عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-2021, 04:13 PM   #1
 
الصورة الرمزية روح انثى
 
تاريخ التسجيل: Jun 2020
المشاركات: 3,275,412
معدل تقييم المستوى: 10
روح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond reputeروح انثى has a reputation beyond repute
Thumbs up مقتطف من رواية إيليا وأحمد العربي

[tabletext="width:70%;background-image:url('https://sc01.alicdn.com/kf/HTB1w.ATHFXXXXX0aXXXq6xXFXXXt/light-blue-color-wallpaper-glow-in-the.jpg');"][cell="filter:;"]

مقتطف من رواية إيليا وأحمد العربي


يمكنك أن تدير الحوار في رأسك وأنت تدخل أحشاء الطّريق الضّيّق عائدا إلى البيت، امض لمشاهدة التّلفاز قرب المطبخ، لا شيء أفضل من تلفاز بالألوان ومطبخ وعى جميع الألوان، لا ينقصك إلا فتاتك الفاتنة، فاتنتك... ثم ماذا يمكنك أن تجني بعد طول حرث في صفحات هذه الرّسالة، أحداث عن حياتي أنا، ومن أنا بالنّسبة لك؟ لست إلا كما تمنّت العذراء أن تكون: "نسيا منسيا"، أنا صفر على الشّمال في حياتك ولا فاصلة عن يمينها، أنا عدم ينثر غبار الفناء، لا حياة لي إلا ما تنفخه عيناك فيّ من روح حين تمرّان على هذه الكلمات...

قف لحظة، ما هذه الرّوح الكريهة التي تبعثُني بها؟ نَفًسُك بقدر ما يحييني يخنقني، تنشرُ الأحرف بمشقّة وترجو إغلاق الكتاب لِتُميتني من جديد، لتُحيلني إلى عدم كما أنا في حياتك، ليس هذا غريبا عليك، فكونك من البشر يجعلك جديرا بكلمة قاتل... أنت قاتل متى أغلقت الكتاب.

لم لا تُغيِّـر أسلوب القراءة؟ كيف تجهد نفسك في مواجهة كتاب؟ هل أنت عربي؟ لا بأس عليك إذن، اطمئن ولا تقلق من الكتب فهي لن تؤذيك بقدر ما يؤذيك هجرها... غيّر منهج القراءة لأصحبك في رحلة لن تعود بعدها أنت، أريد أن أخبرك، أريد أن تخبرهم أن عذراء طرقتها الزّمر ولم تزل بتولا، غشيها من الرّجال، ومن أشباه الرّجال ومن المخنّثين ومن غيرهم وأحيط بها كما الهالة بالقمر و لم تزل تنجب فيموت الولد، وتتزوّج فيفنى الوالد، ثمّ تجد نفسها كما كانت دوما، عذراء أرملة...

كيف أخبر أخي وأبي وعمّي وعشيرتي، كيف أُعلم أصحاب تلك الشّوارب الطّويلة والعضلات المفتولة وهم يحملون البنادق ويعاقبون دورياتهم على الحدود، أن بابي مفتوح لكلّ طالب هوى ورامٍ قضاء ليل؟ كيف أجهر في أذن جيوش القبيلة التي تحمل السّلاح من زمن عين جالوت إلى النّكبة والنّكسة، وتشحذ الذّخائر وتلمّع الأسلحة أن حسنائهم يغشاها الرّجال دُجى ويقيمون عندها نهارا؟ كيف أخبر العالم المُتشفّي أن شرفي لم يعد مُشرّفا... كيف أخبر طلقات الرّصاص الصّدئة في البنادق العتيقة أني أبسط كلّ مساء رجلاي إلى منتهاهما لأرضي صاحب قبعة؟ كيف تدرك تلك المدافع التي تنشر الرّعب في القلوب كلّما أهلّت رمضان، بأن عذرائهم لم تعد عذر...؟


كلّا لا أزال عذراء، لكن رائحة النّجاسة تفوح من كلّي. نعيش أنا وأمي التي تقيم معي في منزلها، هنا من سنين لم أعد أذكر عددها لطول العهد، هي أكبر مني وولدت قبلها.

عزيزي القارئ "اتفقنا سلفا على معنى كلمة "عزيزي"
أنا وردة بيضاء استحال وجهها أصفرا قريبا من السّواد، ذنبي جمالي، فأنا شقراء وشعري الأزرق أحمر يميل إلى لون الليل مع بياض فاتح. وجهي المستدير كالبيضة والمدحو كالمكعب يبدو مشرقا مع وجنتين حمراوين تتجلّيان في لونهما الأخضر القريب إلى لون قهوة صباح أسرة معوزة. بشرتي شاحبة كالمريض وفاقع لونها كحال بقرة بني إسرائيل، لن أطيل فأنا كلّ الألوان وأنا جميع الأوصاف، أنا كما تريد، أنا نسج على مقاس خيالك. شريعتي، عقيدتك... أنا مسلمة من أم يهودية، أبي نصراني ظعن عنا قبل أن تحبل أمّي، كان جدّي وثنيا، وزوجته الثّالثة مجوسية، وجدّتي عاشت في الفترة، وعمّي يعبد البقر في الشدّة ويأكل الجبن في الرّخاء، أمّا خالي فخال من الرّق منطلق المنهج ويسجد للكواكب في الضّيق.

أنا كلّ الدّين، أنا لا دين، أنا جميع الملل، هكذا صرت بعد آلاف السّنين من الفجور في حجري، لا أملك دفاعا غير الحجارة ودعوات العاجزين في السّجود وتحت أجراس النّواقيس، أنا أحلام كلّ من سمع بالشّرف، أنا من يطرق أفكار كلّ ذي نخوة حين يضع رأسه على وسادة المساء، أنا حياة ميّتة، وأنا الموت وتحتي الفناء، على جنباتي القتل، شهيقي هرج وزفيري أشلاء صغار ألُفّها في كفن المقاومة وأهديها قربانا للأمم المتفرجة علّها تقبل بضاعتي المزجاة... وتستقيل. أوقن أنّها لن تفعل لأنّ جامعة الدّول العربية لن تقوى على الشّجب والإعراب عن القلق منفردة.





[/cell][/tabletext]
__________________
[CENTER]










روح انثى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس