تفسير: ( {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون})

تفسير: ( {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون}) في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (43) ﴿ وفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ إنَّها الجنَّةُ يا كِرام.. غايةُ الطُموحِ، وأغلى الأُمانِيات، ومُنتهى الآمال... الجنَّةُ: شيءٌ لا مَثيلَ لها، هيَ - وَرَبِّ الكعبةِ - نورٌ يَتَلأْلأُ، وريحانةٌ تَهْتزُّ، وقصرٌ مشِيدٌ، ونهرٌ مضطَّردٌ، وثَمَرةٌ نضِيْجَةٌ، وزوجةٌ حسناءُ جميلةٌ، وحُلَلٌ كثيرةٌ. الجنَّةُ: دارٌ أشرقَ ضياؤُها، وطابَ فِناؤُها، وعظُمَ بناؤُها، وتكامل بهاؤها؛ ﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 35]. الجنَّةُ: دارٌ سقفُهَا عرشُ الرحمن، وتربتُها مِسكٌ وزعفران، وحصباؤها اللؤلؤُ والمرجان، ولبناتُها ذهبٌ من خالِصِ العِقيانِ، ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ﴾ [الإنسان: 20]. الجنَّةُ: نعيمٌ لا يُدركهُ خيالٌ، وسعادةٌ لا يعتريها زوالٌ، وأحلامٌ لا تعرِفُ المحال ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]. الجنَّةُ: دارٌ لا ينفَدُ نعيمُها، ولا يرحلُ أهلُها، ولا يفنى شبابُها، ولا يَنقُصُ حُسنُها؛ ﴿ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [الكهف: 31]. الجنَّةُ: انتِفاءُ الألمِ والمللِ، واختِفاءُ الأمراضِ والعِللِ.. فلا دُموعَ ولا أحزان، ولا فقرَ ولا حِرمان، ولا ظُلمَ ولا طُغيان؛ ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ [الحجر: 47]. الجنَّةُ: موتُ الموتِ، ونهايةُ الخوفِ.. لنَ نفترقَ في الجنَّةِ ولنَ نترُك بعضَنا.. لن نغارَ ولن ننامَ ولن نبأسَ في الجنّةِ ﴿ لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴾ [الحجر: 48]. اللهُ أكبرُ: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّـالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّـاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَـارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِى رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَـبِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَـالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25]. اللهم اجعلنا من أهل الجنَّةِ..