عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-19-2022, 10:36 AM


خفوق الروح متواجد حالياً
Qatar     Female
اوسمتي
التكريم الشهري لشهر ابريل مميزين فبراير عيد اضحى مبارك وسام الحضور الطاغي 
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 37
 جيت فيذا » May 2020
 آخر حضور » اليوم (10:14 AM)
آبدآعاتي » 977,884
الاعجابات المتلقاة » 8969
الاعجابات المُرسلة » 2169
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » خفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond reputeخفوق الروح has a reputation beyond repute
مشروبك  » مشروبك   الاسلامي
قناتك   » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
Post فضل الصوم في رمضان



تجدد الإيمان في شهر رمضان

بدأت ثورات الربيع العربي واستمرت وبفضل الله أثمرت، وفي شهر رمضان من كل عام تنطلق ثورات الإيمان، فيتجدد الإيمان، ويزداد الإحسان، ويزدان الجو والمكان، وكأن الايمان يثور في النفوس فيتجدد ويزداد مع القرآن في شهر رمضان فيفرح به الصائمون، ويسعد به الصالحون ويستبشر به المؤمنون ﴿ وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [التوبة: 124].

الإيمان بالله هو أكسير الحياة وهو نور الجباه وهو مردود الصلاة والصيام والزكاة، ومما يتعبد به لله، عندما يثور فإنه يمدنا بروح القوة وقوة الروح، والعبد الذي استقي الإيمان لا يرجو إلا فضل الله ولا يخشى الا عذاب الله ولا يبالى بشيء في جنب الله، إنه بالإيمان قوى وإن لم يكن في حوزته سلاح غنى وإن كانت خزائنه فارغة، عزيز وإن لم يكن ورائه أتباع راسخ وإن اضطربت به سفينة الحياة وأحاطه الموج من كل مكان، المؤمن بإيمانه أكبر من البر والبحر، و أقوى من الموج والرياح وأعلي من الجهل والسفه، يعرفون ربهم وينتمون إلي عباد الرحمن والذين إذا ﴿ خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63] العبد الذي بحوزته هذا الإيمان قوى وقوته مصدر لقوة المجتمع كله، وما أسعد المجتمع بالأقوياء الأوفياء من أبنائه، وما أشقاه بالضعفاء التعساء الذين لا ينصرون صديقاً ولا ينيرون طريقاً ولا يهتدون سبيلاً، ولا يخيفون عدواً ولا تقوم بهم نهضة ولا ترتفع بهم راية ولا تتحقق لهم غاية.

والإيمان هو قيمة الحياة؛ لأنه لا يمسك الإنسان على شدائد الدنيا إلا الإيمان ولا يمسكه عن لذائذها وشهواتها كذلك إلا الإيمان، وحين يكون الإنسان في بلاء فإن الإيمان يحببه إلى الحياة، ويأخذه الي النجاة، ويقربه من مولاه، الله جل في علاه، يقول له أليس هذا الذي أنت فيه من بلاء هو خيرة الله لك، من هذا الذي اختار لك هذا الأسلوب من الحياة؟ إنه اللطيف الخبير، الرحيم الودود، إنه أعلم بك من نفسك لذلك ومن حبه لك اختار لك هذا الأسلوب من الحياة، وما أجمل ما قاله ابن تيمية في شدته "جنتي في بستاني وبستاني في صدري فإن نفوني فنفيي سياحة وإن قتلوني فقتلى شهادة وإن سجنوني فسجني خلوة".

لذلك فإن شهر رمضان يثمر الإيمان فيعالج الحرمان، إذ لا حرمان مع الإيمان فإذا رزقت الإيمان فأنت مرزوق قلت الدنيا في يديك أو كثرت، لكن متى تكون محروماً؟ إذا حرمت رضاء الله، إذا حرمت الصوم والصلاة، اذا حرمت قراءة القرآن وأداء الزكاة، إذا حرمت الصلة بالله، إذا حرمت اليقين بأنك تطعم من يد الله، إذا ظننت أنك تطعم من أرضك ومن يدك ومن وظيفتك فأنت محروم، لأن الوظيفة ليست مضمونه، والأرض ليست مضمونه وجهدك ليس مضمون لكن هل تفنى خزائن الله.

