{ ❆اعلانات عشق الليالي ❆ ) ~ | |||||||||
|
|
|||
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
تفسير الربع الثالث من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط
تفسير الربع الثالث من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط
الآية 54: ﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ ﴾ الحاكم لـ "مصر" - عندما عَرف براءة يوسف وأمانته وحُسن خُلقه -: ﴿ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ﴾ أي أجعله مِن المُقرَّبينَ لي ومِن أهل مَشورتي، ﴿ فَلَمَّا كَلَّمَهُ ﴾: أي فلمَّا جاء يوسف وكَلَّمه المَلك: ﴿ قَالَ ﴾ له المَلك: ﴿ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ﴾: يعني إنك اليوم عندنا عظيم المَكانة، ومؤتمَن على كل شيء. الآية 55: ﴿ قَالَ ﴾ يوسف للمَلك: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ ﴾: أي اجعلني أتولى شؤون خزائن "مصر" (وهو ما يُعرَف في عصرنا بـ (وزير المالية))، ﴿ إِنِّي حَفِيظٌ ﴾ أي أمين، ﴿ عَلِيمٌ ﴾ أي ذو عِلمٍ وبصيرة بما أتولاه، (وقد طلب يوسف عليه السلام ذلك لأنه أراد أن يَنفع العباد، وأن يُقيم العدل بينهم). الآية ، والآية 57: ﴿ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ ﴾ يعني: وكما أنعمنا على يوسف بالنجاة من السجن، فكذلك مَكَّنَّا له في أرض "مصر" ﴿ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ﴾: أي يَنزل ويَسكن في أيّ مكانٍ شاءه منها (وذلك بعد أن كان في ظلام البئر وضِيق السجن)، ﴿ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ ﴾ - وقد قال تعالى في آيةٍ أخرى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾، وقال أيضاً: ﴿ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾، ولذلك قال بعدها: ﴿ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ ﴿ وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ ﴾ أي ثوابها ونعيمها ﴿ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ أي خيرٌ لهم من متاع الدنيا القليل الزائل. الآية 58، والآية 59، والآية 60: ﴿ وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ ﴾ إلى "مصر" ليُحضِروا منها الطعام - وذلك بعد أن نزل القحط والجفاف في أرضهم - ﴿فَدَخَلُوا عَلَيْهِ﴾ أي على يوسف ﴿ فَعَرَفَهُمْ ﴾ ﴿ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ﴾: أي ولكنهم لم يَعرفوه لطُول المُدَّة ولِتَغيُّر هيئته، (وقد أمَرَ يوسف عليه السلام فِتيانه بإكرام إخوته وحُسن ضيافتهم). ﴿ وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ ﴾: يعني ولمَّا أعطاهم الطعام الذي طلبوه - وكانوا قد أخبروه أنّ لهم أخًاً مِن أبيهم لم يُحضروه معهم (وهو شقيقه "بنيامين") - فـ ﴿قَالَ﴾ لهم يوسف: ﴿ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ ﴾: أي ائتوني بأخيكم الذي مِن أبيكم، ﴿ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ ﴾: يعني ألم تروا أني أوفيتُ لكم الكَيل وأكرمتكم ﴿ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ﴾: يعني وأنا خير المُضيفين لكم؟، ﴿ فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي ﴾ أي فليس لكم عندي طعامٌ أعطيه لكم بعد ذلك، ﴿ وَلَا تَقْرَبُونِ ﴾: أي ولا تأتوا إليَّ مرة أخرى. الآية 61: ﴿ قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ ﴾ أي سنَبذل جهدنا لإقناع أبيه أن يُرسله معنا ﴿ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ﴾ يعني: ولن نُقصِّر في ذلك. الآية 62: ﴿ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ ﴾ أي: وقال يوسف لعُمّاله: ﴿ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ ﴾: أي ضعوا ثَمَن بضاعتهم - وهي الدراهم التي اشتروا بها الطعام مِنَّا - ﴿ فِي رِحَالِهِمْ ﴾: أي ضعوه في أمتعتهم سِرّاً ﴿ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا ﴾ أي إذا رجعوا ﴿ إِلَى أَهْلِهِمْ ﴾ ليَعلموا أننا لم نأخذ منهم ثَمَن الطعام فيُقدِّروا إكرامنا لهم ﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾: أي ليَرجعوا لنا طمعًا في عطائنا. ♦ واعلم أنّ كلمة (بضاعتهم) - المذكورة في قوله: ﴿ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ ﴾ - يُحتمَل أن يكون مَعناها: (ثَمَن بضاعتهم، وهي الدراهم التي اشتروا بها الطعام من يوسف)، كما يُحتمَل أن يكون مَعناها: (البضاعة التي جاءوا بها مِن بلدهم - كالتمر ونحوه - ليأخذوا مكانها سائر الطعام من مصر)، وهو ما كانَ يُعرَف بنظام (المُبادَلة)، واللهُ أعلم. الآية 63: ﴿ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ ﴾، حَكوا له ما كانَ من إكرام العزيز لهم، و ﴿قَالُوا﴾ له: ﴿ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ ﴾: يعني إنه لن يُعطينا مُستقبَلا إلا إذا كان معنا أخونا الذي أخبرناه به، ﴿ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا ﴾ - "بنيامين" - ﴿ نَكْتَلْ ﴾: أي نُحضر لكم طعاماً كثيراً (لأنه سيَزيد لنا الكَيل بسبب وجود "بنيامين")، ﴿ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ أي: ونحن نَتعهد لك بحفظه. الآية 64، والآية 65: ﴿ قَالَ ﴾ لهم أبوهم: ﴿ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ ﴾ يعني: كيف أستأمنكم على بنيامين وقد استأمنتكم على أخيه يوسف من قبل، والتزمتم بحفظه فلم تَفوا بذلك؟ فلا أثق بوعدكم وحِفظكم، ولكني أثق بحفظ اللهِ تعالى ﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ﴾: أي هو سبحانه خير الحافظين ﴿ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾، فأرجو منه أن يَرحمني (بأن يَحفظ يوسف ويَرُدّه عليَّ). ♦ وقد كان هذا الحديث - الذي دارَ بينهم وبين أبيهم - قبل أن يَفتحوا أمتعتهم التي أحضروا بها الطعام من مصر، ﴿ وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ ﴾: يعني ولمَّا فتحوا أَوعِيَتهم: ﴿ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ ﴾: أي وجدوا دَراهمهم التي دفعوها قد رجعتْ إليهم، فـ ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي ﴾ يعني ماذا نطلب أكثر من هذا الكرم؟ ﴿ هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا ﴾: أي هذا ثَمَن بضاعتنا رَدَّه العزيز إلينا لننتفع به في معاشنا، فكُن مطمئناً على "بنيامين" وأرسِله معنا نَذهب به إلى مصر ﴿ وَنَمِيرُ أَهْلَنَا ﴾: أي ونُحضِر طعامًا وفيرًا لأهلنا ﴿ وَنَحْفَظُ أَخَانَا ﴾ - أثناء سفره معنا - مِن كل مكروه ﴿ وَنَزْدَادُ ﴾ - بوجوده معنا - طعاماً مِقداره: ﴿ كَيْلَ بَعِيرٍ ﴾ (وهو ما يَستطيع أحد الإبل أن يَحمله)، فإنّ العزيز يَكيل للفرد الواحد: (حِمْل أحد الإبل)، و﴿ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ﴾ عليه، لِغِناهُ وسعة مُلكه. الآية 66: ﴿ قَالَ ﴾ لهم يعقوب عليه السلام: ﴿ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ ﴾ أي حتى تُعاهِدوني وتحلفوا لي باللهِ أنكم ﴿ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ ﴾ أي احلفوا أنكم سَتَرُدُّونه إليَّ ﴿ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ ﴾: يعني إلا أن تَهلكوا جميعاً، ﴿ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ ﴾: أي فلمَّا عاهَدوهُ على ما طلب، ﴿ قَالَ ﴾ لهم: ﴿ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ أي تكفينا شهادته سبحانه علينا. الآية 67: ﴿ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ ﴾ يعني