أبى الطيف أن يعتاد إلا توهما
أبـى الطـيـف أن يـعـتـاد إلا توهما
فـمـن لي بأن ألقى الخيال المسلما
وقـد كـنـت اسـتـهـديه لو كان نافعي
وأسـتـمـطـر الأجفان لو تنقع الظما
ولكـــن خـــيـــال كـــاذب وطـــمـــاعــة
تــعــلل قــلبـاً بـالأمـانـي مـتـيـمـا
يــا صــاحــبــي نـجـواي والحـب لوعـة
تـبـيـح بـشـكـواهـا الضـمير المكتما
خـذا لفـؤادي العـهـد من نفس الصبا
وظبي النقا والبان من اجرع الحمى
ألا صــنــع الشــوق الذي هــو صـانـع
فـحـبـي مـقـيـم أقـصـر الشوق أو سما
وإنــي ليــدعــونــي الســلو تــعــللاً
وتــنــهــانـي الأشـجـان أن اتـقـدمـا
لمــن دمــن اقــفــرن إلا هــواتــفــاً
تـــردد فـــي أطــلالهــن التــرنــمــا
عـرفـت بـهـا سـيـمـا الهـوى وتـنـكرت
فــمــجــت عــلى آيــاتــهــا مـتـوسـمـا
وذو الشـوق يـعـتـاد الربوع دوارساً
ويـــعـــرف آثــار الديــار تــوهــمــا
تــأوبــنــي والليــل بـيـنـي وبـيـنـه
ومــيــض بـأطـراف الثـنـايـا تـضـرمـا
أجــد لي العــهــد القــديــم كــأنــه
أشــار بــتـذكـار العـهـود فـأفـهـمـا
عــجــبــت لمــرتــاع الجـوانـح خـافـق
بــكــيــت له خــلف الدجــى وتـبـسـمـا
وبــــت أرويــــه كـــؤوس مـــدامـــعـــي
وبـات بـطـاعـنـي الحـديـث عـن الحمى
وصــافـحـتـه عـن رسـم دار بـذي عـصـا
لبـسـت بـهـا ثـوب الشـبـيـبـة مـعلما
لعـهـدي بـهـا تدني الظباء أو انسا
وتـطـلع فـي آفـاقـهـا الغـيـد أنجما
أحــن إليــهـا حـيـث سـار بـي الهـوى
وأنـجـد رحـلي فـي البـلاد وأتـهـمـا