نفحات قرآنية في سورتي الحديد والمجادلة
نفحات قرآنية
في سورتي الحديد والمجادلة
سورة الحديد
قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الحديد: 4]
قوله: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾، أي: علا وارتفع على العرش؛ استواءً يليق بجلاله، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة.
أما غيرهم فيؤولون ويقولون: ﴿ اسْتَوَى ﴾ بمعنى: استولى، ويقال لهؤلاء: أليس الله كان قبل ذلك مستولياً على كل شيء بما في ذلك العرش؟
••••
قال تعالى: ﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 27]
قوله: ﴿ مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ ﴾، يعني: أن الذي كتبنا عليهم هو ابتغاء رضوان الله، أي: الأعمال الصالحة التي توصل إلى رضوان الله مع الناس وليس الانعزال.
••••
سورة المجادلة
قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾ [المجادلة: 2]
الظهار: هو أن يقول الزوج لزوجته: أنت عليَّ كظهر أمي أو أختي، أي: يحرمها على نفسه، وكان هذا معمولًا به في الجاهلية؛ فيعلقها كيف شاء إلى ما يشاء، وقد جاء الإسلام بتحريم ذلك.
ولهذا من فعل ذلك يُعطى مهلة أربعة أشهر، فإن عاد لرشده وكَفَّر وجامعها بقيت في ذمته، أما إن مضت الأربعة أشهر ولم يُكَفِّر أو يجامع فيحكم القاضي بطلاقها. والكفارة هي التي ذكرت في الآيتين التاليتين لهذه الآية.
••••
قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11]
قوله: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا ﴾، أي: إذا قيل لكم: انهضوا وقوموا من مجلسكم لسبب من الأسباب فعليكم أن تبادروا بفعل الأمر، وتستجيبوا لتحقيق المصلحة العامة.
الشيخ محمد بن صالح الشاوي
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|