ما رأيكم في من يقول (إن القرآن تنبعث من تلاوته أصول الموسيقى و قواعد الأحكام) ؟
ما رأيكم في من يقول
(إن القرآن تنبعث من تلاوته أصول الموسيقى و قواعد الأحكام) ؟
فضيلة الشيخ
كيف حالكم وما هي الأخبار
ما رأيكم فضيلة الشيخ في هذا الموضوع
قال تعالى: ( و رتلناه ترتيلا )
إن التأمل و التفكر و البحث و التدبر في آيات القران الكريم
يبرز إعجازه الموسيقي إذ تنبعث من تلاوته أصول الموسيقى
و قواعد الأحكام و يقرر علماء الموسيقى إن من ضمن مظاهر
حرص القرآن الكريم على موسيقاه و محافظته على نغمه الصوتي
زيادة حرف في بعض الألفاظ كما يلاحظ في قوله تعالى :
(و تظنون بالله الظنوناْ) فقد زادت الألف
في الظنونا و كذلك تزيد الألف في (الرسولا)
في قوله تعالى : ( يا ليتنا أطعنا الله و أطعنا الرسولاْ)
و كذلك حذف حرف في ألفاظ أخرى مثلما يلاحظ بحذف الياء في
(المتعال) في قوله تعالى : ( عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعال )
و أيضا تقديم ما هو متأخر في الزمان فنجد في النص الكريم:
( فلله الآخرة و الأولى ) و هي موسيقى نفقدها
لو كانت (فلله الأولى و الآخرة)
و كتب علماء الموسيقى عن تكرار بعض الألفاظ بما يبعث في النفس الأمل
و الانشراح و الطمأنينة النفسية كما في قوله تعالى
( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا )
و تتجلى الموسيقى التصويرية واضحة في نغمات حالمة سعيدة
كما في قوله تعالى: ( فهو في عيشة راضية. في جنة عالية .
قطوفها دانية . كلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية )
و هذه الموسيقى تختلف في نغمتها عن الموسيقى التصويرية
التي تصحب حال أهل النار كما في قوله تعالى:
(خذوه فغلوه. ثم الجحيم صلوه .
ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه)
و هكذا نرى الإعجاز الموسيقي فريدا في نمطه
كما قرر علماء الموسيقى في العصر الحديث.
الجواب :
نحمد الله ونثني عليه .
يجب تنَزيه القرآن عن مثل هذا الكلام ؛ لأن القرآن هو كلام الله ،
لا يُشبه كلام أحد مِن خلقِه .
ولا يجوز القول بالسِّلَّم الموسيقي ، ولا بالموسيقى التصويرية
فيما يتعلّق بِنصوص القرآن ؛ لأن مِن شأن هذا تَنِزيل كلام الله
إلى مستوى فاحِش القول وساقِط الكلام .
وقد ردّ الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله على سيد قطب رحمه الله
في قوله بالمنظومة الموسيقية .. فقال الشيخ الدويش رحمه الله :
هذا التشبيه باطِل على كل حال . ثم ذَكَر بيان ذلك مِن أربعة أوجُه .
والعلماء يُفرِّقون بين السَّجْع ومُراعاة الفواصل ،
فلا يقولون بالسّجع في القرآن ، ويقولون بِمراعاة الفواصل في القرآن .
ويمنعون القول بالسجع في القرآن ، نَظَرا لأصل الكلمة .
قال الزركشي في " البرهان في علوم القرآن " :
وتَقَع الفاصلة عند الاستراحة في الخطاب لتحسين الكلام بها ،
وهي الطريقة التي يُبَايِن القرآن بها سائر الكلام ، وتُسَمّى فواصل ؛
لأنه ينفصل عندها الكلامان ، وذلك أن آخر الآية فَصَل بينها وبين ما بعدها ،
ولم يُسَمّوها أسْجَاعًا .
قال : فأمّا مُناسبة فَوَاصل ، فلقوله تعالى :
(كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ) ، وأما تَجَنّب أسْجَاع ،
فلأن أصله مِن سَجْع الطَّيْر ، فَشُرِّف القرآن الكريم أن يُسْتَعَار لشيء فيه
لَفْظ هو أصلٌ في صوت الطائر ، ولأجل تشريفه عن مُشاركة غيره
مِن الكلام الحادِث في اسم السجع الواقع في كلام آحاد الناس ،
ولأن القرآن مِن صِفات الله عز وجل ، فلا يَجوز وَصفه بِصِفة
لم يَرِد الإذن بها وإن صحّ المعنى .
ثم فَرّقوا بينهما ؛ فقالوا : السَّجْع هو الذي يُقْصَد في نفسه ، ثم يُحِيل المعنى عليه ،
والفواصل التي تَتْبَع المعاني ، ولا تكون مقصودة في نفسها .
قال الرماني في كتاب " إعجاز القرآن " :
وبنى عليه أن الفَواصِل بلاغة ، والسجع عيب . اهـ .
كما أن قول صاحب هذا القول :
(زيادة حرف في بعض الألفاظ كما يلاحظ في قوله تعالى :
(وتظنون بالله الظنوناْ) فقد زادت الألف في الظنونا
و كذلك تزيد الألف في (الرسولا) في قوله تعالى :
( يا ليتنا أطعنا الله و أطعنا الرسولاْ) )
قول ضعيف ، لا يدلّ على المراد ، مع بُطلان المراد أصلا !
وذلك لأن قوله تعالى : (وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا)
وقوله عَزّ وَجلّ : (يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا) في سورة الأحزاب ،
وفي السورة نفسها : (وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)) ،
فلم تأتِ على نَسَق الآيات التي ذكروها .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12252
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
آخر تعديل طيبة يوم
03-04-2021 في 10:55 AM.
|