كلنا - إﻻ من رحم الله - ذلك اﻹنسان المقصر في جنب ربه ، المؤثر لديناه بشهواتها وملاذها وبطالتها..
وفي مثل هذه اﻷيام والليالي نرى العابدين المتاجرين مع ربهم .
فذاك معتكف وهذا تال وثالث باك ورابع ذاكر ...
في صور متعددة من العبادات التي يحبها ربنا ويرضى عن أصحابها .
أﻻ تحرك فيك هذه الصور أن تكون مثلهم وتتاجر كتاجرتهم .
لماذا يتقدمون وأنت تتأخر !
لماذا يسعون في طلب رضا ربهم وأنت ﻻ زالت متبعا لهواك تلهث بسرعة نحو شيطانك الذي ثبطك عن مواطن الطاعة !
لماذا هم يملئون صحائف اﻷعمال بالصالحات من ركعات وتهجد وقيام وتلاوة وذكر ودعاء أنت بخيل شحيح على نفسك بهذا الخير !
والله إني لعجيب حالك وأنت ترى رمضان يسدل ستاره ويحث السير نحو انقضاء أيامه مودعا خلقا لﻷبد ولن يروه مرة أخرى فحتما - والله - أن خﻻئق ممن صاموا لن يدركوه مايدريك لعلك ..
فحث السير نحو ربك وموﻻك واغتنم بقية هذه اﻷيام فهي - وربي ساعات - ويقال لنا رمضان انتهى فواحسرتاه ساعتها على المفرطين .
ﻻ زال في الوقت بقبة .
وﻻ زال في الزمن الفاضل برهة .
وﻻ زالت ليلة القدر ربما لم تأت بعد .
( فاستدرك مافات وإنما اﻷعمال بالخواتيم )
واجعلها ذكرى ﻻ تُنسى مع رمضان ألف وأربعمائة وسبع وثﻻثون وأنها بداية العهد مع اﻹنابة وإنطﻻقة المشوار نحو الفردوس اﻷعلى .
اللهم اقبل من أقبلك عليك .
اللهم أعن كل من سار نحو جنتك .

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