فعبد الله عندما يثور الإيمان داخله يكون على أرض صلبة غير خائف ولا مضطرب لأنه يعتصم بالعروة الوثقى ويأوي إلى ركن شديد ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا ﴾ [البقرة: 2] ليس المؤمن مخلوقاً ضائعاً ولا كماً مهملاً إنه خليفة الله في الأرض يؤمن بالحق ويعمل من أجل الحق إن تظاهر عليه أهل الباطل فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير فكيف يضعف أمام البشر ومن ورائه الملائكة بل كيف ينحني للخلق ومعه الخالق ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران: 173- 174].

وقد رأينا سحرة فرعون حين آمنوا بالله وبالآخرة وثار الإيمان في قلوبهم، لم يبالوا بالتهديد والوعيد واستهانوا بالدنيا ولم يجزعوا من الموت يقولون للطاغية فرعون وهم فى ثبات الجبال ﴿ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾ [طه: 72] إنهم لا يحرصون على شيء عنده ولا يخافون على شىء عندهم فلماذا يهينون أو يضعفون؟ كلا لقد انقلبوا من أتباع له الى دعاه يبشرون وينذرون ﴿ إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 73]، ورأينا البطل المسلم عمر المختار الذي ثار بإيمانه ضد الاستعمار الايطالي وجيشه المسلح بأحدث أسلحة عصره، وقف المختار يحارب الطائرة بالحصان والمدفع بالسيف والمدرعة بالبندقية واستطاع أن ينزل بأعدائه ضربات موجعه ولم يرضى بالتسليم لحظه كان يقول للطليان "لأن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي" وكان مصاب بالحمى تهز رعدتها جسده وترتعد لها فرائصه رغم ذلك قال لجنوده اربطوني على ظهر جوادى بالحبال حتى لا أتخلف عن القتال معكم، وحين أخذ للإعدام قيل له من قبل أعدائه اطلب العفو ونحن نطلق سراحك فأجابهم بكل إباء وشمم "لو أطلقتم سراحي لحاربتكم من جديد".

إنها السعادة التي تنبثق من الإيمان فتحيل المحنة إلى منحه والعسر إلى يسر والكرب والشقاء إلى رخاء وصفاء، إن السعادة ليست في وفرة المال ولا سيطرة الجاه ولا كثرة الولد ولا نيل المنفعة ولا في العلم المادي، السعادة شيء معنوي لا يرى بالعين ولا يقاس بالكم ولا تحويه الخزائن ولا يشترى بالدينار أو الجنيه أو الدولار، السعادة شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه صفاء نفس وطمأنينة قلب وانشراح صدر وراحة ضمير، إنها شيء ينبع من داخل الإنسان ولا يستورد من خارجه.. إنه الإيمان..!

هذه هي السعادة الحقة؛ التي لا يملك إنسان أن يعطيها ولا يملك أن يمنعها ممن أوتيها قال عنها أحد المسلمين لو علم بها الملوك لجا لدونا عليها بالسيوف، وقال آخر وهو يشعر بتلك اللذة الروحية التي تغمر جوانحه، لذة الإيمان "إنه ليمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب". "إذا لفي عيش طيب" وكأنه مؤمن آل يس الذى قال ﴿ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴾ [يس: 26، 27] الذين رزقوا هذا الإيمان يستبشرون من الأحداث وإن برقت ورعدت ويبتسمون للحياة وإن كشرت عن أنيابها، ويفلسفون الألم كما فلسفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: "إني أجد في المصيبة ثلاث منح، إنها لم تكن أكبر منها، ولم تكن في الدين، وانتظر الأجر عليها من الله".

﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185] نعم شهر رمضان هو شهر القراّن، ومجمع الاحسان، ومصدر الايمان، ابواب الخير فيه وفيرة، وفرص التوبة فيه كبيرة، وروافد الايمان فيه كثيرة.

والشاب عندما يحقق في نفسه ثورة الايمان فإنه ينشأ في طاعة ربه ويستغفر من ذنبه ويصلح آخرته، في رمضان يسمو فوق الشهوات ويعلو علي النزوات، ويربأ بنفسه عن الفتن والشبهات، حتى يكون مؤمنا حقاً، فيقرأ القرآن المجيد بتدبر، وينظر في آيات الكون بتفكر، يؤمن من صميم قلبه بان الله هو المدبر لهذا الكون، وهو الإله الحق الذي يخلق ويرزق، يعطي ويمنع، يعز ويذل، يحي ويميت، تعنو له الوجوه، وتتوجه له الأنفس وتخشع له القلوب، لا تذل إلا له، ولا تتوكل إلا عليه ولا تستعن إلا به وهنا يصغر في عينه كل جبار، ويهون عليه غدار، ويسهل عليه اقتحام الأخطار، ويجاهد من أجل الحرية والأحرار.

