عشق الليالي

عشق الليالي (http://www.ishqalyali.com/vb/index.php)
-   ♫.الجواب الكافي للفتاوي ♫. (http://www.ishqalyali.com/vb/forumdisplay.php?f=85)
-   -   قَضَاءُ الوَطَرِ بِمَـعْرِفَةِ أَحْـكَامِ الشِّـتَاءِ وَالمَطَرِ (http://www.ishqalyali.com/vb/showthread.php?t=104032)

الراقيه 03-12-2024 09:21 AM

قَضَاءُ الوَطَرِ بِمَـعْرِفَةِ أَحْـكَامِ الشِّـتَاءِ وَالمَطَرِ
 
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه
أمّا بعد:

فإنّ من الأحكام الّتي ينبغي معرفتها
والتّذكير بها ممّا يتعلّق بالصّلاة

في هذا الموسم المبارك
ما يلي:

الحكم الأوّل: الجمع بين الصّلاتين
والمقصود هو:
الجمع بين الظهر والعصر في وقت واحد

وبين المغرب والعشاء في وقت واحد.

فقد ظنّ كثير من النّاس أنّ الجمع بين الصّلاتين
إنّما هو خاصّ بالسّفر
فقد روى مسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قَالَ:

(جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم بَيْنَ الظُّهْرِ
وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ).

قال سعيد بنُ جبير لابن عبّاس رضي الله عنه:
لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ ؟ قَالَ: (كَيْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ).

فهذا الحديث يدلّ على أنّ الجمع بين الصّلاتين

حالة المطر كان معروفا.
قال أهل العلم:
إنّ الجمع بين الصّلاتين سنّة إذا وُجِدت المشقّة
في الشّتاء، من مطر أو وحل أو ريح شديدة باردة
وهو رخصة من الله عزّ وجلّ
والله يحبّ أن تُؤتَى رخصُه
وتفصيل أحكام الجمع مبسوطة في المطوّلات.
وإن تعجب فاعجب إذا علمت أنّ الذين يستعظمون الأخذ بهذه الرّخصة هم قوم لا تراهم في المسجد إلاّ يوم الجمعة والعيدين..!
وهذا الحكم كلّه يدلّ على فضل الجماعة
وأنّه لأجل تحصيل بركة الصّلاة جماعةً
شُرِع الجمع بين الصّلاتين.
ولكنّ هذا التّعظيم للجماعة قد خفّف الله فيه، ويسّر الأمر له في اليوم واللّيلة المطيرة، وذلك رفقا بالنّاس، فالله هو الّذي أمر بالجماعة، وهو الذي رخّص أحيانا في تركها


الحكم الثّاني:الصّلاة في البيوت.
وعندئذ فإنّ من السنّة أن يقول المؤذّن في المطر:

(صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ ) أو ( أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ )

أو: (صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ )أو)وَمَنْ قَعَدَ فَلاَ حَرَجَ ).
وتقال إحدى هذه الألفاظ في ثلاثة مواضع:
1)إمّا بدلاً من (حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ ):
لحديث ابن عبّاس رضي الله عنه في الصّحيحين

أنّه قال لمؤذّنه في يوم مطير:
إذا قلت (أشهد أنّ محمّدا رسول الله )فلا تقل:
حيّ على الصّلاةقل) :صلّوا في بيوتكم

((فكأنّ الناس استنكروافقال فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي )).

2) أو بعد (حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ ):
لحديث رجل من ثقيف في سنن النَسائي أنه سمع

مناديَ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم يقول
في ليلة مطيرة في السَّفر:
(حيّ على الصّلاة)(حيّ على الفلاح)

(صلّوا في رحالكم)
وإسناده صحيح.
3)أو بعد الانتهاء من الأذان:

لحديث ابن عمر رضي الله عنه في الصّحيحين
أنّه أذّن في ليلة باردة بضجنان ثمّ قال:
(صلّوا في رحالكم )

فأخبرنا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
كان يأمر مؤذّناً يؤذّن ثمّ يقول على إثره

أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ

في اللّيلة الباردة أو المطيرة، أو في السّفر


الحكم الثّالث: التّبكير بالصّلاة.
فكثير من النّاس يظنّ أنّ مراعاة وقت الصّلاة
رِفقا بالنّاس إنّما هو خاصّ بالحرّ وهو ما يسمّى بالإبراد

مع أنّ السنّة أتت بذلك في شدّة الحرّ والقرّ.
روى البخاري ومسلم عن أنس بنِ مالك رضي الله عنه قال:

كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَدَّ الْبَرْدُ
بَكَّرَ بِالصَّلَاةِ، وَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ أَبْرَدَ بِالصَّلَاةِ
قال المناوي عن التّبكير:
" أي بصلاة الظّهر، يعني صلاّها في أوّل وقتها".
وقال ابن قدامة في "المغني":
" ولا نعلم في استحباب تعجيل الظّهر خلافا".
قال التّرمذي: وهو الّذي اختاره أهل العلم من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن بعدهم:
لأنّ المقصود من الصّلاة الخشوعُ والحضورُ وشدّة البرد والحرّ ممّا يُشغِل المصلّي.

الحكم الرّابع:كراهة التلثّم في الصّلاة.
التلثّم: هو تغطية الفم.
فإنّ كثيرا من النّاس ربّما صلّى وهو واضع خماره على فمه
فقد صحّ في سنن أبي داود والتّرمذي ومسند أحمد عن أَبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم:)
نَهَى عَنْ السَّدْلِ فِي الصَّلَاةِ، وَأَنْ يُغَطِّيَ الرَّجُلُ فَاهُ
فلم يشرع لنا تغطية الفم في الصّلاة إلاّ لدفع التثاؤب.
الحكم الخامس:كراهة اشتمال الصمّاء.
وهو أن يُدخل الرّجل يديه تحت البُرنُس والرّداء اتّقاء البرد، فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أنّه قال:
( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ).
واشتمال الصمّاء عند العرب أن يشتمل الرّجل
بثوبه حيث لا يبقى له منفذ يخرج منه يده
فيشبه الصّخرةَ الصمّاء.
الحكم السّادس: الصّلاة إلى النّار.
فأغلب المدافئ يشتعل نارا، فإذا صلّى المسلم فعليه أن يجتنب أن يتّخذها سترة أو تكون في قبلته، فإنّ ذلك فيه تشبّها بالمجوس.
هذا لم يرد فيه حديث مرفوع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكن نصّ أهل العلم كمحمّد بن سيرين رحمه الله على كراهته، وإن كان المصلّي لا يقصد ذلك، فقد أمرنا بسدّ كلّ طريق يؤدّي للشّرك ومشابهة المشركين.
ألا ترى أنّنا نُهينا عن الصّلاة في المقابر وإلى القبور
ونُهينا عن الصّلاة وقت طلوع الشّمس وغروبها ؟

قبل أن أضع قلمي هذا، فإنّي أختم حديثي بتنبيهات ثلاثة مهمّات:
1-وكلّ شيء عنده عَزَّ وَجَلَّ بمقدار:
اعلموا أنّ الله تعالى يُنزّل المطر كلّ عام بمقدار واحد سواء

{ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ } [الحجر:21]
فيصرف الله تعالى المطر حيث يشاء، حتّى إذا لم يستحقّ العباد السّقيا صرفه إلى البحار..!!
روى ابن جرير الطّبري عن ابن عبّاس رضي الله عنه
عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:
((مَا مِنْ عَامٍ بِأَكْثَرَ مَطَرًا مِنْ عَامٍ، وَلَكِنَّ اللهَ يَصْرِفُهُ
بَيْنَ خَلْقِهِ حَيْثُ يَشَاءُ )

ثمّ قرأ قوله تعالى: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً }[الفرقان: 50]
2-نزع البركة من المطر:
فاعلموا أنّ القحط والجفاف ليس بأن لا تنزل الأمطار
ولكن بأن يرفع الله البركة عن المطر كما يرفع العلم.

