إخوة وأخوات ترك أبوهم منزلا من طوابق عدة،
بنى الوالد منها طابقا واحدا على الأرض
التى اشتراها لذلك،
ثم قام بعض الأبناء ببناء الطوابق الأخرى
لكنهم لم يكتبوها بأسمائهم،
فكيف تُقسم هذه التركة؟
د.محمد نبيل غنايم:
التركة الحقيقية للأب هى الأرض
والطابق الأول الذى بناه عليها،
أما بقية الطوابق فهى حق لمن بناها،
وعلى هذا يكون التقسيم
على إحدى طريقتين:
الأولى:
أن يُقدر ثمن العقار بكامل طوابقه،
ويأخذ الأبناء الذين بنوا طوابقهم
ما أنفقه كل منهم فى البناء،
ثم يقسم الباقى تقسيما شرعيا
بين الإخوة والأخوات
(لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ)،
لأن الأبناء لم يبنوا فى ملكهم،
وإنما على منزل وأرض لهم فيها شركاء،
فيكون فرق الغلو فى مقابل الأرض
والبناء على المنزل.
الثانية:
أن يُقدر ثمن الأرض فقط على
أنها فضاء، ويُقدر ثمن الطابق
الأرضى فقط، الذى بناه الوالد،
ويقسم هذا الثمن للأرض والطابق
الأرضى على الورثة الشرعيين،
أو بين الإخوة والأخوات:
(لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ)،
وتكون الطوابق الأخرى
لمن بناها لأنهم استأذنوا والدهم
فى البناء وأذن لهم،
ولا حق للآخرين فيها لأنهم
بنوها من أموالهم، ولم يسجلوها
بأسمائهم؛ حياء من الوالد
واحتراما له، فلا يكون ذلك سببا
فى خصومتهم ومنازعتهم
أو أكل أموالهم.
وفى كلتا الحالتين لابد من التسامح
والتراضى بينهم جميعًا،
فقد يظن الأبناء الذين لم يبنوا
مثل إخوتهم أن إخوتهم بنوا
فى غير ملكهم، فلا حق لهم
فى الانفراد به، وقد يظن الإخوة
البناة أن البناء كان من أموالهم
فلا حق لإخوتهم الآخرين فيما بنوه،
وهذا مما يجعل التراضى والتسامح
ضروريا بينهم.
والله تعالى اعلم
تحياتى وتقديرى
الدكتـور علـى