حكم الحلف بحق آية الليل , والحلف بحق السر ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
جزاك الله كل خير شيخنا الفاضل
أسأل الله أن يجازيك الجنة اللهم آمين
لدي سؤال وهو حكم الحلف بق آية الليل , والحلف بحق السر ؟؟
انا أعمل بأحد القنوات الإسلامية كنترول.. و أحد المشاهدين يرسل أدعية بحق آية الليل وبحق السر ...
وأنا حاولت أن انصحه واقول له أن الحلف بغير الله شر .. ولكن للأسف تحول جميع المشاهدين مع هذا الشخص
فهل أنا على صواب وجزاكم الله كل خير
وأعتذر على الإطالة
اريد الحكم وبارك الله فيك
الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لا يجوز الحلف بِحَقّ آية الليل ، ولا بِحَق السِّرّ ؛ لأن هذا مِن الْحَلف بالمخلوقات ، والْحَلِف بِغير الله شِرْك ، لقوله عليه الصلاة والسلام : مَن حَلَف بِغير الله فقد كَفَر أوْ أشْرَك . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .
ولقوله عليه الصلاة والسلام : مَن كان حَالِفا فليحلف بالله أو ليصمت . رواه البخاري ومسلم . وفي رواية : إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله وإلاّ فليصمت .
وفي رواية : إن الله يَنهاكُم أن تَحلِفُوا بِآبَائكم . قال عمر : فوالله ما حَلَفتُ بها مُنذ سَمِعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عنها ذَاكِرا ولا آثِرًا .
قال الخطّابي : قوله : " آثِرا " يُريد مُخْبِرًا به ... يقُول : ما حَلَفتُ ذَاكِرا عن نفسِي ، ولا مُخْبِرا بِه عن غَيرِي .
(معالِم السّنن)
أما إذا قصد بِآية الليل ، ما فيها ذِكْر الليل ، كقوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) ، فهو جائز ، إلاّ إذا أوْهَم معنى غير صحيح .
ولو كان الحلف بالله أوباسمائه وصِفاته ، لكان على المسلم أن يحفظ أيمانه ، لقوله تعالى : (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) .

والذين وقَفُوا مع ذلك الشخص الذي يَحْلِف بِحَقِّ الليل أو بِحَقِّ غيره مِن الأشياء المخلوقة ، وقَفُوا يُدافِعون عن باطِل ، ويُجادِلُون بالباطِل ، وقد قال الله عَزّ وَجَلّ : (َمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ) ، وقال عَزّ وَجَلّ : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ) .
والله تعالى أعلم .
فضيلة الشيخ : عبد الرحمن السحيم