فقد روى مسلم عن أَبي هريرة رضي الله عنه
أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال:
((لَيْسَتْ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا وَلَكِنْ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا
وَتُمْطَرُوا وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا )).
3-دليل المعاد..
إنّ في إحياء الله تعالى للأرض بعد موتها لعبرةً ومثالاً لقدرته فتتعجّب من أرض ميتة زالت عنها الحياة وأبدلت الصّفرة خضرة، واليبسة ليونة والسّاكن متحرّكا تفكر فـي نبــات الأرض وانظــر إلى آثار مـا صــنــــع الملـيـك عيـون مـن لـــجـيــن نـاظــرات بأحداق هي الذهب السبيك على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليــــــس لـه شــريــك.
وكلّ ذلك يذكّر بالحياة بعد الموت لذا نجد أنّ الله كثيرا ما يربط بين إحياء الأرض
بعد موتها وبين إحياء الموتى من قبورهم.

قال تعالى:
{ فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.

وقال عزّ وجلّ : { وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ
إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ }. [فاطر :9]
وقال
{ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ }. [الزخرف:]
وقال:
{ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
(5)ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) }.
[الحجّ]
وقال:

{ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ } [قّ: ].
لذلك روى البخاري ومسلم
عن أَبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:
((مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ لَيْسَ مِنْ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )).

نسأل الله تعالى الهدى والرّشاد

الريم ♔ 03-12-2024 03:25 PM

جَزاك الله جنّةٌ عَرضها السّمواتِ والأَرض
ولا حَرمك الأجِر ..

عشق الليالي 03-13-2024 02:36 PM






rhttps://upload.3dlat.com/uploads/3dl...f1f948f715.gif] http://www.3odny.com/vb/images/smilies/216.gifhttp://www.3odny.com/vb/images/smilies/216.gif
سلمت كفوفك
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح و السرور الدائم

عشق الليالي

https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...f1f948f715.gif


الأمير 03-14-2024 01:36 PM

.
.
.
.
أَسْعَدَ اللهُ أَوََقَاتُكُمْ بِكُلُّ خَيْرٍ..
دَائِمَا تَبْهَرُونَا بَمَوٍآضيعكم
الَّتِي تَفُوٍح مِنْهَا عِطْرَ الْإِبْدَاعِ وَالتَّمَيُّزِ ،
لَكَم الشُّكْرُ مِنْ كُلُّ قَلْبِيٍّ .
http://media.tumblr.com/tumblr_m2t0tlS78c1qbs47q.gif

إحساس 03-17-2024 12:45 AM

طرح رائع يحمل الجمال بين سطوره
ويحمل الابداع في محتواه
سلمت يمينك
كل الود والتقدير لشخصك

أميرة الشموخ 03-18-2024 09:20 PM

يعطيك العافيــة على الطــرح القيــم
جــزاك اللــه خيـر ونفــع بكـ ...

ملكة الحنان 03-23-2024 08:51 AM

جزاك الله خيراً
وَ جعله الله في ميزان حسناتك

ملكة الحنان 03-23-2024 08:56 AM




• وعن ابن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنّه قال: (مرحبًا بالشتاء، تنزل فيه البركة، ويطول فيه اللّيل للقيام، ويقصر فيه النّهار للصّيام).

• وقال الحسن البصري رحمه الله:(نعم زمان المؤمن الشتاء: ليله طويل فيقومه، ونهاره قصير فيصومه).• ومن درر كلامه رحمه الله قوله:(الشّتاء ربيع المؤمن) ..وهذا كلام في غاية الجمال حتّى ظنّه بعضهم حديثا مرفوعا، قال ابن رجب رحمه الله في شرحه:" وإنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات، ويسرح في ميادين العبادات، ويتنزّه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه، ويصلح بين المؤمن في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة من الطاعات، فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة، ولا كلفة تحل له من جوع ولا عطش، فلا يحس بمشقة الصيام ".• وعن عبيد بن عمير رحمه الله أنّه كان إذا جاء الشّتاء قال:(يا أهل القرآن! طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصُر النّهار لصيامكم فصوموا).• وقال يحيى بن معاذ:(اللّيل طويل فلا تقصّره بمنامك، والإسلام نقيّ فلا تدنّسه بآثامك).فلا شكر لهذه النّعمة إلاّ إذا قمنا وامتثلنا بالآداب الإسلاميّة، والأحكام الشّرعيّة المتعلّقة بهذا الفصل.رابعا: ولكن قد يكون المطر من النّقم ..تذكّروا قول الله تعالى:{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم:7]، لذلك قال كثير من السّلف:" قيّدوا نِعم الله بالشّكر " .. وإلاّ تحوّلت مظاهر النّعم إلى مصائب ونِقم، فقد عذّب الله أقواماً بالريح الباردة في الشّتاء كقوم عاد، وعذّب قوم نوح بماء نابع من الأرض ونازل من السّماء، قال تعالى: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12)} [القمر] ..وروى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَخِيلَةً-وهو السّحاب الذي يخال فيه الماء-فِي السَّمَاءِ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، وَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَإِذَا أَمْطَرَتْ السَّمَاءُ سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَّفَتْهُ عَائِشَةُ ذَلِكَ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((يَا عَائِشَةُ! وَمَا يُؤَمِّنُنِي، قَدْ رَأَى قَوْمُ عَادٍ العَذَابَ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ فَقَالُوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا، قَالَ الله تَعَالىَ: {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ: رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ})) [الأحقاف:24].خامسا: كيف نشكر هذه النّعمة ..عباد الله .. إنّنا في هذه الأيّام نتقلّب في نعمة من نعم الله وافرة، فسماؤنا تمطر، وأشجارنا تثمر، وما هذا إلا نعمة ورحمة من المنعم الرّحمن المنّان.فوالله، ثم والله، لولا الله ما سُقينا، ولا تنعّمنا بما أوتينا {أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ}[الواقعة:68 - 70]،

