عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-01-2024, 04:15 AM

ساحرة الحرف غير متواجد حالياً
    Female
اوسمتي
التكريم الشهري لشهر ابريل مميزين شهر مارس2024 وسام 34 قصة ونبي  وسام مشارك 
لوني المفضل Coral
 عضويتي » 586
 جيت فيذا » Dec 2023
 آخر حضور » 05-03-2024 (11:34 PM)
آبدآعاتي » 41,985
الاعجابات المتلقاة » 950
الاعجابات المُرسلة » 1297
 حاليآ في » الجزائر العاصمة
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » ساحرة الحرف is a splendid one to beholdساحرة الحرف is a splendid one to beholdساحرة الحرف is a splendid one to beholdساحرة الحرف is a splendid one to beholdساحرة الحرف is a splendid one to beholdساحرة الحرف is a splendid one to behold
مشروبك  » مشروبك   الاسلامي
قناتك   » قناتك Windows 2000
ناديك  » اشجع 27سنه
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
مزاجي:
افتراضي ثناء الرحمن الرحيم على خليله إبراهيم



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد:
فقد "روى ابن عساكر من غير وجه، عن عكرمة أنه قال: كان إبراهيم عليه السلام يكنى أبا الضِّيفان، قالوا: ولما كان عمر تارخ خمسًا وسبعين سنةً ولد له إبراهيم عليه السلام، وناحور، وهاران، وولد لهاران لوط، وعندهم أن إبراهيم عليه السلام هو الأوسط، وأن هاران مات في حياة أبيه في أرضه التي ولد فيها، وهي أرض الكلدانيين، يعنون أرض بابل، وهذا هو الصحيح المشهور عند أهل السير والتواريخ والأخبار، وصحح ذلك الحافظ ابن عساكر بعدما روى عن ابن عباس قوله: ولد إبراهيم بغوطة دمشق في قرية يقال لها: برزة، في جبل يقال له: قاسيون، ثم قال: والصحيح أنه ولد ببابل، قالوا: فتزوج إبراهيم سارة"[1].

والصحيح الذي قامت عليه الأدلةُ من القرآن والسنة أن أبا إبراهيم اسمه آزر؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 74].

قال الإمام المفسر محمد الأمين الشنقيطي - يرحمه الله -: "واذكر ﴿ إذ قال ﴾ أي: حين قال نبي الله وخليله إبراهيم قال: ﴿ لأبيه آزر ﴾ التحقيقُ الذي لا شك فيه أن (آزر) بدل، أو عطف بيان من الأب، وأنه أبوه، وإن كان عامة المؤرخين يقولون: إن أبا إبراهيم اسمه (تارح)، وقد أجاب عن هذا ابنُ جرير وغيره، قالوا: لا أصدَقَ من الله، وذكر هنا أن أباه (آزر)، وقد يكون له اسمان، أي: اسم ولقب، أحدهما: (تارح)، والثاني: (آزر)"[2].

والدليل من السنة: ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((يلقى إبراهيمُ أباه آزرَ يوم القيامة، وعلى وجه آزرَ قَتَرة وَغَبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصِني، فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك...))؛ الحديث[3].

يذكر اللهُ تعالى في مَعرِضِ الثناء على نبيه إبراهيم النِّعمَ التي اصطفاه بها مذ نعومة أظفاره إلى بلوغه من العمر عتيًّا؛ إذ قد أتاه رشده، وألهمه الحق والحجة على قومه من صغره؛ قال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 51][4]، وابتعَثه رسولًا، واتَّخَذه خليلًا في كِبَره؛ قال تعالى: ﴿ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125][5]، ولصبره على الأذى في الله، ومجازاته الإساءة بالإحسان، ودأبه في طاعة الله، ترقى من علم اليقين إلى عين اليقين، وكافأه الله سبحانه بأن جعله أبًا للأنبياء، وإمامًا للأتقياء، وقدوةً للموحدين الصلحاء، معلمًا للخير، مقتدًى به فيه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ﴿ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ﴾ [البقرة: 124]، وما نال إبراهيمُ شرف الإمامة في الدِّين إلا لأنه أكمَلَ مقامَيِ الصبر واليقين؛ قال سبحانه: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24]، وصفه الله تعالى بأنه أُمَّة[6] فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النحل: 120 - 122].

