أهمية اللوحة التاريخية والأثرية :
وتأتي أهمية اللوحة المكتشفة لحجمها الكبير البالغ 450 مترا، إذ تعد الثانية من نوعها في القطر بعد لوحة طيبة الإمام "شمال حماه"، وغناها بالرسوم المنفذة بغاية الإتقان، وبعدد النصوص المكتشفة فيها، وبتقنية التصنيع التي تدل على براعة الفنان السوري ومهارته عبر العصور.
جدير بالذكر أن لوحة "طيبة الإمام" التى تعد أكبر لوحة فسيفساء في سوريا والعالم، ويبلغ حجمها 600 متر مربع، تحتوي على صور لـ 28 بناءً كنسيا من كنائس الحضارة السورية تزين الأرضية على شكل بازيليكيات، وعلى شكل صليب إلى جانب الأسطح والقباب والأبراج، وتعد من روائع وكنوز الحضارة السورية القديمة.
ومن أكثر المشاهد التي تتضمنها اللوحة إثارة للاهتمام ذاك الذي يزين الجهة الشرقية من اللوحة، حيث يمكن رؤية جنة السلام والخلد مرموز لها بمدينتي القدس وبيت لحم، كما جاء في سفر الرؤية، وفي وسطها يظهر الحمل المنير الذي يضيء وطائر الفينيق ذو الدلالة الدينية في الحضارة السورية لتلك الفترة التاريخية، وكتابات تشير إلى أنهار الجنة الأربعة، وهي: "جيحون" و"سيحون"، و"دجلة"، و"الفرات"، كما تضمنت 6 نصوص باللغة اليونانية تواكب زخرفة اللوحة، 3 منها في الرواق الشمالي، وواحد في الرواق الجنوبي، إلى جانب ذلك هناك صورة لمدينتي القدس وبيت لحم.
والمعروف أن الموقع بلدة "عقيربات" كان قد اكتشف منذ أكثر من 3 أشهر بعد اندحار العصابات الإرهابية وانسحابها من المنطقة، ودخول الجيش العربي السوري لها، وإبلاغ السلطات الأثرية التي أوفدت مباشرة بعثة آثارية للموقع مؤلفة من خبراء من دائرة آثار حماة ومن المديرية العامة، عملت بشكل متواصل طيلة هذه الفترة للكشف عن كامل اللوحة التي تم قلعها، ونقلها إلى متحف حماة الوطني.