أجاج أي: شديد الملوحة.تأمّلوا نعمة الله في قوله تعالى:{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ}[الرعد:12].نعم .. ينشئ السّحاب الثّقال .. هذه السّحب الّتي نراها كلّ يوم بأشكال متنوّعة، وأحجام كبيرة مختلفة، كم طنًّا تزن؟ ..
إن المِتر المكعّب الواحد يزن طنًّا كاملا، فكم فيها من الأطنان؟! ومن يحملها بهذه الأوزان؟!

إننا لا نستطيع أن نتصوّر وزنها، غير أنّها ثقال كما قال ربّنا المتعال.اللّهمّ لك الشّكر على آلائك الّتي لا تعدّ ولا تحصى .. اللهمّ لو شئت لجعلت ماءنا أجاجاً، ولكن رحمتكأدركتنا فجعلته عذباً زلالاً، فلك الشّكر، فما بنا من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك.عباد الله، وكيف لا نشكر الله وقد كنّا بالأمس القريب فقط نشكو الجدب والقحط وقلة المياه، وكانت مشكلة نقص المياه تُعد من أكبر أزمات البلاد، مما دفع أهلَ التدبير والتسيير للتخطيط والتفكير للخروج من هذه الأزمة، فجنّدوا الرجال وخصصوا الأموال وجهزوا الآلات.فنزلت رحمة الله الواسعة، فرويت الأرض، وجرت الوديان، وامتلأت الآبار، وسالت العيون برحمة من الله وفضله.




ملكة الحنان 03-23-2024 09:02 AM

قَضَاءُ الوَطَرِ بِمَـعْرِفَةِ أَحْـكَامِ الشِّـتَاءِ وَالمَطَرِ

الكاتب: عبد الحليم توميات أرسل إلى صديق

(أحكام الصّلاة )
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فإنّ من الأحكام الّتي ينبغي معرفتها والتّذكير بها ممّا يتعلّق بالصّلاة في هذا الموسم المبارك، ما يلي:

