موضعه الصحيح: وهو أن نسبته مهما بلغ إلى علم الله قليلة: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85]، ﴿ لا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ ﴾ [البقرة: 255] ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

بل حتى نفسُ الإنسان وجسدُه وروُحه وما يختلج في صدره الله أعلم به: ﴿ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ﴾ [الإسراء: 54]، ﴿ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ﴾ [الإسراء: 25].

إن مصدر هذا العلم من الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 282]، ﴿ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 239]، ﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 5]، ﴿ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ﴾ [المائدة: 4].

إنَّ الملائكة وهم أعلم وأقدر من البشر تأدَّبوا مع الله تعالى فخاطبوه قائلين ﴿ سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 32].

والأنبياء والمرسلون عندهم من العلم اليقيني ما ليس عند سائر البشر، ومع ذلك كانوا متأدِّبينَ مع الله تعالى إذ نسبوا علومهم إليه، هذا هود عليه السلام لما قال له قومه: ﴿ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [الأحقاف: 22 - 23]، وهذا عيسى عليه السلام لمَّا سأله الله تعالى: "هل أمر الناس أن يتخذوه وأمه إلهين من دونه قال عليه السلام: ﴿ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾ [المائدة: 116]، وموسى عليه السلام لما سأله فِرْعَوْنُ عن مصير القرون الأولى: ﴿ قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى ﴾ [طه: 52]، وشعيب عليه السلام قال: ﴿ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الأعراف: 89]، وإبراهيم عليه السلام قال: ﴿ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الأنعام: 80]، ومحمد صلى الله عليه وسلم لما سأله المشركون عن وقت النشر والحشر والحساب، أمره الله أن يقول: ﴿ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [الملك: 26].


وكانت طريقةُ الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام نسبة علومهم إلى الله تعالى، هذا يوسفُ عليه السلام نسب قدرته على تعبير الرؤى والعلم بها إلى تعليم الله له: ﴿ قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ﴾ [يوسف: 37] ولا ينسبون ما يعلمون إلى أنفسهم أدبًا مع الله تعالى فسليمان عليه السلام وهو يعلم لغة الطير ما قال إني علمتها من نفسي بل قال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ ﴾ [النمل: 16].

إن نسبة العلوم إلى البشر، وتحدي الله عز وجل بهذه العلوم هي طريقة المشركين وفي مقدِّمَتِهِمْ قارون الذي قال: ﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص: 78].


ويبقى العلم الحقيقي الشامل الذي لا يُنقض ولا تشوبه آفةُ الجهل السابقِ، أو الآني، أو اللاحق هو علم الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 97]، ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾ [الرعد: 9]، ﴿ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12] ولكنَّ الإنسان عندما يغفل عن حقيقة علمه، فإنه يمضي بَطَرًا ببعض إنجازاته التي يظنُّ أنَّها لا يأتِيها البَاطِلُ من بين يديها ولا من خلفها. ينظر إلى مسيرته الماضية فيراها ظُلُماتٍ وجهالاتٍ، يَتَعَجَّبُ مِنْ جَهْلِ مَنْ سبقوه، وينتشي بما وصل إليه من هذه الإنجازات والعلوم، ثم يأتي من بعده ويتقدم قليلًا في طريق محو الجهل فيحقق إنجازاتٍ أخرى تُبطل الإنجازات السابقة التي ينظرُ إليها من جديد فيراها ضربًا من العبث... وهكذا دواليك تسيرُ مسيرة التقدُّم الإنساني.

وإذا تناولنا أبسط الأمثلة للدلالة على ذلك، فمثلاً في الطعام الذي يطعمه الإنسان نجد أنَّ اكتشاف تصنيع المواد الحافظة في صناعة الطعام المعلب كان إنجازًا مُهِمًّا وتَقَدّمًا عظيمًا، إذ كيف يُحفظُ الطعام مِنَ الفساد والعفونة مدة طويلة، والآن كيف ينظر إلى هذا الإنجاز العظيم؟! ذَهَبَتْ عظمته وتلاشت حينما اكتشف أن هذه المواد الحافظة سمومٌ تسري في جسد الإنسان عبر هذا الطعام حتى تفتك به[3]، فما أشد بَطَر الإنسان! وما أعظم جَهْله! وما أسرع تراجعه عن إنجازاته الهائلة!!


وبالطبع فليس المقصدُ من عرض هذا الموضوع الدعوة إلى إيقاف عجلة البحث والتقدُّم، ولا الرجوع إلى الوراء، ولكنَّ المقصد أن يوضع علمُ الإنسان في موضعه الصحيح؛ حتى لا نرى ذا العقل الرشيدِ منبهرًا بالأحداث الجزئية التي قد تُنقض بعد حين، والمقصودُ الأعظم من ذلك أن يخرج الإنسان من حالة: ﴿ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ﴾ [غافر: 83] التي تقود إلى حالة: ﴿ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ﴾ [يونس: 24] التي تكون عاقبتها: ﴿ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ﴾ [يونس: 24].

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [الإسراء: 85] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.


الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عُدْوَان إلا على الظَّالمين، وأشْهَد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وَلِيّ الصالحين، وأشهد أن مُحَمَّدًا عبده ورسوله النبي الأمين؛ صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسان إلى يوم الدين.

أمَّا بَعْدُ: فاتقوا الله عباد الله كما أَمَر، واحذروا المعاصِيَ ما بَطَن منها وما ظهر: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 194].

أيها الإخوة المؤمنون: مِنْ أَبْرَز صُور ضلال حضارة اليوم التخلي عن علوم الوحي، وعدمُ الإيمان بالغيب، والتركيزُ على علم المادة وعالم الشهادة؛ فكان من نِتَاجها بشرٌ ماديُّون لا معنى للدين والأخلاق في قلوبهم: ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 7]، والمؤمن مأمور بالموازنة بين حظوظ الدنيا والآخرة، فالدنيا مَطِيَّة الآخرة، ووسيلة التقوِّي على طاعة الله تعالى وليست غاية تقصد.

من أجل هذا أُمِرَ المسلم بالابتعاد عمَّنْ جَعَلَ هَدَفَهُ وغايته الدنيا مع إعراضٍ كبير عن الآخرة: ﴿ فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ﴾ [النجم: 29- 30].


بقي سؤال يُطرح حيال هذا الموضوع: أمع هذه الأبحاث والدراسات والمكتشفات والمخترعات وصل الإنسان إلى ما يريد؟! وحصَّل السعادة التي ينشدها؟! إن الواقع يجيب بالنفي؛ بل يثبت عكس ذلك فكلَّمَا خَطَا الإنسان خُطوة في التقدم العِلْمِيّ والبحثي، زاد لبنة في بناء شقائه، وتعقدت حياته أكثر وأكثر على رغم وسائل الخدمة والرفاهية.

إن القلق والاضطراب والخوف من المستقبل، هو الهاجس الذي يطاردُ الإنسان في عصر المادة والتطور، ولقد أوضح ذلك متخصصون في تلك المجالات؛ حيث يقول أحدهم: "إن إنجازات الإنسان التكنولوجيةِ والتنظيمية؛ إنما هي شَرَك لاصطياده"[4] ويقول آخر: "حالما ينطلقُ التقدم فلن يوقفه أحد، وهذا التقدمُ ذو الأوجه المتعددةِ لا يكف بالوقت نفسه عن تعقيد الحياة"[5].


ولكم أن تنظروا بأنفسكم إلى الفرق بين حياة الإنسان في عَصْر المادَّة والتَّطَوُّر، وبين حياته قبل ذلك؛ فالحياة السابقة كانت سهلة يسيرة خالية من التعقيد والمشكلات. أمَّا حياة الإنسان المعاصر؛ فأصبحت الكماليات فيها حاجات، وتحولت الحاجات إلى ضرورات، وكلُ يوم تزداد الحياة تعقيدًا وإشكالات، والإنسان فيها شقي من الأشقياء إلا من آمن وعمل صالحًا، فاتقوا الله ربكم، ولا تغتروا بحضارة اليوم وزخرفها واعلموا أن الله خالق كل شيء، وهو بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وأنَّ فوق كل ذي علم عليمًا - تبارك وتعالى -، ثم صلُّوا وسلِّموا على نبيِّكُمْ؛ كما أمركم ربكم بذلك..



 توقيع : ملكة الحنان

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 05-15-2023, 10:26 AM   #2





 
 عضويتي » 37
 جيت فيذا » May 2020
 آخر حضور » اليوم (10:51 PM)
آبدآعاتي » 985,023
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Qatar
جنسي  »
 التقييم » خفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
وسام التكريم شهر مايو التكريم الشهري لشهر ابريل مميزين فبراير عيد اضحى مبارك 
 

خفوق الروح متواجد حالياً

افتراضي



يعطيـك ـآلـعـآفيـهَ على جمَـآل طرحـكٌ..||~
د ـآم عطـآئكٌ ../..ورؤعـة تمَـيـزكٌ..~
وديٌ لــروحـكٌ ,,~


 توقيع : خفوق الروح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-15-2023, 11:02 AM   #3



 
 عضويتي » 314
 جيت فيذا » Oct 2021
 آخر حضور » 06-03-2024 (11:47 AM)
آبدآعاتي » 3,947
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » خيَـال is on a distinguished road
 آوسِمتي »
وسام 30 وسام شعاع متوهج وسام 20 وسام 18 
 

خيَـال غير متواجد حالياً

افتراضي



بارك الله فيك
و أسعدك في الدنيا والأخرة.


 توقيع : خيَـال

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-16-2023, 02:37 AM   #4




 
 عضويتي » 412
 جيت فيذا » May 2024
 آخر حضور » 05-04-2024 (11:17 PM)
آبدآعاتي » 370,250
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » أمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond reputeأمير المحبه has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
التكريم الشهري لشهر ابريل مميزين شهر مارس2024 مميزين فبراير وسام المئويه 300 
 

أمير المحبه متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خيرا
يعطيك العافيه يارب
اناار الله قلبكك بالايمــــــــان
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتكـ
لكـ شكري وتقديري


 توقيع : أمير المحبه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-17-2023, 12:13 AM   #5




 
 عضويتي » 92
 جيت فيذا » Jun 2020
 آخر حضور » اليوم (11:17 AM)
آبدآعاتي » 3,275,374
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
 التقييم » روح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
وسام أوفياء الموقع المليونية الثالثة عيد اضحى مبارك وسام شعلة المنتدى 
 

روح انثى متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خيراً على انتقائك القيم
وجعلها ربي في ميزان حسناتك
وفي انتظار المزيد



 توقيع : روح انثى

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-17-2023, 06:38 AM   #6



 
 عضويتي » 300
 جيت فيذا » Sep 2021
 آخر حضور » 06-27-2023 (08:57 AM)
آبدآعاتي » 168,959
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » همسة عشق has a reputation beyond reputeهمسة عشق has a reputation beyond reputeهمسة عشق has a reputation beyond reputeهمسة عشق has a reputation beyond reputeهمسة عشق has a reputation beyond reputeهمسة عشق has a reputation beyond reputeهمسة عشق has a reputation beyond reputeهمسة عشق has a reputation beyond reputeهمسة عشق has a reputation beyond reputeهمسة عشق has a reputation beyond reputeهمسة عشق has a reputation beyond repute
ى÷ ¾ى¾ ~
 آوسِمتي »
وسام أوفياء الموقع وسام سنوية صاحب الموقع وسام الالفيه الميه عيد اضحى مبارك 
 

همسة عشق متواجد حالياً

افتراضي



بارك الله فيك على هذا الطرح الرائع
وجعله في موازين حسناتك


 توقيع : همسة عشق

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-17-2023, 07:32 AM   #7




 
 عضويتي » 1
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » اليوم (10:49 PM)
آبدآعاتي » 1,703,923
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » عشق الليالي has a reputation beyond reputeعشق الليالي has a reputation beyond reputeعشق الليالي has a reputation beyond reputeعشق الليالي has a reputation beyond reputeعشق الليالي has a reputation beyond reputeعشق الليالي has a reputation beyond reputeعشق الليالي has a reputation beyond reputeعشق الليالي has a reputation beyond reputeعشق الليالي has a reputation beyond reputeعشق الليالي has a reputation beyond reputeعشق الليالي has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
وسام التكريم شهر مايو التكريم الشهري لشهر ابريل مميزين شهر مارس2024 قصة ونبي المركز الثالث 
 

عشق الليالي متواجد حالياً

افتراضي




r]
سلمت كفوفك
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح السرور الدائم

عشق الليالي










 توقيع : عشق الليالي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير قوله تعالى: ﴿ الم ﴾ الراقيه ♫.ليالي القرأن وعلومة ♫. 17 02-26-2024 04:16 AM
الآية: ﴿ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ﴾ ديہمہ ♫.ليالي القرأن وعلومة ♫. 9 08-21-2022 01:59 PM
تفسير قوله تعالى ﴿﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ .. ﴾ ديہمہ ♫.ليالي القرأن وعلومة ♫. 18 10-22-2021 05:47 PM
تفسير قوله تعالى ﴿ قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ ..) ديہمہ ♫.ليالي القرأن وعلومة ♫. 18 10-22-2021 05:45 PM
لطائف في قوله تعالى ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ نزف القلم ♫.ليالي القرأن وعلومة ♫. 13 04-15-2021 04:32 PM


الساعة الآن 10:51 PM



 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education