{ ❆اعلانات عشق الليالي ❆ ) ~ | |||||||||
|
|
|||
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
الإمام البخاري والحاقدون
الإمام البخاري والحاقدون
هل يضر أرسى الجبال ثرثرة الجهال؟ يخرج علينا بين الحين والآخر مزيفون يدَّعون زورًا وبهتانًا أنهم علماء ومثَّقفون، يُزيفون الحقائق ويَعتدون على الأصول والثوابت، حاوَلوا هدم أسس الدين بطرق متعدِّدة فبدؤوا بالقرآن الكريم وادَّعوا فيه التناقض والنقص، وما لبثوا أن وجدوه حصنًا منيعًا، ثم ثنوا بالسنة النبوية المشرفة فحاولوا هدمها بإنكارها جملة وعدم الاعتراف بها فصعب عليهم الأمر؛ لأن القرآن الكريم رد عليهم وأفحمهم في مثل قوله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾ [النحل: 44]؛ ولأن هذه الأمة أنجبَت رجالاً جعلهم الله تعالى درعًا واقيًا لدينه على مر الزمان واختلاف العصور، حَفِظوا السنَّة ونقلوها كالقرآن جيلاً بعد جيل، نفوا خبث العابثين بها وفضحوهم على رؤوس الأشهاد بتأسيس علم الجرح والتعديل، ووضعوا الحافظين لها الثقات المُجاهدين - الذين أفنوا حياتهم في حفظها وتدوينها وتمييز الصحيح منها من الضعيف والموضوع - في مرتبة عالية، أئمَّة هداة، لكن أبى شرذمة من الحاقدين إلا أن يهدموا السنَّة بالتشكيك في رجالها الثقات الناقلين لها، وجهلوا أنهم بهذا الصنيع يُعلون قدرها وقدر أهلها، ويجعلون الناس يبحثون ويفكِّرون ويتعلمون، وصدق الشاعر إذ يقول: وإذا أراد الله نَشْر فضيلةٍ طُويَت أتاحَ لها لسانَ حَسودِ فرحم الله الإمام: محمد بن إسماعيل البخاري أمير المؤمنين في الحديث، قدَّر الله أن يبقى ذكره مخلدًا، وفضل كتابه الصحيح دائمًا منتشرًا، يعلم قدره - رحمه الله - وقدر كتابه الصحيح أصغر طالب علم؛ فهو صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله - عز وجل - ومَن جهلَ معرفة الإمام وقدره من العامة - وهم قليل جدًّا - يُتاح لهم معرفته عن طريق حقد حاقديه ولسان حاسديه، فإذا ذُكر الإمام البخاري من قِبل حاسد أو حاقد بحث من لا يعرفه ويجهل قدره عنه، فإذا به يجد نفسه أمام قامة كبيرة: • يجده من بيت علم؛ فوالده - رحمهما الله - عالم، متقن، ورع، ثقة، راوٍ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم • يجده مُعلمًا لأساتذته مصححًا لهم، يعترفون له بالدقة والإتقان، ويروون عنه الحديث[1]. • يجده يهتم برجال الحديث ورواته - السند - كالاهتمام بنص الحديث - المتن - وفقهه؛ فلقد امتحنه المحدثون في بغداد فاختاروا عشرة رجال منهم كل واحد يقرأ علي الإمام البخاري - رحمه الله - عشرة أحاديث يبدِّل متعمدًا سند الحديث ومتنه فيجعل سند حديث في متن غيره، وبعد فراغ الرجال العشرة من ذكر الأحاديث المائة أخذ الإمام - رحمه الله - بقوة ذاكرته وإتقانه وحفظه يَذكر الأحاديث المائة مرتبة بترتيب العشرة الرجال فيقول لكل واحد منهم: أما حديثك الأول فقلتَ كذا وصوابه كذا، حتى فرغ من الأحاديث المائة يردُّ كل سند حديث إلى مَتنِه، فيذعن له المحدثون بالإتقان والفضل[2]. • يجده يؤلف كتابه الصحيح برؤيا منامية للحبيب صلى الله عليه وسلم، ويُفني من عمره ست عشرة سنة لإخراجه، ولا يجمع في هذا الكتاب إلا ما صح سنده إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم بأشد الشروط، ويَنتقي أحاديثه من ستمائة ألف حديث[3]، رحل إلى بلاد المسلمين شرقًا وغربًا، شمالاً وجنوبًا لتحصيلها وسماعها، تاركًا الأهل والأحباب وملاذَّ الحياة؛ لذا استحق أن يقول رحمه الله: " جعلته - أي كتاب الصحيح - حُجة بيني وبين الله - عز وجل"[4]. • يجد الواحد منا نفسه أمام رجل انتظره النبي صلى الله عليه وسلم عند موته مُرحِّبًا به؛ كما رأى أحد الصالحين ذلك في منامه[5]. ما ذكرته عن هذا الإمام قليل من كثير، بل هو أقل القليل، بالله عليكم أَمثْل هذا الإمام وكتابه الصحيح يقال في حقهما ما قيل من جهلة حقَدة مُغرضين يتبعون أهواءهم؟! رحم الله الإمام البخاري رحمةً واسعة، ونفعنا بكتبه، وجزاه الله خيرًا عن الإسلام والمسلمين، وقطع ألسنة الحاقدين والحاسدين، وهدى الله الضالين منهم، آمين آمين آمين [1] ينظر: تاريخ بغداد للإمام أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي، طبعة: دار الكتب العلمية - بيروت (2 / 6، 7. [2] ينظر: تاريخ بغداد (2 / 20)، تهذيب الكمال للإمام يوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي، (24 / 4)، طبعة: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1400 - 1980، الطبعة: الأولى؛ تحقيق: د. بشار عواد معروف، سير أعلام النبلاء، اسم المؤلف: محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبدالله، (12 / 408)، طبعة: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1413، الطبعة: التاسعة؛ تحقيق: شعيب الأرناؤوط، محمد نعيم العرقسوسي. [3] ينظر: هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ للإمام أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، (ص: 7)، طبعة: دار المعرفة - بيروت - 1379؛ تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، محب الدين الخطيب. [4] روى الخطيب البغدادي بإسناده إلي الإمام البخاري هذا القول في كتابه: تاريخ بغداد (2 / 14)، ورواه ابن حجر عنه في مقدمته لشرح الصحيح (ص: 489)، وكذلك الإمام النووي في كتابه: تهذيب الأسماء واللغات، (1 / 109)، طبعة دار الفكر - بيروت 1996م. [5] تاريخ بغداد (2 / 34). د. هشام السيد عطية
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-29-2021, 12:46 PM | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
جزاك الله خيراً على انتقائك القيم وجعلها ربي في ميزان حسناتك وفي انتظار المزيد
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|