الحكم الأوّل: الجمع بين الصّلاتين.
والمقصود هو: الجمع بين الظهر والعصر في وقت واحد، وبين المغرب والعشاء في وقت واحد.
فقد ظنّ كثير من النّاس أنّ الجمع بين الصّلاتين إنّما هو خاصّ بالسّفر، وهذا جهل عظيم بالسنّة، فقد روى مسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قَالَ:
(جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ).
قال سعيد بنُ جبير لابن عبّاس رضي الله عنه: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ ؟ قَالَ: (كَيْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ).
فهذا الحديث يدلّ على أنّ الجمع بين الصّلاتين حالة المطر كان معروفا.
قال أهل العلم: إنّ الجمع بين الصّلاتين سنّة إذا وُجِدت المشقّة في الشّتاء، من مطر أو وحل أو ريح شديدة باردة، وهو رخصة من الله عزّ وجلّ، والله يحبّ أن تُؤتَى رخصُه، وتفصيل أحكام الجمع مبسوطة في المطوّلات.
وإن تعجب فاعجب إذا علمت أنّ الذين يستعظمون الأخذ بهذه الرّخصة هم قوم لا تراهم في المسجد إلاّ يوم الجمعة والعيدين..!
وهذا الحكم كلّه يدلّ على فضل الجماعة، وأنّه لأجل تحصيل بركة الصّلاة جماعةً شُرِع الجمع بين الصّلاتين.
ولكنّ هذا التّعظيم للجماعة قد خفّف الله فيه، ويسّر الأمر له في اليوم واللّيلة المطيرة، وذلك رفقا بالنّاس، فالله هو الّذي أمر بالجماعة، وهو الذي رخّص أحيانا في تركها، لذلك كان هذا هو:
الحكم الثّاني:الصّلاة في البيوت.
وعندئذ فإنّ من السنّة أن يقول المؤذّن في المطر: (صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ )أو)أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ )أو: (صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ )أو)وَمَنْ قَعَدَ فَلاَ حَرَجَ ).
وتقال إحدى هذه الألفاظ في ثلاثة مواضع:
1)إمّا بدلاً من (حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ ):
لحديث ابن عبّاس رضي الله عنه في الصّحيحين أنّه قال لمؤذّنه في يوم مطير:إذا قلت (أشهد أنّ محمّدا رسول الله )فلا تقل: )حيّ على الصّلاةقل) :صلّوا في بيوتكم )فكأنّ الناس استنكروا، فقال )):فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي )).
2) أو بعد (حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ ):
لحديث رجل من ثقيف في سنن النَسائي أنه سمع مناديَ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم يقول في ليلة مطيرة في السَّفر: (حيّ على الصّلاة)(حيّ على الفلاح)(صلّوا في رحالكم)، وإسناده صحيح.
3)أو بعد الانتهاء من الأذان:
لحديث ابن عمر رضي الله عنه في الصّحيحين أنّه أذّن في ليلة باردة بضجنان ثمّ قال: (صلّوا في رحالكم )فأخبرنا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يأمر مؤذّناً يؤذّن ثمّ يقول على إثره) :أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ )في اللّيلة الباردة أو المطيرة، أو في السّفر ).
وعن نعيم النّحام قال: نودي بالصّبح في يوم بارد وأنا في مرط امرأتي ، فقلت: ليت المنادي قال: ((وَمَنْ قَعَدَ فَلاَ حَرَجَ ))فنادى منادي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في آخر أذانه)) :وَمَنْ قَعَدَ فَلاَ حَرَجَ )).
]رواه أحمد، والبيهقيّ، وصحّحه الشّيخ الألباني في "الصّحيحة" (2605). [
الحكم الثّالث: التّبكير بالصّلاة.
فكثير من النّاس يظنّ أنّ مراعاة وقت الصّلاة رِفقا بالنّاس إنّما هو خاصّ بالحرّ، وهو ما يسمّى بالإبراد، مع أنّ السنّة أتت بذلك في شدّة الحرّ والقرّ.
روى البخاري ومسلم عن أنس بنِ مالك رضي الله عنه قال:)كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَدَّ الْبَرْدُ بَكَّرَ بِالصَّلَاةِ، وَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ أَبْرَدَ بِالصَّلَاةِ ).
قال المناوي عن التّبكير:" أي بصلاة الظّهر، يعني صلاّها في أوّل وقتها".
وقال ابن قدامة في "المغني":" ولا نعلم في استحباب تعجيل الظّهر خلافا".
قال التّرمذي: وهو الّذي اختاره أهل العلم من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن بعدهم: لأنّ المقصود من الصّلاة الخشوعُ والحضورُ وشدّة البرد والحرّ ممّا يُشغِل المصلّي.
الحكم الرّابع:كراهة التلثّم في الصّلاة.
التلثّم: هو تغطية الفم.
فإنّ كثيرا من النّاس ربّما صلّى وهو واضع خماره على فمه، أو ما يعرف بالفرنسية بـ: (cache-nez).
