{ ❆اعلانات عشق الليالي ❆ ) ~ | |||||||||
|
|
|||
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَاهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا إلَهَ سِوَاهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي اصْطَفَاهُ وَاجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أما بعد: فإنَّ من عقيدة أهل السُّنَّة أنه لا يشفع أحدٌ في خروج الكافرين من النار يوم القيامة، وقد ذَكَرَ الله تعالى في كتابه العزيز عدم قبوله للشفاعة في الكافرين يوم القيامة، فقال جَلَّ شأنه: ﴿ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء: 100 – 102]، وقال تعالى: ﴿ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]. وقد روى البخاريُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي؟ فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَاليَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ، فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ، فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ). [البخاري - حديث: 3350]. شرح الكلمات: قَتَرَةٌ: سَوَادٌ كالدخان. غَبَرَةٌ: غبار. الأَبْعَدِ: شَدِيد الْبُعْدِ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ. بِذِيخ: ضَبع كَثِيرُ الشَّعرِ. وقد يسأل البعض: كيفَ يطلبُ إِبْرَاهِيمُ - عليه السلام - مِن الله تعالى الشَّفَاعة في أبيه آزَر، وقد عَلِمَ أنه مَاتَ مُشْرِكًا؟ قَالَ الإمامُ ابنُ حجر العسقلاني (رحمه الله): إنَّ إِبْرَاهِيمَ تَبَرَّأَ مِنْ أبيه في الدنيا لَمَّا مَاتَ مُشْرِكًا فَتَرَكَ الِاسْتِغْفَارَ لَهُ، لَكِنْ لَمَّا رَآهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَدْرَكَتْهُ الرَّأْفَةُ وَالرِّقَّةُ فَسَأَلَ فِيهِ فَلَمَّا رَآهُ مُسِخَ يَئِسَ مِنْهُ حِينَئِذٍ فتبرأ مِنْهُ تبرؤاً أَبَدِيًّا. (فتح الباري ـ لابن حجر العسقلاني ـ جـ 8 صـ 501). وقَالَ الْكَرْمَانِيُّ (رحمه الله): فَإِنْ قُلْتَ إِذَا أَدْخَلَ اللَّهُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَى إِبْرَاهِيمَ لِقَوْلِهِ تعالى: (إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ) وَخِزْيُ الْوَالِدِ خِزْيُ الْوَلَدِ... وَالْجَوَابُ أَنَّهُ إِذَا مُسِخَ فِي صُورَةِ ضَبُعٍ وَأُلْقِيَ فِي النَّارِ لَمْ تَبْقَ الصُّورَةُ الَّتِي هِيَ سَبَبُ الْخِزْيِ فَهُوَ عَمَلٌ بِالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ. وَجَوَابٌ آخَرُ وَهُوَ: أَنَّ الْوَعْدَ كَانَ مَشْرُوطًا بِالْإِيمَانِ وَإِنَّمَا اسْتَغْفَرَ لَهُ وَفَاءً بِمَا وَعَدَهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ. (فتح الباري ـ لابن حجر العسقلاني ـ جـ 8 صـ 501). وقَالَ الإمامُ ابنُ حجر العسقلاني (رحمه الله): قِيلَ: الْحِكْمَةُ فِي مَسْخِ آزَرَ (والد إبراهيم) ضَبْعًا، لِتَنْفِرَ نَفْسُ إِبْرَاهِيمَ مِنْهُ وَلِئَلَّا يَبْقَى فِي النَّارِ عَلَى صُورَتِهِ فَيَكُونُ فِيهِ غَضَاضَةٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ.. وقال: وَلِأَنَّ لِلضَّبعِ عِوَجًا فَأُشِيرَ إِلَى أَنَّ آزَرَ لَمْ يَسْتَقِمْ فَيُؤْمِنُ بَلِ اسْتَمَرَّ عَلَى عِوَجِهِ فِي الدِّينِ. (فتح الباري ـ لابن حجر العسقلاني ـ جـ 8 صـ 500) أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلاَ أَنْ يَجْعَلَ هَذَا الْعَمَلَ خَالِصَاً لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وأن يجعله ذُخْرَاً لي عنده يوم القيامة ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سُبحانه أن ينفعَ به طلابَ العِلْمِ الكرامِ. وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ. الشيخ صلاح نجيب الدق
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
حديث: يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حديث كان إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق .. | الراقيه | ♫.ليالي بيت النبوة واهل بيته ♫. | 14 | 03-26-2024 09:27 PM |
حديث: (إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء...) | ديہمہ | ♫.ليالي بيت النبوة واهل بيته ♫. | 6 | 11-27-2022 10:25 PM |
حديث اول الساجدين يوم القيامة ... | سيف ذيزن | ♫.ليالي بيت النبوة واهل بيته ♫. | 13 | 08-21-2022 03:27 PM |
حديث: يقبض الله الأرض يوم القيامة | نزف القلم | ♫.ليالي بيت النبوة واهل بيته ♫. | 10 | 06-05-2022 02:04 PM |
سورة القيامة بصوت الشيخ إبراهيم الدوسري | ديہمہ | ♫. صوتيات ليالي الاسلامي ♫. | 15 | 03-19-2022 11:40 PM |