إذا دخلتم أرض "مصر" فلا تدخلوا كلكم مِن بابٍ واحد، ﴿ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ﴾ وذلك حتى لا تصيبكم العَين لِكَثرتكم، ﴿ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ﴾: يعني وإني - بهذا الذي أوصيكم به - لا أدفع عنكم شيئًا قضاهُ اللهُ عليكم، ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾: يعني فما الحُكم إلا للهِ وحده، ﴿ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ﴾: أي عليه اعتمدتُ ووَثَقتُ ﴿ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ أي: وعليه وحده فليَعتمد المؤمنون في كل أمورهم، وإنما أمَرَهم أبوهم أن يأخذوا بالأسباب التي يَحفظهم اللهُ بها - وهي الدخول من أبواب متفرقة - حتى لا يكون مُقَصِّراً في الأخذ بالأسباب، (وهذا من تمام التوكل: الأخذ بالأسباب - امتثالاً لأمر اللهِ تعالى - ثم الاعتماد على اللهِ وحده وليس على السبب، لأنّ كل شيءٍ بيد الله). ♦ وهنا قد يقول قائل: كيف يَصفهم بأنهم مُتوكلون، ثم يأمرهم بالتوكل، وذلك في قوله: ﴿ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾؟ والجواب: أنّ هذا كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا ﴾، أي استمِرُّوا على إيمانكم واعملوا على زيادته (وذلك بالإكثار من فِعل الطاعات)، فكما أنّ الإيمان يَزيد ويَنقص، فكذلك التوكل يَزيد ويَنقص (بحسب الحالة الإيمانية للشخص)، ويُحتمَل أيضاً أن يكون المعنى: (مَن كان مُتوكلاً في أمْره على غير اللهِ تعالى: فليتوكل على اللهِ وحده)، واللهُ أعلم. الآية 68: ﴿ وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ ﴾ - أي مِن أبوابٍ متفرقة -: ﴿ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ﴾: أي ما كان ذلك ليَدفع قضاءَ اللهِ عنهم، ﴿ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ﴾ أي: ولكنه كانَ خوفاً في نفس يعقوب عليهم مِن أن تصيبهم العين، ﴿ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ ﴾: يعني وإنّ يعقوب لَصاحب عِلمٍ عظيم - بأمْر دينه - عَلَّمَهُ اللهُ له بالوحي، ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ أي لا يَعلمونَ عواقب الأمور ودقائق الأشياء، وكذلك لا يَعلمونَ ما يَعلمه يعقوب مِن صفات اللهِ تعالى. ♦ واعلم أنه مِن الخطأ الذي يقع فيه البعض، أنه إذا فَعَلَ أحدهم شيئاً، وقال له الناس: (لماذا فعلتَ هذا؟)، فإنه يقول لهم: (حاجةً في نفس يعقوب قضاها)، فهذا خطأ، لأنه ليس يعقوب، ويعقوب عليه السلام نبي، وهو ليس نبي، وإنما الصواب أن يقول: (حاجةً في نفس "فُلان" قضاها) - ويقول اسمه. الآية 69: ﴿ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ ﴾ في مَنزل ضيافته ومعهم شقيقه: ﴿ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ ﴾: أي ضَمَّ إليه شقيقه بنيامين، و﴿قَالَ﴾ له سِرّاً: ﴿ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ ﴾ (وأمَرَهُ بكِتمان ذلك عن إخوته)، وقال له: ﴿ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾: أي فلا تحزن بما صنعوه بي فيما مَضَى. الآية 70: ﴿ فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ ﴾: أي فلمّا حَمَّل يوسف إبِلَهم بالطعام الذي يحتاجونه: ﴿ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ﴾: أي وَضَعَ الإناء - الذي كان يَكيل به للناس - في متاع بنيامين (دونَ أن يَشعر أحد)، ﴿ ثُمَّ ﴾ - عندما ركبوا ليسيروا -: ﴿ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ ﴾: أي نادى مُنادٍ: ﴿ أَيَّتُهَا الْعِيرُ ﴾: يعني يا أصحاب هذه القافلة المُحمَّلة بالطعام ﴿ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ الآية 71: ﴿ قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ﴾ أي قال أولاد يعقوب - مُقبلين على المُنادِي -: ﴿ مَاذَا تَفْقِدُونَ ﴾؟ الآية 72: ﴿ قَالُوا ﴾ أي قال المُنادِي ومَن معه: ﴿ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ ﴾: أي نفقد المكيال الذي يَكيل المَلك به للناس، ﴿ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ ﴾: أي وهناك مكافأة لمن يُحضِره، مقدارها: ﴿ حِمْلُ بَعِيرٍ ﴾: أي يأخذ من الطعام ما يستطيع أحد الإبل أن يَحمله، ﴿ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ﴾ يعني: وقال المنادي: (وأنا الضامن والمتولي لإعطاء هذه المكافأة لمن يجد المكيال). الآية 73: ﴿ قَالُوا ﴾ أي قال إخوة يوسف: ﴿ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ﴾: يعني: واللهِ لقد تأكدتم - مِمّا رأيتموه مِنَّا في المرة السابقة - أننا ﴿ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ ﴾ أي ما جئنا أرض "مصر" من أجل الإفساد فيها وارتكاب المعاصي ﴿ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ﴾ أي لم نَسرق المكيال كما أننا لم نَسرق متاع أحد مِن قبل. الآية 74: ﴿ قَالُوا ﴾ أي قال المُكَلَّفون بالبحث عن المكيال - لإخوة يوسف -: ﴿ فَمَا جَزَاؤُهُ ﴾: أي فما عقوبة السارق عندكم ﴿إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ﴾ في قولكم: لسنا بسارقين؟ الآية 75، والآية : ﴿قَالُوا﴾ أي قال إخوة يوسف: ﴿ جَزَاؤُهُ ﴾: أي جزاء السارق في شريعتنا: أنه ﴿ مَنْ وُجِدَ ﴾ المكيال ﴿ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ ﴾ أي يُسَلَّم السارق إلى مَن سَرَق منه، حتى يكونَ عبدًا عنده، و ﴿ كَذَلِكَ ﴾: أي بمِثل هذا الجزاء - وهو أن يُعامَل السارق معاملة العبيد - ﴿ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴾ أي السارقين، (واعلم أنّ معنى قوله تعالى: ﴿ فَهُوَ جَزَاؤُهُ ﴾ أي فنفسه هي جزاء سرقته، بأن تُستَعبَد). ♦ فرجع المُنادِي بإخوة يوسف إليه، فقام يوسف بتفتيش أمتعتهم بنفسه ﴿ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ﴾؛ وذلك إحكامًا لِمَا دَبَّره، حتى يَستبقي أخيه معه، ﴿ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ ﴾، ﴿ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ﴾: أي كذلك يَسَّرنا ليوسف هذا التدبير الذي توصَّل به لأخذ أخيه، و﴿ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ﴾: أي وما كان يستطيع أن يأخذ أخاه عن طريق الاحتكام إلى مَلِك مصر - لأنه ليس من شريعة المَلك أن يَتملَّك السارق، ولكنه كان يَضرب السارق ويُغَرِّمه بمِثل ما سَرَق - ﴿ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾: يعني إلا أنّ مَشيئةَ اللهِ قد اقتضت هذا التدبير والاحتكام إلى شريعة إخوة يوسف، فحَكموا بأخْذ السارق ومعاملته كَعَبد. ♦ وكما رفعنا مَنزلة يوسف: ﴿ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ﴾: أي نرفع مَنازل مَن نشاءُ مِن عبادنا، ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾: أي وفوقَ كل صاحب عِلمٍ مَن هو أعلم منه، حتى يَنتهي العِلم إلى اللهِ تعالى عالم الغيب والشهادة.[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: "أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير. • واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن. رامي حنفي محمود
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
04-03-2021, 10:52 AM | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..! طًرّحٌ مٌخملَي .., كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا يعطَيكـً العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـً بإنتظَآرَجَديِدكًـ بشغفَ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|