{ ❆اعلانات عشق الليالي ❆ ) ~ | |||||||||
|
|
|||
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||
أوصاف القران الكريم
الحمد لله الغفور الوهاب امتنَّ على المؤمنين بالهُدى والرَّشاد وأقام حُجته على أهل الاستكبار والعناد ونشر رحمته على العباد قال تعالى : ﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ النساء : 165 نحمده على نِعَمه وآلائه، ونشكره على فضْله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدًى للناس، وبيِّناتٍ من الهدى والفرقان وجعله شفاء لما في الصدور والأسقام فانتفع به المؤمنون، وحاد عن سبيله المستكبرون وقال تعالى ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ الإسراء : 82 وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد الأولين والآخرين، وإمام المتقين والمرسلين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين. قال تعالى : ﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾ البينة : 3 فاتَّقوا الله ربَّكم، واغتنموا ما بقي من شهركم؛ فإنه عن قريب راحلٌ عنكم، وأنتم عن قريبٍ تُفارقون دنياكم لأخراكم، فتزوَّدوا من الأعمال الصالحة ما يكون أنيسًا لكم في قبوركم، وشفيعًا لكم عند عرضكم على ربكم قال تعالى : ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾ الحاقَّة : 18 . أنزل الله تعالى القرآنَ حياةً لقلوب الناس، وهداية لهم، أغنى الله - تبارك وتعالى - به المؤمنين عن فلسفات العقول وتخبطها فيما يتعلَّق بالمبدأ والمعاد، والحكمة من الخلق، يقرؤه المؤمنُ فيعلَم أن الله سبحانه مدبِّر الأمر، وخالقُ الخلق، وآمِرُهم بعبادته، وأنهم إليه راجعون، وعلى أعمالهم محاسبون، فيجتهد الواحد منهم في العمل الصالح؛ لنيلِ رضا الله تعالى وجنته، وإذا غفل أو نسي ذكَّرتْه الآيات، فكان هذا القرآن هدايةً للمؤمنين قال تعالى : ﴿ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ البقرة : 2 وإنما كان القرآن هدى للناس؛ لأنه كلام العليم الحكيم الذي وسع كل شيء رحمة وعلمًا قال تعالى : ﴿رَسُولٌ مِنَ الله يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً*فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾ البيِّنة : 2 : 3 والرسول هو محمد - صلى الله عليه وسلم - والصحفُ هي القرآن الذي أُنزل عليه، والكتب القيمة التي فيه هي آياتُه وأحكامه المتضمنةُ لأحسن ما في الكتب المنزلة؛ فإن القرآن قد حواها وزاد عليها، فكان أحسنَ الحديث قال تعالى : ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ﴾ الزُّمر : 23 وقصصُه أحسنَ القصص قال تعالى : ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ﴾ يوسف : 3 . والكتب القيِّمة هي المستقيمةُ التي لا عوجَ فيها، فمن اتَّبَعها فهو على الحق وصف القرآن كما في سورة الكهف : ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا* قَيِّمًا﴾ الكهف : 1 : 2 فهو كتاب لا اعوجاج فيه ألبتة، لا من جهة الألفاظ، ولا من جهة المعاني؛ أخبارُه كلُّها صِدْقٌ، وأحكامُه كلها عدْل، سالمٌ من العيوب في ألفاظه ومعانيه، وأخباره وأحكامه؛ لأن قوله : ﴿عوجًا﴾ الكهف : 1 نكرة في سياق النفي، فهي تعمُّ نفيَ جميع أنواع العوج، وقد وصفه الله تعالى في موضع آخر بقوله سبحانه: ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ﴾ الزُّمر : 28 وقد جمع الله تعالى وصف القرآن بأنه صِدق وعدل في قوله سبحانه: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾ الأنعام : 115 والقرآن كلمة الله تعالى . إنَّ نفي العوج عن القرآن يقتضي أنه ليس في أخباره كذبٌ، ولا في أوامره ونواهيه ظلمٌ ولا عبث، وإثباتُ الاستقامة يقتضي أنه لا يخبر ولا يأمر إلا بأجلِّ الأخبار وأهمها، وهي التي تملأ القلوبَ معرفةً وإيمانًا وحكمة، كالإخبار بأسماء الله سبحانه وصفاته وأفعاله، والمبدأِ والمعاد، وأوامرُه ونواهيه تزكِّي النفوس وتطهرها، وتنمِّيها وتكملها؛ لاشتمالها على كمال العدل والقسط، والإخلاص والعبودية لله رب العالمين وحده لا شريك له. ولذا كانت هداية القرآن هي لأحسن الدين، وأحسن الأقوال، وأحسن الأفعال قال تعالى : ﴿إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ الإسراء : 9 فهو يَهدي للتي هي أقوم في كل شيء من أمور الدين والدنيا، وفي كل مجال من مجالات العلم والعمل والاعتقاد. إن القرآن جاءنا بالإسلام ودلَّنا عليه فهو وعاء الإسلام، ولأن القرآن قيِّمٌ ولا عوج فيه؛ فإن ما تضمنه من الدين وهو دين الإسلام لا بدَّ أن يكون قَيِّمًا ولا عوج فيه، وهذا هو وصف الإسلام في القرآن؛ إذ خوطب النبي صلى الله عليه وسلم بقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا﴾ الأنعام: 161 أي : دينًا مستقيمًا لا عوج فيه وفي آية أخرى : ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ﴾ الرُّوم : 30 وفي آية أخرى ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ القَيِّمِ﴾ الرُّوم : 43 وقد تكرر في القرآن وصفُ دين الإسلام بأنه قيم؛ لأنه من عند الله تعالى الذي أنزله في قرآن عربي غير ذي عوج؛ ولذا قال سبحانه عن كفار أهل الكتاب ومشركي قريش: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ﴾ البيِّنة : 5 أي: إن دين الإسلام الذي أُمِروا به، ودُعُوا إليه، دينٌ قَيِّم لا عوج فيه. ومن عارَضَ الإسلامَ أو حادَ عنه فقد حاد عن الصراط المستقيم، وسلك سُبُلَ العَوَج والضلال، وهذا ما عابه الله سبحانه على كفار أهل الكتاب بقوله سبحانه: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ آل عمران : 99 . ووصفسبحانه به عمومَ الكفار، وتوعَّدهم عليه في قوله عز وجل : ﴿وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ*الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ﴾ إبراهيم : 2 : 3 واستحقَّ أهلُ العوج والصدِّعن سبيل الله تعالى لعنةَ الله تعالى وغضبَه بسبب أفعالهم قال تعالى : ﴿أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ*الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾ هود : 18 : 19 ]. إن كل معارضة للقرآن، أو مراغمة لدين الإسلام، فهي من العَوَج ومن الصد عن سبيل الله سبحانه لأن أصحابها استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، وطرحوا دين القيمة، والكتب القيمة، والقرآن الذي هو قيم ولا عوج فيه، إلى أفكار غير قيمة، وأقوال عوجاء لا تهدي ضالاًّ، ولا تدلُّ حائرًا، ولا تزيل مشكلاً، ولا تحلُّ معضلاً. إن أكثر تخبطات البشر من الملاحدة والمشركين وكفار أهل الكتاب، والزنادقة والمنافقين، والمبتدعة وأهل الأهواء، إنما كانت بسبب الأفكار والمذاهب العوجاء التي صدَّتْهم عن سبيل الله سبحانه وأوردتْهم المهالك، وأورثتْهم الشقاءَ في دنياهم، والعذابَ في أخراهم ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه: 124]. وإن كل محاولة للوحدة بين الإسلام وغيره من الأديان أو دعوى المساواة بين الحق والباطل، فهي محاولة للجمع بين مذاهب أهل العَوَج وبين دين القيمة، ومساواة الأقوال المعوجة بالكتب القيمة، وهذه الآية تردُّ ذلك؛ إذ لا حقَّ ولا صواب إلا ما جاء به الكتابُ القيم، وكلُّ ما عارَضَه فهو باطلٌ وخطأ، ولا يجتمع الحق والباطل، ولا يستويان؛ كما لا يجتمع النور والظلمة ولا يستويان قال تعالى : ﴿قُلْ لَا يَسْتَوِي الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ﴾ المائدة : 100 وقال تعالى : ﴿وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالبَصِيرُ﴾ فاطر : 19 وقال تعالى : ﴿وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلَا الأَمْوَاتُ﴾ فاطر : 22 وقال تعالى : ﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الجَنَّةِ﴾ الحشر : 20 . جعلنا الله تعالى من أهل الحق والرشاد وجنَّبنا سبل العوج والضلال وثبَّتنا على دين القيمة
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-04-2020, 07:24 PM | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
(’)
. دَام عَطَائِكْ.. يَآطُهرْ.. وَلَا حَرَّمْنَا أَنْتَقَائِكْ الْمُمَيِّز وَالْمُخْتَلِف دَائِمَا حَفِظَك الْلَّه مِن كُل مَكْرُوْه .. * تَحِيّه مُعَطَّرَه بِالْمِسْك.., ,
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|