{ ❆اعلانات عشق الليالي ❆ ) ~ | |||||||||
|
|
|||
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||
هكذا حج الصالحون والصالحات (بحث مطول من عدة مشاركات)
اسم الكاتب: د. علي بن عبد الله الصياح التصنيف:مكتبة الحج إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. أما بعد: فإن للصالحين في الحج أحوالاً زكية وسيرا عطرة، وقد كانت تمر عليّ أثناء جمعي لمادة هذا الكتاب من كتب الآثار والسير وغيرها كانت تمر علي آثار أجدني مضطرا للوقوف عندها طويلا معجبا ومندهشا مما فيها: - من فقه سليم لحقيقة الحج ومقصده وحكمته وغايته. - ومن قوة في العبادة وصدق في الالتجاء والانطراح بين يدي الرب سبحانه وتعالى. - ومن صفا أرواح تستشعر قربها من الله في هذه الشعيرة العظيمة. - ومن إخاء ومحبة وبذل وعطاء.... وما مثلي ومثل هذه الآثار إلا كرجل دخل حديقة ذات بهجة؛ تأسر الناظر بكثرة ورودها المتنوعة، ورائحتها الجميلة، ويحتار المرء فيما يختار من هذه الورود التي فيها.. فالكل جميل!!. وأنت واحد هذا الاستشعار لحكمة الحج من لدن سلفنا الصالح منذ أول لحظة يحرمون فيها بالحج إلى أن يطوفوا طواف الوداع. وكل يتعبد الله بما يسر له بما لا يخرج عن دائرة اتباع الكتاب والسنة: فمن السلف من يُسِّرَ له الصلاة.. ومنهم من يسر له الإكثار من قراءة القرآن، ومنهم من يسر له الذكر والدعاء والبكاء من خشية الله.. ومنهم من يسر له العلم.. والدعوة.. ومنهم من يس له الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يعود إلى فقه المرء بنفسه وطاقتها وميلها.. وهذا الفقه مطلوب شرعا. لا أطيل عليك – أخي القارئ الكريم – وأدعك تعيش مع حج الصالحين... علك أن تضع لك برنامجا علميا وعمليا مستفيدا من سير هؤلاء الصالحين وأخلاقهم وأعمالهم... وينحصر الكلام على حج الصالحين في أمور: 1- «أعظم ما يلمس من هذه الآثار الواردة عن الصالحين في «الحج». 2- «الصالحون.. وكثرة الحج». 3- «الصالحون.. والحرص على لقاء العلماء والإخوان في الحج». 4- «الصالحون.. وقلة التّرفُّه في الحج». 5- «الصالحون.. وقلة الكلام في الحج إلا من ذكر الله عز وجل». 6- «الصالحون.. وقوة العبادة في الحج». 7- «الصالحون.. والكرم والبذل في الحج». 8- «الصالحون.. وماء زمزم». 9- «الصالحون.. ويوم عرفة». 10- «الصالحون.. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة للمسلمين في الحج». 11- «الصالحون.. وتمني أن يكون ختام حياتهم حجا». 12- «الصالحون.. وتأمل حكم الحج وأسراره ولطائفه». 13- «الصالحات.. والحج». 14- «صفة الحج كاملة». 15- «الصالحون والصالحات.. وختام حجهم».
|
08-03-2020, 08:33 AM | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
(1) أعظم ما يلمس من هذه الآثار الواردة عن الصالحين في الحج
( 1 ) أعظم ما يلمس من هذه الآثار الواردة عن الصالحين في الحج
أعظم ما نلمس في هذه الآثار الواردة في الحج: أ- عناية السلف بالتوحيد... ونبذ الشرك: نعم لا فائدة من حج لا يقوم على التوحيد.. ونبذ الشرك.. وفي كتاب الله «سورة الحج»، كلها تتحدث عن التوحيد والعبادة، ونبذ الشرك بجميع صوره، وتنعى على أولئك الذين يعبدون غير الله تعالى، أو يدعون من دونه ما لا يضرهم، ولا ينفعهم، بل يدعون من ضره أقرب من نفعه. إن من يقول - وهو متلبس بشعيرة من أعظم الشرائع - «مدد يا رسول الله» أو «مدد يا علي».. أو يذبح لغير الله، ويتوسل بالأولياء والصالحين.. ويدعوهم من دون الله.. لم يستشعر أن الحج شرع في الأصل لتوحيد الله عز وجل قال تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [الحج: 26]. ففي هذه الآية الكريمة «يذكر تعالى عظمة البيت الحرام وجلاله، وعظمة بانيه وهو خليل الرحمن، فقال: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ) أي هيأناه له، وأنزلناه إياه، وجعل قسما من ذريته من سكانه، وأمره الله ببنيانه، فبناه على تقوى الله، وأسسه على طاعة الله، وبناه هو وابنه إسماعيل، وأمره أن لا يشرك به شيئا، بأن يخلص لله أعماله، ويبنيه على اسم الله (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ) أي من الشرك والمعاصي، ومن الأنجاس والأدناس وإضافة الحرم إلى نفسه لشرفه وفضله، ولتعظم محبته في القلوب، وتنصب إليه الأفئدة من كل جانب، وليكون أعظم لتطهيره وتعظيمه، لكونه بين الرب (لِلطَّائِفِينَ) به والعاكفين عنده المقيمين لعبادة من العبادات من ذكر وقراءة وتعلم علم وتعليمه، وغير ذلك من أنواع القرب (وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) أي: المصلين، أي: طهره لهؤلاء الفضلاء الذين همهم طاعة مولاهم، وخدمته والتقرب إليه عند بيته، فهؤلاء لهم الحق ولهم الإكرام، ومن إكرامهم تطهير البيت لأجلهم، ويدخل في تطهيره تطهيره من الأصوات اللاغية والمرتفعة التي تشوش المتعبدين بالصلاة والطواف، وقدم الطواف – في هذه الآية – على الاعتكاف والصلاة لاختصاصه بهذا البيت، ثم الاعتكاف لاختصاصه بجنس المساجد». فلتوحيد أقيم هذا البيت منذ أول لحظة عرف الله مكانه لإبراهيم صلى الله عليه وسلم وأمره أن يقيمه على هذا الأساس: ألا تشرك بي شيئا. وقال تعالى في سياق آيات الحج (حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج: 31]. ففي هذه الآية الأمر بأن نكون «(حُنَفَاءَ لِلَّهِ) أي: مقبلين عليه وعلى عبادته معرضين عما سواه (غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ) فمثله (فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ) أي: سقط منها (فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ) بسرعة (أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) أي: بعيد، كذلك المشركون، فالإيمان بمنزلة السماء محفوظة مرفوعة، ومن ترك الإيمان بمنزلة الساقط من السماء عرضة للآفات والبليات، فإما أن تخطفه الطير فتقطعه أعضاءه، كذلك المشرك إذا ترك الاعتصام بالإيمان تخطفته الشياطين من كل جانب ومزقوه وأذهبوا عليه دينه ودنياه. وإما أن تأخذه عاصفة شديدة من الريح فتعلوا به في طبقات الجو فتقذفه بعد أن تنقطع أعضاؤه في مكان بعيد جدا».
|
|
|