فقد صحّ في سنن أبي داود والتّرمذي ومسند أحمد عن أَبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم:)نَهَى عَنْ السَّدْلِ فِي الصَّلَاةِ، وَأَنْ يُغَطِّيَ الرَّجُلُ فَاهُ ).
فلم يشرع لنا تغطية الفم في الصّلاة إلاّ لدفع التثاؤب.
الحكم الخامس:كراهة اشتمال الصمّاء.
وهو أن يُدخل الرّجل يديه تحت البُرنُس والرّداء اتّقاء البرد، فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أنّه قال:
(نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ ).
واشتمال الصمّاء عند العرب أن يشتمل الرّجل بثوبه حيث لا يبقى له منفذ يخرج منه يده، فيشبه الصّخرةَ الصمّاء.
الحكم السّادس: الصّلاة إلى النّار.
فأغلب المدافئ يشتعل نارا، فإذا صلّى المسلم فعليه أن يجتنب أن يتّخذها سترة أو تكون في قبلته، فإنّ ذلك فيه تشبّها بالمجوس.
هذا لم يرد فيه حديث مرفوع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكن نصّ أهل العلم كمحمّد بن سيرين رحمه الله على كراهته، وإن كان المصلّي لا يقصد ذلك، فقد أمرنا بسدّ كلّ طريق يؤدّي للشّرك ومشابهة المشركين.
ألا ترى أنّنا نُهينا عن الصّلاة في المقابر وإلى القبور، ونُهينا عن الصّلاة وقت طلوع الشّمس وغروبها ؟
قبل أن أضع قلمي هذا، فإنّي أختم حديثي بتنبيهات ثلاثة مهمّات:
1-وكلّ شيء عنده عَزَّ وَجَلَّ بمقدار:
اعلموا أنّ الله تعالى يُنزّل المطر كلّ عام بمقدار واحد سواء}: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ{ [الحجر:21]، فيصرف الله تعالى المطر حيث يشاء، حتّى إذا لم يستحقّ العباد السّقيا صرفه إلى البحار..!!
روى ابن جرير الطّبري عن ابن عبّاس رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ((مَا مِنْ عَامٍ بِأَكْثَرَ مَطَرًا مِنْ عَامٍ، وَلَكِنَّ اللهَ يَصْرِفُهُ بَيْنَ خَلْقِهِ حَيْثُ يَشَاءُ ))ثمّ قرأ قوله تعالى} :وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً{
[الفرقان: 50]
2-نزع البركة من المطر:
فاعلموا أنّ القحط والجفاف ليس بأن لا تنزل الأمطار، ولكن بأن يرفع الله البركة عن المطر، كما يرفع العلم.
فقد روى مسلم عن أَبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: ((لَيْسَتْ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا وَلَكِنْ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا )).
3-دليل المعاد..
إنّ في إحياء الله تعالى للأرض بعد موتها لعبرةً ومثالاً لقدرته، فتتعجّب من أرض ميتة زالت عنها الحياة، وأبدلت الصّفرة خضرة، واليبسة ليونة، والسّاكن متحرّكا
تفكر فـي نبــات الأرض وانظــر إلى آثار مـا صــنــــع الملـيـك
عيـون مـن لـــجـيــن نـاظــرات بأحداق هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليــــــس لـه شــريــك.
وكلّ ذلك يذكّر بالحياة بعد الموت، لذا نجد أنّ الله كثيرا ما يربط بين إحياء الأرض بعد موتها وبين إحياء الموتى من قبورهم.
قال تعالى:}فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{.
وقال عزّ وجلّ}:وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ{. [فاطر :9]
}وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ{. [الزخرف:11]
وقال: وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) {. [الحجّ]
وقال:}وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ] {قّ: من الآية[.11
لذلك روى البخاري ومسلم عن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: ((مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ .. ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ لَيْسَ مِنْ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )).
نسأل الله تعالى الهدى والرّشاد، والحقّ والسّداد، وأن يثبّتنا على طاعته في المعاش والمعاد.
]تمّ بحمد الله

ملكة الحنان 03-23-2024 09:04 AM

أين السؤال المتعلق بالموضوع وما المصدر له

منزل بقسم الفتاوي الجواب الكافي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الإعصار 04-07-2024 07:33 PM

شلآل منهمر من سفوح الأعآلي
سلم الفكر النآبغ وسلم البنان الطارحة
ننتظر جديدك بلهفة
تقديري


الساعة الآن 02:48 AM

 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas