طلبت مريم و حلا من امها مصاحبتها في الذهاب معها للتعرف على خالهما و لم تمانع الام ..
نعيمة .. لم تتعلم من الحياة فلا يزال الغرور و التكبر على الاخرين منهجها . الا انها استقبلت رقية في بيتها لا لشي الا لتريها الخادمة التي تقوم على خدمتها ..
نادت نعيمة على الخادمة و قالت لها :
اخبري سيدك بان العساس و زوجته اتوا ليسلموا عليه .. خرج محمود من حجرته و سلم على بدر و على اخته رقية و و بناتها جلس ينظر الي الفتاتين يحاول ان يتذكر اين رآهما ..
و في هذا الاثناء تذخل الخدامة تحمل العصير و تريد ان تقدمه الي الحاضرين فتقول لها نعيمة اعطي سيدك و ضعيه على الطاولة ..
و ما ان وضعت الخادمة العصير على الطاولة حتى قالت نعيمة للخادمة و هي تشير الي رقية هده اول خادمة كانت هنا معنا و هدا زوجها العساس كان هو ايضا يعمل عندنا ..
و في هذه اللحظة يقف بدر و تقف معه زوجته و بناته و يقول يا دكتور محمود :
هذه اختك اما انا فلا تربطني معك أي قرابة فا ن هي تقبل منك و من زوجتك الاهانة فانا و بناتي لا نقبلها .. صمت محمود و لم يرد ..
و هنا تتحدث مريم و تقول :
يا زوجة خالي انا الدكتورة مريم ولا فخر .. و ان ما لا تعرفيه انا هذه الدكتورة هي من انقدت زوجك مع الله و اجرت له العمليات يوم ان وقع له الحادث ..
و تكمل حلا و تقول :
يا زوجة خالي و صديقة امي نحن لا نستعر من العساس و لا الخدامة لاننا في الريف ينادوننا بنات العساس وحتى عندما كنا على مقاعد الدراسة ينادوننا ببنات العساس و به نفتخر بها لانها مهنة ابينا ..
و انا المحامية حلا بدر الدين ابنة هذا العساس من دافع عن زوجك هذا الصامت امامنا و اتيت له بحكم البراءة ..
و هذه الخدامة التي هي الان امامك هي ام الدكتورة مريم و المحامية حلا و هي صاحبة مصانع ( الحلا للاقمشة و الملبوسات ) .
اما العساس فهو مالك مصانع ( الريم للعصائر و المشروبات ) و من كبار موردين الفواكه و الخضروات .. و هذا كله بفضل الله و هذه الخدامة و العساس التي اكلتي لهما عبارات التحقير في بيتك .
فلا يغرنك يا زوجة خالي مظاهر الناس .
نظرت الخادمة الي هذا السيناريو .. ثم نزعت المريلة من على صدرها و القتها على الطاولة وقالت :
لا يشرفني ان اعمل في بيت يهين فيه الاخ اخته .. فغدا ماذا سيكون مصيري انا الغربية عنه .. و تركت البيت و خرجت ..
اما محمود و نعيمة اصابتهم الدهشة و ختم على افوههم و لم يستطيعوا النطق ولو بكلمة .
و تتحدث رقية و تقول نعم يا اخي يا ابن امي و ابي هذه هي اختك اليوم ..
و انتي يا نعيمة يا من كنتي في يوم ما اختي و صديقتي و تؤم روحي يا من اهديتك الي اخي محبة مني لك لتكمل سعادتك و سعادتي .
ما انكرت عليك شي في هذه الحياة الا انك فرقتي بيني و بين اخي ..
و قبل ان تتوجه الي الباب تتكلم حلا و تقول يا خالي :
كنت اتيت اليوم كي ابشرك بانه تم القبض على المزورين و صدر امس الحكم النهائي ببرائك كي تعود الي سابق عملك ..
و هم الجميع على الخروج ولكن صاح محمود انتظروا جميعا فوالله لن يخرج احد منكم
و نظر الي زوجته نعيمة و قال لها : نعيمة انت طالق .. فوقعت مغشي عليها ..اسرت اليها الدكتورة مريم و حلا و اخدتها الي حجرتها .. و اجرت لها الانعاشات فصحت و اجهشت بالبكاء و طلبت منهن تركها لوحدها .. اما محمود فتقدم نحو اخته و مسك يدها و جثا على ركبتيه و اجهش هو ايضا بالبكاء و النحيب و صار يطلب و يكرر في طلب السماح من اخته .
رقية حنونة قلبها ابيض ما ان رأت اخيها بهذا الحال حتى احتضنته و صارت تبكي هي الاخرى .
اتت حلا لتنهي هذا المشهد فمنعها ابوها الدي هو ايضاصار يمسح الدموع على خدوده مما يرى .
و ما هي الا لحظات و تخرج نعيمة من حجرتها تبكي و تجر حقيبتها ذات العجلات و تتوقف قليلا و تنظر الي رقية
و تقول لها :
يارقية لو قلت لك سامحيني تكون وقاحة مني فظلمي لك لا يمكن ان يغفر .. و مع ذلك اتجراء و اطلبه منك فربما لا ارك او تريني مرة اخرى
و ليتك انت ايضا تسامحني يا اخي بدر فخروجي من هذا البيت كشف لي حقيقة و زيف حياتي التي احياها ..
و همت بالخروج لكن لحقت به رقية و استوقفتها ثم حظنتها و قالت لها والله لم احمل لك في يوم ما ضغينة في قلبي غير انه آلمني ان تفرقي بيني و بين اخي حتى بعد ان خرجت من حياتك .. و لكن اريد منك ان تجلسي على المقعد قليلا ..
و نظرت رقية الي اخيها و هي تمسك بيديه و قالت له :
انت يا اخي ظلمتني كثير و كل ظلمك انتهى بمجرد ان جوزتني الي هذا الرجل الطيب .. فما احد يعرف معدنه و اصله الا انا و رب العباد ..
و ها انا اقف امامك و اطلب منك ان تعيد الدفئ الي هذا البيت و لا تجعلني اشعر بانني سبب في هذمه و ارجع اليك زوجتك .. فقال لها ليس بهذه البساطة يا اختي ..
سمعت نعيمة كلام رقية فاجهشت بالبكاء و تقول انا لا استحق منك هذا يا رقية ..
فقال بدر : والله يا اخي محمود ما اتينا اليكم لنخرب البيوت العامرة و لكن اتينا لكم محبة في الله و صلة في الرحم فان كانت لنا بعد هذا الجفا معزة في قلوبكم فارجوا ان تعيد اليك زوجك فوالله اني نظرت الان الي قلبك و قلبها ووجدتهما ابيضان مثل اللبن و انتما تحبان بعظكما حبا عظيما و بحمد الله قد تصافت القلوب فا كان هناك شي في هذا الامر فانت المسؤل الاول و ليست اختي نعيمة .
فقال محمود : اكراما لـــ اختي و لك انتي يا اخي بدر اقبل ان اعيدها و لكن و الله لم يعد يعلوا على حب اختي الا حب الله ..
و استضاف محمود اخته و بناتها و زوجها و اكرمهم ايما اكرام و اما نعيمة كانت تقوم بخدمتهم و تتمنى لو تقدم لهم ما يرضى نفوسهم و بين الحين و الاخر تاتي الي صديقتها رقية و تحظنها و تقبلها وتكرر في طلب السماح منها ..
و بفضل بنات العساس عادت
المحبة و الالفة بين الجميع ..
