{ ❆اعلانات عشق الليالي ❆ ) ~ | |||||||||
|
|
|||
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا...2
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقوله -تبارك وتعالى-: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} الأحاديث التي أوردها المؤلف -رحمه الله-: قال -صلى الله عليه وسلم-: ((ومجامرهم الأَلُوَّة)) يعني: العود الهندي. وقوله -تبارك وتعالى-: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ} يقول: لم يذكر الجواب هنا {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}، أين الجواب؟ {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا} على كلام الحافظ ابن كثير -رحمه الله- هنا أن الجواب مقدر محذوف، وهو يقول هنا: لم يذكر الجواب هاهنا، وتقديره: حتى إذا جاءوها وكانت هذه الأمور من فتح الأبواب لهم إكراماً وتعظيماً، تلقتهم الملائكة الخزنة بالبشارة والسلام والثناء، لا كما تلقى الزبانية الكفرة بالتثريب والتأنيب، فتقديره: إذا كان هذا سعدوا، يعني هذا الجواب، {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} سعدوا وطابوا وسروا وفرحوا، فهذا باعتبار أنه مقدر، وهذا الذي عليه عامة أهل العلم، وإن اختلفت عباراتهم في المقدر، بعضهم يقول: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} دخلوها، ولا إشكال في ذلك ولا منافاة؛ لأن دخولهم يعني أنهم يسعدون فلا يشقون أبداً، أما على قول طائفة من النحاة وهم الكوفيون، وبه قال الأخفش، فإنهم يقولون: إن الواو زائدة، وليس في الآية حذف، فتكون هكذا: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا} {فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}، هذا الجواب، باعتبار أن الواو زائدة، وهم حينما يقولون: إن الواو زائدة يقصدون بذلك أنها زائدة إعراباً، وإلا فهم يقرون بأن الزيادة في المبنى زيادة في المعنى، هم لا ينكرون هذا، ومن ثَمّ فإنه لا يوجد في القرآن حشو، ولكن كل حرف فيه وكلمة فإنها تكون لمعنى، والأصل خلاف ذلك، وأما مسألة التعبير بالزيادة فقد أنكره طائفة من أهل العلم تأدباً؛ ولهذا يعبرون أحياناً عن الزيادة يقولون: صلة، ونحو ذلك، ويقول في المراقي: تواتر السبع عليه أجمعوا *** ولم يكن في الوحي حشو يقع. ما في حشو، فإطلاق الزيادة غير مناسب، لكن إذا فهم مرادهم أنهم يقصدون إعراباً فالأمر في ذلك يكون أسهل، لكن يحسن تأدباً أن لا يذكر هذا اللفظ. على قول الكوفيين أنه ليس هناك مقدر محذوف، وهذا يؤيده أن الأصل عدم التقدير، وأولائك يؤيد قولهم -إن الأصل عدم الزيادة- أن الأصل عدم التقدير. فقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}، فتحت أبوابها، القراءة الأخرى المتواترة لأبي عمرو وابن عامر وابن كثير {وفتِّحت أبوابها}، وكما سبق أن زيادة المبنى لزيادة المعنى، وأن ذلك -"فتِّحت"- إما باعتبار الكثرة، كثرة الأبواب أو الفتح، كما قال الله -عز وجل-: {وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ} [سورة يوسف:23]، مبالغة في الإغلاق أو لكثرة الأبواب، {وفتِّحت أبوابها}. قال الإمام الحافظ ابن القيم -رحمه الله- في قوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا}: "وتأمل ما في سوق الفريقين إلى الدارين زمرا من فرحة هؤلاء بإخوانهم وسيرهم معهم كل زمرة على حدة، كل مشتركين في عمل متصاحبين فيه على زمرتهم وجماعتهم، مستبشرين أقوياء القلوب كما كانوا في الدنيا وقت اجتماعهم على الخير، كذلك يؤنس بعضهم بعضاً ويفرح بعضهم ببعض، وكذلك أصحاب الدار الأخرى يساقون إليها زمراً يلعن بعضهم بعضاً ويتأذى بعضهم ببعض، وذلك أبلغ في الخزي والفضيحة والهتيكة من أن يساقوا واحداً واحداً، فلا تهمل تدبر قوله: {زُمَرًا} وقال خزنة أهل الجنة لأهلها: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} فبدءوهم بالسلام المتضمن للسلامة من كل شر ومكروه أي سلمتم فلا يلحقكم بعد اليوم ما تكرهون، ثم قال لهم: {طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} أي: سلامتكم ودخولها بطيبكم، فإن الله حرمها إلا على الطيبين، فبشروهم بالسلامة والطيب والدخول والخلود. وأما أهل النار فإنهم لما انتهوا إليها على تلك الحال من الهم والغم والحزن وفتحت لهم أبوابها وقفوا عليها، وزيدوا على ما هم فيه من توبيخ خزنتها وتبكيتهم لهم بقولهم: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ} فاعترفوا وقالوا: بلى فبشروهم بدخولها والخلود فيها، وإنها بئس المثوى لهم.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-06-2023, 06:53 AM | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
أَسْعَدَ اللهُ أَوََقَاتُكُمْ بِكُلُّ خَيْرٍ..
دَائِمَا تَبْهَرُونَا بَمَوٍآضيعكم الَّتِي تَفُوٍح مِنْهَا عِطْرَ الْإِبْدَاعِ وَالتَّمَيُّزِ، لَكَم الشُّكْرُ مِنْ كُلُّ قَلْبِيٍّ.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|