أعلنت وزارة المالية في التقرير ربع السنوي لأداء الميزانية
أعلنت وزارة المالية في التقرير ربع السنوي لأداء الميزانية العامة إن إيرادات المملكة، خلال الربع الأول من هذا العام، قد بلغت 192 مليار ريال، في حين بلغت النفقات خلال نفس الفترة نحو 226.2 مليار ريال، مما يعني أن هناك عجز قدره 34.1 مليار ريال.
وهذا أمر متوقع، فبلدنا مع بداية العام قد وقع بين طرفي مقص: الطرف الأول انخفاض الطلب على النفط وتراجع الإيرادات النفطية التي تشكل النسبة الكبرى من إيرادات الميزانية. أما الطرف الثاني للمقص فهو منع التجول وزيادة الانفاق لمواجهة تداعيات كورونا على الناس والاقتصاد والقطاع الخاص.
أن هذا العام قد حل، مثلما نعرف، في الوقت الذي بدأ مرض كورونا ينتشر في الصين التي تعتبر أهم المستوردين للنفط من بلدنا. ومن ثم تحول الفيروس إلى جائحة وأصابت كافة بلدان العالم دون استثناء- ومن ضمنهم كوريا الجنوبية واليابان والهند وبقية جنوب شرق أسيا التي تعتبر المستورد الرئيس لنفط المملكة. كما أن هذه الجائحة قد ضربت أمريكا وأوربا، وهي أيضاً جهات نعتمد عليها في تصريف منتجاتنا النفطية. وقلة الطلب هذه أدت إلى تراجع أسعار النفط إلى مستويات لم يسبق لها مثيل. وأنا هنا لا اتحدث عن النفط الأمريكي الذي انحدرت أسعاره قبل أسبوعين وصارت سالبة، وإنما عن برنت الذي تدنت أسعاره الأسبوع الماضي إلى ما دون 20 دولاراً- الأمر الذي يعني أن العجز في ميزانية المملكة سوف يكون كبيراً أيضاً في الربع الثاني من هذا العام.
من ناحية أخرى، فالجميع قد شهد كيف واجهت المملكة covid-19 باحترافية منقطعة النظير. وهذا تطلب نفقات إضافية غير متوقعة لم يتم رصد مبالغ لها عندما تم إعداد الميزانية. كذلك، فإن تقديم المعونة والدعم لقطاع الأعمال، حتى يتمكن من مواصلة نشاطه ويحافظ على تشغيل القوى العاملة الموجودة لديه، هي الأخرى تطلبت مبالغ طائلة لم ترصد لها اعتمادات عند وضع الميزانية.
والمملكة ليست البلد الوحيد الذي أثرت الجائحة على اقتصاده. فالصين قد تراجع اقتصادها خلال الربع الأول من العام بنسبة 6,8 %. كما أن الاقتصاد الأمريكي هو الآخر قد تراجع خلال الربع الأول من هذا العام بنسبة 4.8 %، وسوف يتراجع، ربما، في الربع الثاني بنسبة % 30. أما الاقتصاد الروسي، فإنه على الرغم من معدل نموه الإيجابي خلال الربع الأول، فإن وتائر نموه قد تراجعت بشكل كبير. ففي شهر فبراير نمى بنسبة 2,9 %، ولكن هذا المعدل تراجع في مارس إلى 0,8 % فقط، حيث من المتوقع أن ينمو في الربع الثاني بالسالب.
عضويتي 
أعلنت وزارة المالية في التقرير ربع السنوي لأداء الميزانية
العرض الشجري