رقية .. بنت يتيمة تقنع بما يكتبه لها الله و ما تجري به الاقدار توفيت امها و بعدة فترة و جيزة لحق بها ابوها . و لم يبقى لها الا اخوها محمود الدي يكبرها بسنتين .
ترك لها والدها و الي اخوها ما يغنيها عن حاجة الناس .. قامت رقية بدور الاخت و الام و الصديقة و ربت البيت لـــ اخيها محمود الدي قرر ان يوقف دراسته فعارضته بشدة و شجعته على مواصلت الدراسة بعد ان كاد ان يتركها حتى تحصل على الماجستير و من ثم الدكتوراء في الاقتصاد ..
و ها هو محمود اصبح اليوم موظف كبير في الدولة و اصبح ايضا من رجال السياسة .. و في ذات يوم .. قالت رقية الي اخيها : يا اخي انت تعلم انه تقدم لي عدة شباب للزواج ولكن انا ارفضهم حتى تصل انت الي مكانتك العلمية و مقامك الدي وصلت اليه .. و اليوم انا التي اطلب منك يا خي ان تتزوج لتكمل نصف دينك و افرح معك بأولادك .. لم يتردد الدكتور محمود في الرد على اخته و قال لها : اختاري انتي العروس و انا موافق . لم تتردد رقية ايضا في الاختيار فقد رأت صديقتها نعيمة الزوجة المناسبة لــ اخيها و ثم الزواج و اصبحت نعيمة زوجة اخيها . استمرت رقية مع اخيها و زوجة اخيها في البيت و كانها الخادمة تقوم بكل شي في البيت من الطهي الي غسل الملابس و التنظيف .. و لكن !! ... سبحان مقلب القلوب تضايقت نعيمة من وجود رقية بينهما في البيت .. لقد انقلبت نعيمة على صديقتها رقية التي كانت سبب في سعادتها و اصبحت تزرع في قلب زوجها محمود الكراهية لها شيا فشيا حتى نمت تلك البدرة الخبيثة في قلب محمود وصل الامر الي ان قام بضرب اخته و تعيرها ( بالعانس ) و في اخر الامر اجبرها على ان توقع له توكيل استطاع بموجبه الاستحواذ على كل ما ترك لهما والديهما خالص له و قام ببناء حجرة صغيرة لها قريبة من حجرة العساس بدر تعود اليها بعد ما تقوم بخدمة اخيها و زوجته . ووصلت بها الامور الي ان تلقي عليهما السلام فلا يرد عليها احد..
مسكينة رقية .. فقدت محبة اخيها بعد ما فقدة امها و ابيها و فقدت كل ما تملك من ارث امها و ابيها و لم يبقى لها في هذه الحياة الا تلك الوسادة التي تاوي اليها في الليل لتشتكي اليها بالدمع السخي و هي تحتظن صورة امها و ابيها الحنون ..
و ذات يوم طلبت نعيمة من رقية ان تحظر لهما فنجنان قهوة و شي من المرطبات الي شرفة المنزل بعد ان طلبت من زوجها ان يلحق بها الي الشرفة . و ما ان جلست في الشرفة القت نظرة الي مذخل البيت فرأت العساس بدر واقف من فتاة و يتحدت اليها ثم يحتضنها و قبلها على وجنتيها و راسها ثم ذهبت .
تارت ثائرتها من هذا المنظر و صاحت على زوجها محمود ان يحظر بسرعة . حظر محمود مسرعا و يتسأل ماذا هناك ما الامر حبيبتي فحكت له نعيمة ما رأته من العساس بدر . ضحكة محمود بصوت عالي .. وهي في دهشه و قالت له : هل ترى هذا الشي مضحك ؟ !! .. فقال لها نعم مضحك بالنسبة لي فقد توقعت من اختي هذه المصيبة التي بيننا عملت لك شي . اما الفتاة التي رأيتيها مع العساس بدر فهي اخته من امه و ابيه تاتي اليه كل اخر شهر ليعطيها جزء من مرتبه تعول به ابنائها .
استرسلت نعيمة قليلا ثم قالت له : هل هو متزوج ؟.. فقال لها : لا .. فقالت له ما رأيك لو نزوجه من رقية ؟ !! فقال لها و من يقوم باعمال البيت ؟ و اين يسكن فهو لا يملك منزل ؟ !! .. فقالت : ام البيت فاقوم به بنفسي او ناتي بخادمة اجنبية افضل منها بكثير اما السكن فاعطي رقية بيت الريف و قل لها هذا نصيبك من ميرات ابيك حتى لا يقول الناس انك اخدت نصيبها من الميراث . استحسن محمود الفكرة و و خاصة فكرة الميراث وفي ذات الوقت لا يريد ان يرفض طلب زوجته كما انه سوف يرتاح من مشاكل زوجته و اخته و قرر ان يعرض الموضوع على العساس بدر .
تعود الدكتور محمود اثناء ذهابه الي العمل ان يعطي العساس بدر النقود لشراء مستلزمات البيت . وفي صباح اليوم التالي قبل ان يعطيه النقود سأله : لماذا لم تتزوج الي حد الان يا بدر ؟ . فقال بدر : الزواج قسم و نصيب يا سيدي و لم اجد المال و لا الزواج و قهقه ضاحكا فضحك محمود هو ايضا و قال له : انا ازوجك يا بدر فانت صديقنا و جارنا في الريف و ابوك صديق ابي رحمة الله عليهما . توقع بدر ان محمود يمزح معه فقال له : بشرط تكون كل مصاريف الزواج عليك .. فضحك محمود و قال له و ايضا البيت و اثاته عليا ايضا . فقال بدر هات يدك يا سيدي .. فصافحه و قال توكلنا على الله على سبيل المزاح فقال محمود : اذن مبروك عليك فقد زوجتك اختي رقية يا بدر و سوف يكون يوم الخميس القادم زفافكما فحضر نفسك و كل ما يلزمك و يلزم اختي انا اوفره . ثم وضع النقود في يده و ورقة فيها مستلزمات البيت و ذهب و تركه . تفاجئ بدر من الكلام و عرف ان الموضوع جد و ليس مزح و لم يعرف ماذا يفعل ..
(انتظروني في الجزء التاني ) .. لنعرف ماذا فعل العساس بدر ..