يقول الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله -: "إن إبراهيمَ خليلَ الله كان معلِّمَ خيرٍ يأتمُّ به أهل الهدى ﴿ قانتًا ﴾؛ أي: مطيعًا لله، ﴿ حنيفًا ﴾؛ أي: مستقيمًا على دِين الإسلام.

﴿ وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 120]؛ أي: ولم يكُ يشركُ بالله شيئًا، فيكون من أولياء أهل الشرك به، وهذا إعلام من الله تعالى أهلَ الشرك به من قريش أن إبراهيم منهم بريءٌ، وأنهم منه بَراءٌ، ﴿ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ ﴾ [النحل: 121]؛ أي: كان يخلص الشكرَ لله فيما أنعم عليه، ولا يجعل معه في شُكره في نعمه عليه شريكًا من الآلهة والأنداد وغير ذلك، كما يفعل مشركو قريش، ﴿ اجْتَبَاهُ ﴾ [النحل: 121]؛ أي: اصطفاه واختاره لخُلَّته، ﴿ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 121]؛ أي: وأرشَده إلى الطريق المستقيم، وذلك دِين الإسلام، لا اليهودية ولا النصرانية"[7].

ووصفه الله سبحانه بالوفاء، فقال: ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾ [النجم: 37] "قال ابن عباس: ﴿ وَفَّى ﴾ لله بالبلاغ، وقال سعيد بن جبير: ﴿ وفَّى ﴾ ما أُمِر به، وقال قتادة: ﴿ وفَّى ﴾ طاعة الله، وأدى رسالته إلى خلقه"[8].

ووصفه الله تعالى بالصِّديقيَّة قبل النبوة، قال سبحانه: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 41].

وامتنَّ سبحانه عليه بأن جعل في صالحي ذريته النبوةَ والكتاب: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [العنكبوت: 27].

"فكلُّ كتابٍ أنزل من السماء على نبي من الأنبياء بعد إبراهيم الخليل، فمن ذريته وشيعته، وهذه خِلْعَةٌ سنيَّة لا تضاهى، ومرتبة عليَّة لا تباهى؛ وذلك أنه ولد له لصلبه ولدان ذكَران عظيمان: إسماعيل من هاجر، ثم إسحاق من سارة، وولد لهذا يعقوبُ، وهو إسرائيل، الذي ينتسب إليه سائر أسباطهم، فكانت فيهم النبوة، وكثروا جدًّا، بحيث لا يعلم عددَهم إلا الذي بعثهم واختصهم بالرسالة والنبوة، حتى ختموا بعيسى ابن مريم من بني إسرائيل، وأما إسماعيل عليه السلام فكانت منه العرب على اختلاف قبائلها، ولم يوجد من سلالتِه من الأنبياء سوى خاتمهم على الإطلاق، وسيدهم، وفخر بني آدم في الدنيا والآخرة، محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم القُرشي الهاشمي المكي، ثم المدني، صلوات الله وسلامه عليه، فلم يوجد من هذا الفرع الشريف، والغُصن المُنيف، سوى هذه الجوهرة الباهرة، والدرة الزاهرة، وواسطة العقد الفاخرة، وهو السيد الذي يفتخر به أهل الجَمْع، ويغبِطه الأولون والآخِرون يوم القيامة.

وقد ثبت عنه في صحيح مسلم أنه قال: ((سأقوم مقامًا يرغب إليَّ الخَلْقُ كلُّهم حتى إبراهيم))[9]، فمدح إبراهيم أباه مدحةً عظيمةً في هذا السياق، ودل كلامُه على أنه أفضل الخلائق بعده عند الخلاَّق، في هذه الحياة الدنيا ويوم يُكشَف عن ساق"[10].

"وقد ذكره الله تعالى في القرآن كثيرًا في غير ما موضع بالثناء عليه، والمدح له، فقيل: إنه مذكورٌ في خمسة وثلاثين[11] موضعًا، منها خمسة عشر في البقرة وحدها، وهو أحد أولي العزم الخمسة المنصوص على أسمائهم، تخصيصًا من بين سائر الأنبياء في آيتي الأحزاب والشورى، وهما قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [الأحزاب: 7]، وقوله: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13].

ثم هو أشرفُ أولي العزم بعد محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وهو الذي وجده عليه السلام في السماء السابعة مسنِدًا ظهره بالبيت المعمور الذي يدخله كل يوم سبعون ألفًا من الملائكة، ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم"[12].

قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [البقرة: 130].




 توقيع : ساحرة الحرف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس