تفسير قوله تعالى : ( انه تعالى جد ربنا ما اتخد صاحبة و لا ولد ...)
تفسير قوله تعالى : ( انه تعالى جد ربنا ما اتخد صاحبة و لا ولد ...) .... هذه الآية من سورة " الجن " ذات الوقع المؤثر في النفوس ، تحكي حديثا صدر عن الجن الذين استمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم ، فآمنوا بالقرآن ، وأسلموا. قال الله تعالى : ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا . وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا . وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ) الجن/1-4 . وظاهر جداً من سياق الآيات : أن الجن أعلنوا إيمانهم بوحدانية الله ، ورفضهم لما يقوله المشركون من نسبة الصاحبة والولد إلى الله ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً . والجد في الآية معناه : العظمة والجلال ، وليس معناه "أبو الأب" كما فهم هؤلاء المفترون . قال ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة" (1/364) : " الجيم والدال أصولٌ ثلاثة : الأوَّل العظمة ، والثاني : الحَظ ، والثالث : القَطْع . فالأوّل : العظمة : قال الله جلّ ثناؤُه إخباراً عمّن قال : ( وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا ) الجن/3 . ويقال : " جَدَّ الرجُل في عَينِي " أي : عَظُم ، قال أنسُ بنُ مالكٍ : ( كان الرجلُ إذا قرأ سورةَ البقرة وآلِ عِمرانَ جَدَّ فينا ) أي : عَظُم في صُدورِنا . والثاني : الغِنَى والحظُّ : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه : ( لا يَنْفَع ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ ) يريد : لا ينفَعُ ذا الغنى منك غِناه ، إنّما ينفعه العملُ بطاعتك . والثالث : يقال : جَدَدت الشيءَ جَدّاً ، وهو مجدودٌ وجَديد ، أي : مقطوع " انتهى . وانظر : "لسان العرب" (3/107) . فتفسير عبارة الجن التي حكاها الله عنهم : ( وأنه تعالى جد ربنا ) كتفسير دعاء استفتاح الصلاة أيضا : ( سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، تَبَارَكَ اسْمُكَ ، وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ ) رواه مسلم موقوفا عن عمر (399) . والمقصود في كل منهما : تعالت وارتفعت عظمة الله تعالى ، وكبرياؤه ، وعزته ، ونحو ذلك من المعاني التي فيها تعظيم الله تعالى وإجلاله . لذلك حكى ابن الجوزي في "زاد المسير" (8/378) الأقوال في تفسير الآية ، فقال : " للمفسرين في معنى : ( تعالى جَدُّ ربِّنا ) سبعة أقوال : أحدها : قدرة ربنا ، قاله ابن عباس . والثاني : غنى ربنا ، قاله الحسن . والثالث : جلال ربنا ، قاله مجاهد وعكرمة . والرابع : عظمة ربنا ، قاله قتادة . والخامس : أمر ربنا ، قاله السُّدِّي . والسادس : ارتفاعُ ذِكْرِه وعظمته ، قاله مقاتل . والسابع : مُلك ربنا وثناؤه وسلطانه ، قاله أبو عبيدة " انتهى . وهذه المعاني كلها متقاربة وتدل على عظمة الله تعالى وكبريائه . والمعنى الإجمالي منها في الآية : هو التعبير عن الشعور باستعلاء الله سبحانه وبعظمته وجلاله عن أن يتخذ صاحبة ، أي : زوجة ، وولداً ، بنين أو بنات! وكانت العرب تزعم أن الملائكة بنات الله ، جاءته من صهر مع الجن! فكذبت الجن هذه الخرافة الأسطورية . قال ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (14/222) : "التعالي : شدة العلوّ . والجَدّ : العظمة والجلال ، وهذا تمهيد وتوطئة لقوله : (ما اتخذ صاحبة ولا ولَداً) ، لأن اتخاذ الصاحبة للافتقار إليها لأنسها وعونها والالتذاذ بصحبتها ، وكل ذلك من آثار الاحتياج ، والله تعالى الغني المطلق ، وتعالى جَدّه بغناه المطلق ، والولد يرغب فيه للاستعانة والأنس به . . . وكل ذلك من الافتقار والانتقاص" انتهى . وقال السعدي في تفسيره (ص 1055) : "(وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا) أي: تعالت عظمته وتقدست أسماؤه، (مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا) فعلموا من جَدِّ الله وعظمته، ما دلهم على بطلان من يزعم أن له صاحبة أو ولدا، لأن له العظمة والكمال في كل صفة كمال، واتخاذ الصاحبة والولد ينافي ذلك، لأنه يضاد كمال الغنى" انتهى وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ما معنى قولنا في دعاء الاستفتاح للصلاة : ( وتعالى جدك ) ؟ الجواب : " معنى ذلك : تعالى كبرياؤك وعظمتك ، كما قال سبحانه في سورة الجن - عن الجن - أنهم قالوا : ( وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ) " انتهى . "فتاوى الشيخ ابن باز" (11/74) . فتبين من ذلك أن في الآية رداًّ على من نسب لله الصاحبة والولد ، كالمشركين والنصارى ، لأن ذلك يتنافى من عظمة الله وجلاله . والله أعلم . |
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك |
.
. . . أَسْعَدَ اللهُ أَوََقَاتُكُمْ بِكُلُّ خَيْرٍ.. دَائِمَا تَبْهَرُونَا بَمَوٍآضيعكم الَّتِي تَفُوٍح مِنْهَا عِطْرَ الْإِبْدَاعِ وَالتَّمَيُّزِ ، لَكَم الشُّكْرُ مِنْ كُلُّ قَلْبِيٍّ . http://media.tumblr.com/tumblr_m2t0tlS78c1qbs47q.gif |
الراقية
/* مرروك مشرف فشكراً من القلب لك دمتم بود لاينتهي |
البرنس
/* مرروك مشرف فشكراً من القلب لك دمتم بود لاينتهي |
جزاكي الله خيرا
وجعلها في ميزان حسناتك |
شلآل منهمر من سفوح الأعآلي
سلم الفكر النآبغ وسلم البنان الطارحة ننتظر جديدك بلهفة تقديري |
ساحرة الحرف
/* ممتنه للحضور المميز دمت بود |
الاعصار
/* ممتنه للحضور المميز دمت بود |
سلمت أناملك على الطرح الرائع
ويعطيك العافية على مجهودك الجميل لا عدمناك |
جزاك الله خير
ورزقك الجنان |
خفوق الروح
/* شكرا للطف مرورك لاعدم من اطلالتك بمتصفحي ..https://www.a7-lil.com/vb/images/smilies/163.png |
|
الأبداع يتوهج كالشموع حين تصوغه أنامل ترسم التميز لتلون اشراقة من جمال الطرح وعذوبة الانتقاء سلمت الأيادي دمتم ودام نبض العطاء منكم ينابيعا تسقي أرقة المنتدى لتحفر لوحة من البهاء تحيتي وخالص الود والتقديـــــــــــر |
تسلم الأياادي
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك تقديري |
عشق الليالي
/* شكرا للطف مرورك لاعدم من اطلالتك بمتصفحي ..https://www.a7-lil.com/vb/images/smilies/163.png |
اصايل
/* شكرا للطف مرورك لاعدم من اطلالتك بمتصفحي ..https://www.a7-lil.com/vb/images/smilies/163.png |
جزاك الله خيرا جعله الله في ميزان حسناتك وجعل مستقر نبضك الفردوس الاعلى من الجنة |
|
جزآك الله خيرآآ .
يعطيك الف عافيه كثير الشكر |
يعطيك العافيــة على الطــرح القيــم بارك الله فبكـ
جــزاك اللــه خيـر ونفــع بكـ ... |
جزاك الله خيراً وعم بنفعه الجميع
وجعله بميزان حسناتك |
ملكة الحنان /* شكرا للطف مرورك لاعدم من اطلالتك بمتصفحي ..https://www.a7-lil.com/vb/images/smilies/163.png |
عشق الليالي /* شكرا للطف مرورك لاعدم من اطلالتك بمتصفحي ..https://www.a7-lil.com/vb/images/smilies/163.png |
غزل بغداد /* شكرا للطف مرورك لاعدم من اطلالتك بمتصفحي ..https://www.a7-lil.com/vb/images/smilies/163.png |
الساعة الآن 03:25 PM |
»:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»
Powered by vBulletin® Version 3.8.8