قصة هذا المثل ، أن الشاعر الحطيئة دخل في يومٍ ما على سعيد بن العاص الأموي في قصره وهو
يعشي الناس بالمدينة ، وكان سعيد من أجود العرب في زمانه ، وكان الحطيئة يرتدي ثياباً رثة وباليه الهيئة،
فجلس الحطيئة يأكل بشراهة ونهم ؛ فلما فرغ الناس من طعامهم وخرجوا ، جلس الحطيئة مكانه فأتا
ه الحاجب ليخرجه ، فامتنع وقال:
(أترغب بهم عن مجالستي ؟ إني بنفسي عنهم لأرغب)
فلما سمع سعيد ذلك منه وهو لا يعرفه ، قال لحاجبه: (دعه) .
وأخذوا في الحديث والسمر يتذاكرون الشعراء والشعر . فقال لهم الحطيئة :
(أصبتم جيد الشعر ، ولو أعطيتم القوس باريها لوقعتم على ما تريدون)
فانتبه له سعيد:
فقال (له من أنت ؟)
فانتسب له ، فقال :
(حياك الله يا أبا مليكة ! ؛ ألا أعلمتنا بمكانك ولم تحملنا على الجهل بك فنضيع حقك ونبخسك قسطك)
وأدناه وقرب مجلسه واستنشده ووصله وحباه .
يقول الشاعر متمثلاً بهذا المثل :
يا باري القوس برياً ليس يحسنه ......... لا تظلم القوس أعط القوس باريها
وهو مثل تضربه العرب عند الإستعانة على أمرٍ ما بأهل المعرفة والحذق به