علم التاريخ :يشير إما إلى دراسة منهجية تطور «التاريخ» (كتخصص)، أو مجموعة من الأعمال التاريخية بشأن موضوع متخصص.
ناقش الباحثون التأريخ بصورة موضوعية مثل «تأريخ الكاثوليكية» أو «تأريخ عصر صدر الإسلام» أو «تأريخ الصين».
ومناهج وأنواع محددة، مثل التاريخ السياسي والتاريخ الاجتماعي.
وبدأ التأريخ في القرن التاسع عشر، مع صعود التاريخ الأكاديمي،
حيث تم تطوير الجزء الأساسي لأدب التأريخ.تتغير الاهتمامات البحثية للمؤرخين بمرور الوقت،
وهناك تحول بعيد أثناء العقود الأخيرة عن التأريخ الدبلوماسي والاقتصادي والسياسي التقليدي نحو أحدث الأساليب، لا سيما الدراسات الاجتماعية والثقافية.
وارتفعت نسبة أساتذة التأريخ في الجامعات الأمريكية من عام 1975 إلى عام 1995 التي تدرس مجال التاريخ الاجتماعي من نسبة 31% إلى 41%، في حين أن نسبة المؤرخين السياسيين انخفضت من نسبة 40% إلى 30%.
وفي أقسام التاريخ بالجامعات البريطانية في عام 2007، كان هناك من بين أعضاء هيئة التدريس البالغ عددهم 5723 عدد 1644 عضوًا (29%) نسبوا أنفسهم لمجال التاريخ الاجتماعي بينما يأتي التاريخ السياسي في المرتبة الثانية بـ1425 عضوًا (25%).
في أوائل العصر الحديث هناك ميل لاستخدام كلمة التأريخ لتعطي معنى أساسيًا بشكل أكبر،
أي أنها تعني ببساطة «كتابة التاريخ». إذًا فإن كاتب التاريخ يعني الـ«مؤرخ»، ومن هذا المنطلق لُقب بعض المؤرخين الرسميين بـ«المؤرخ الملكي»، في السويد (من 1618)، إنجلترا (من 1660)، واسكتلندا (من 1681). ولا يزال المنصب الإسكتلندي موجودًا.
اعتبارًا من القرن التاسع عشر، ومع تطور التأريخ الأكاديمي،
ظهرت مجموعة من المؤلفات في التأريخ.
إلى الآن ما زال النقاش محتدمًا بخصوص المدى الذي يبلغه تأثّر المؤرخين بجماعاتهم وولاءاتهم الخاصة، لدولهم القومية على سبيل المثال.
في العالم القديم، أنتجت الحوليّات الزمنية في حضارات مثل مصر القديمة وبلاد الرافدين.
على أي حال، فقد تأسس ميدان التأريخ لأول مرة في القرن الخامس قبل الميلاد مع كتاب تاريخ هيرودوت مؤسس التأريخ الإغريقي. لاحقًا ألف السياسي الروماني كاتو الأكبر أول كتاب تأريخ روماني بعنوان الأصول في القرن الثاني قبل الميلاد.
وقريبًا من العصر الذي كتب به كاتو الأكبر، وضع المؤرخان الصينيان سيما تان وسيما شيان خلال حقبة إمبراطورية هان قواعد التأريخ الصيني بجمعهما لكتاب شيجي (سجلّات المؤرخ الكبير).
خلال القرون الوسطى، ضمت أعمال التأريخ القروسطية سجلات زمنية في أوروبا القرون الوسطى،
والتاريخ الإسلامي على يد المؤرخين المسلمين، والكتابات التاريخية الكورية واليابانية المصاغة على غرار النماذج الصينية الموجودة في ذلك الوقت. خلال عصر الأنوار في القرن الثامن عشر، تشكّل التأريخ في العالم الغربي
وتطوّر على يدي شخصيات مثل فولتير، وديفيد هيوم، وإدوارد غيبون،
وغيرهم من الذين وضعوا أساسات فن التأريخ في صيغته المعاصرة.
الاصطلاح
في الفترة المعاصرة المبكرة، كان مصطلح التأريخ يعني «كتابة التاريخ»، والمشتغل بالتأريخ كان يعني المؤرخ.
وفقًا لذلك المعنى، مُنح بعض المؤرخين الرسميين لقب «المؤرخ الملكي» في السويد (ابتداءً من العام 1618)، وإنجلترا (ابتداءً من العام 1660)، واسكتلندا (ابتداءً من العام 1681) والتي ما يزال المنصب موجودًا فيها حتى يومنا هذا.
مؤخرًا صار التأريخ يُعرّف بأنه «دراسة الحالة التي كان عليها التاريخ والتي دُرِس بها، أي تاريخ الكتابات التاريخية»، والذي يعني: «أنك عندما تدرس التأريخ، فإنك لا تدرس أحداث الماضي بشكل مباشر، بل تدرس التفسيرات المتغيرة لتلك الأحداث في أعمال المؤرخين كل على حدة».
العصور القديمة
يبدو أن الرغبة في فهم الماضي هي حاجة بشرية مشتركة، وظهرت «حكاية التاريخ» على نحو منفصل في الحضارات المختلفة في جميع أنحاء العالم. ما يمكن تسميته تاريخًا هو في جوهره سؤال فلسفي (راجع فلسفة التاريخ).
يعود تاريخ أقدم كتابات علم التسلسل الزمني إلى بلاد ما بين النهرين ومصر القديمة، التي ظهرت على شكل سجلات زمنية وحوليات. رغم ذلك، لا يُعرف بالاسم كاتبون مؤرخون من تلك الحضارت المبكرة. على النقيض من ذلك، فمصطلح «التأريخ» يُستعمل للإشارة إلى التاريخ المكتوب والمقيّد في شكل سردي بغرض اطلاع الأجيال اللاحقة على تلك الأحداث. وفقًا لهذا المعنى الضيق، فإن «التاريخ القديم» يبتدئ مع التأريخ المبكر للعصور الكلاسيكية القديمة، أي في القرن الخامس قبل الميلاد.