يعتز بدينه، ويحفظ هويته، ويعبد ربه، ويدافع عن عقيدته، مثل هؤلاء يكثرون عند الفزع ويقلون عند الطمع، أمام الطغاة كانوا أبطال، وعند الولاة ظلوا أنبال، وفي ساحات الحق ضربوا ألأمثال، وفي 25 يناير وزنوا أفضل الأجيال.

المؤمن في رمضان يسمو فوق الماديات، ويعلو علي الشهوات، في رمضان ينشط الذهن ويتألق، وتصفو الروح وتحلق، انه يزهد فيما عند الناس ويرغب فيما عند الله، انه يتخفف من أثقال الدنيا وجواذب الأرض، وينطلق صوب الآخرة في سعادة غامرة، لسان حاله يهتف: وافرحتاه غدا سألقي الأحبة محمدا وصحبه...!!، فيعمل لمعاده كما يعمل لمعاشه، ويعمل لغده كما يعمل ليومه، ويعمل لأخرته كما يعمل لدنياه ﴿ فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 148]... يعلمون أن متاع الدنيا مهما طال فإنه قصير، ومهما كثر فانه قليل... ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾ [النساء: 77]... يعرفون أن الآخرة هي الخالدة.. هي الباقية ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 16-17)...لذلك يتحركون في الأرض بهذا الفهم، ويعيشون في الدنيا بهذا الفقه، تبقي الدنيا في أيديهم لا في قلوبهم، فيجعلونها مزرعة لأخرتهم، ومرضاة لربهم.

لقد وعي الصحابة ذلك جيدا فلم يعملوا من اجل مصلحة شخصية ولا منفعة مادية، ولا شهوة حسية، وإنما يعملون، من اجل إعمار الحياة، حبا لذات الله، وإتباعا لرسول الله ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

وهم يلتزمون الايمان تأمينا لمسيرة القران، وردا للعدوان، وردعا لأعوان الشيطان الذين يصدون الناس عن سبيل الله ويفتنون المسلمين في دينهم، لماذا ثورة الايمان؟!! المؤمن عندما يختار الإسلام فلابد أن يقاوم الكفر، وعندما يرتضي التوحيد لابد أن يحارب الشرك، وعندما يستظل بشريعة الله لابد أن يرفض مناهج البشر،وعندما يتذوق طعم الإيمان يكره أن يعود إلي الكفر كما يكره أن يقذف في النار، "أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار" صحيح الجامع ولا يتم أيمانه حتي ينتصر علي أهواءه ورغباته، علي شهواته ونزواته ويتضح ذلك جيدا في شهر القرآن: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" قال النووي هذا حديث صحيح.

كلما أقبل شهر رمضان من كل عام فانك تجد ثورات في الاذاعات والفضائيات، في الصحف والمجلات، لتقديم سموم في صورة وجبات، صارفة عن طاعة الله، جالبة لكل ماهو عدو الله، وتجد ثورات كذلك في منافذ بيع الطعام والشراب والملابس وغيرها، ترتيبات وتنظيمات وتجديدات واستعدادات.. وتسأل يقول لك موسم يا عم..!! الا يحدث مع ذلك ايضا ثورات للإيمان في القلوب فتخشع.. وفي الصدور فتتطهر؟!! الا يكون رمضان موسم لإرتواء القلوب وإرشاد العقول وتزكية النفوس؟!! اذا كان غذاء الابدان في الشراب والطعام فغذاء القلوب والارواح في القران والصيام...!! في الأثر أن الجنة تتزين في كل عام لشهر رمضان وتدعو ربها: اللهم اجعل لنا من عبادك في شهر رمضان سكانا...!! وتقول الحور العين: اللهم اجعل لنا في شهر رمضان من عبادك أزواجا..!! من يدفع ثمن الجنة؟!! ومن يدفع مهر الحور العين؟!! هيا تابع صيامك، ورتل قرآنك (وردك) وجدد أيمانك قبل أن تخسر كل شيء: رغم أنف أمرء أدرك رمضان ولم يغفر له.. صحيح اللهم بلغنا رمضان وتقبل منا الصيام والقرآن والقيام، اللم لا تجعل الدنيا أكبر همنا وا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا خافك ولا يرحمنا، إنك نعم المولي ونعم النصير، وصلي اللهم علي سيدنا محمد علي وأهه وصحبه وسلم تسليما كثيرا.




 توقيع : خفوق الروح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس