بائعة الجرائد..
هذه القصة واقعية وحدثت منذ عدد من السنين هنا في المهجر..
كتبتها قبل حوالي اربع سنوات..
كانت تنتظره كل صباح في ذهابه الى المدرسة ، يخجلُ عيناها اهمالهُ اليها
تبسط جرائدها على مقربة من بيته . وفي مروره من امامها لاتشعرُ هي بالمارة من امامها إلا هو فقط ولا ترى غيره...
احبته بكل عنفوانها وعشقت افتراش الطريق لاجله.. حاولت مرارا الفات نظره اليها ، لكن دون جدوى.. ومرت الايام وجاءت ايام الامتحانات وامتحن هذا الطالب وظهرت النتيجة في الجرائد وقد لمحت اسمه مع الناجحين ودون شعور منها هرعت الى بيته وطرقت الباب والفرحُ يعتليها خرج لها دون اكتراث منه ،،
ماذا تريدين ؟
مبروك قد نجحت !
شكرا ، انتظري لحظة ؟
دخل الى البيت واخرج لها بعض النقود !!!
احتقن الدم في وجهها واسودت الدنيا في عينيها ..
قالت والكلمات تتبعثر من شفتيها
جئتك فرحة ... لاابيع الجريدة...
وتركت الجريدة في يده وسحبت اقدامها يحملها الآسى
سقطت بعدها لتلازم الفراش في حمى الشوق والحسرة على آمالها وعشقها الصادق.. مرت ايام واذا به ينتبه الى مكانها انه فارغ منها..
اخذه شئ من الاسف لما فعله حاول ان يراها ليعتذر منها دون جدوى وبعد ايام سأل عن بيتها قالوا ، له انها مريضة منذُ فترة ولم تزاول العمل ذهب الى بيتها ومعه وردة بيضاء وجد الناس على بابها واذا بنعشها يخرج من البيت وقد تركت بوصيتها ان يكتبوا على نعشها ( انا التي عشقت حتى الموت )
فذهب مع المشيعين الى مكان الدفن وبعد ان فرغوا من دفنها وتفرق الناس كتب على قبرها (وانا الذي قتلتكِ حتى الموت )