أزمنة التسبيح في القرآن (أزمنة النهار)
1- النهار، أطراف النهار.
ورد زمن "النهار" في القرآن الكريم سبعًا وخمسين مرة، وورد زمنًا للتسبيح في موضعين منها مع "الليل".
وورد في موضع منها مضافًا إليه "أطراف" بالجمع مع "قبل طلوع الشمس، وآناء الليل، وأدبار السجود". وفي موضع آخر بالتثنية "طرفي النهار" مع "زلف من الليل".
والنّهار: ضد الليل، وهو اسم لكل يوم، قال ابن فارس: ((النَّهار: انفِتاح الظُّلمة عن الضِّياء: ما بين طُلوع الفجر إلى غروب الشَّمس))، قال ابن سيده: ((قيل: من طلوع الشمس إلى غروبها))، وهذا على القول بأن الليل ينتهي بطلوع الشمس.
وطرفا النهار: الصُّبح والعَشِيّ، وصلاتهما: الفجر في طرف الصبح، والظهر والعصر في طرف العشي.
وأطراف النهار: ساعاته. وقيل: أراد طرفيه، فجمع.
2- الصُّبْح.
وردت مادة (صبح) دالة على زمن "الصُّبْح" في القرآن الكريم في ثلاثة وعشرين موضعًا، بصيغ مختلفة، فعلية واسمية. وورد هذا الزمن مع التسبيح فعلاً مضارعًا بلفظ "تصبحون" في سورة الروم (17) مع أزمان "المساء، والعشي، والظهر".
ووقت الصُّبْح، أو الصَّبَاح: أول النهار، من طلوع الفجر، حيث يبدو ضَوْء الصَّباح، إلى طلوع الشمس. هذا الأصل في تسمية الصبح، وربما أطلق إلى الزوال. وتسمى صلاة الفجر بالصُّبْح، وفي الحديث عن النبي r: «صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى»، وفي الحديث عن النبي r: «أَصْبِحُوا بِالصُّبْحِ؛ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لأُجُورِكُمْ».
3- الغُدُوّ.
ورد هذا الزمن بلفظ "الغدو" في القرآن في خمسة مواضع، في ثلاثة منها مع زمن "الآصال"، وفي موضع مع "العشي"، وفي موضع مع "الرَّوَاح".
وورد بلفظ "الغداة، والغُدْوة" على قراءتين في موضعين, وكلاهما جاء الزمن مع زمن "العَشِيّ".
ووقت الغُدُوّ: ما بين الفجر وطلوع الشمس. وهو وقت "الغُدْوة" و"الغَدَاة"، قال ابن فارس: ((الغين والدال والحرف المعتل: أصل صحيح يدل على زمان. من ذلك: الغُدُوّ، يقال: غَدَا يَغْدو، والغُدْوة، والغَدَاة)).
وقيل: الغُدُوّ: جمع "غُدْوة"، وتجمع أيضًا على: غَدَوات، وغُدَى، كما ذكر في العين.ويرى ابن فارس أن ((جمع الغُدوة: غُدَى، وجمع الغَداة: غَدَوات)). وقال الفيروزأبادي: ((الغُدْوَةُ بالضمِّ... كالغَداةِ والغَدِيَّةِ، ج: غَدَوات، وغَدِيَّات، وغَدايا، وغُدُوٌّ. ولا يقال: غَدايا إلا مع عَشايا)).
و"الغُدُوّ" أيضًا: السير في ذلك الوقت، كما أن "الرَّواح" لآخر النهار، قال الله تعالى: ﭽﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮥﭼ[سبأ: ١٢].
4- البُكْرة، الإبكار، الأبكار.
ورد هذا الزمن بلفظ "بُكْرة" في سبعة مواضع من القرآن: في موضعين مع "العشي"، وفي أربعة مع "الأصيل"، وفي موضع وحده.
وورد بلفظ "الإِبْكار، الأَبْكار" على قراءتين في موضعين، وكلاهما جاء الزمن مع زمن "العَشِيّ".
ووقت "البُكْرة" هو وقت "الغُدْوة، والغَدَاة"، كما نص على ذلك أهل اللغة، وهو: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، قال في العين: ((البُكَر: جمع البُكرَة، وهي: الغداة))، وتجمع على أَبْكار. و"الإِبْكار" اسم للبُكْرة، كالإِصْباح للصُبْح. ويقال للسير في ذلك الوقت: الإِبْكار. والمضيّ فيه: التّبكير، والبُكُور، والابتكار، وقال الأزهري: ((والبُكور، والتبكير: الخروج في ذلك الوقت. والإبكار: الدُّخول في ذلك الوقت))، ويرى سيبويه أنه مصدر أَبْكَر، كما في اللسان والتاج، قال الجوهري: ((وقوله تعالى: (بالعشي والإبكار) وهو فعل يدل على الوقت وهو البكرة، كما قال: (بالغدو والآصال) جعل الغدو وهو مصدر، يدل على الغداة)).
5- قبل طلوع الشمس.
ورد في موضعين من القرآن مع "قبل طلوع الشمس".
وهو وقت الغُدْوة، والبُكْرة.
6- الإشراق.
ورد هذا الزمن بهذا اللفظ في موضع واحد مع "العشي". وورد في موضعين بلفظ "مشرقين".
وهو: وقت شروق الشمس.
7- الظهر.
ورد هذا الزمن بلفظ "الظهيرة" في سورة النور حينما عدّد الأوقات التي لا يدخل الأطفال فيها على آبائهم، وهي: قبل صلاة الفجر، والظهيرة، وبعد صلاة العشاء. وورد في سورة الروم فعلاً "تظهرون" مع أزمان "المساء، والصباح، والعشي".
ووقت الظُّهْر: من زوال الشمس إلى العصر. وأَظْهَر، أي: دخل فيه. وقيل: الظهيرة: شدة الحرّ نصف النَّهار، ولا يقال في الشِّتاء ظَهيرة، وإنما ذلك في القيظ.
8- العشي.
ورد هذا الزمن في القرآن بلفظ "عَشِيّ" في عشرة مواضع، وبلفظ "عَشِيّة" في موضع واحد.
وقد ورد في تلك المواضع مع "الإبكار" في موضعين، ومع "البُكْرة" في موضعين، ومع "الغداة" في موضعين. ومع "الغدو" في موضع. ومع "الصباح، والمساء، والظهر" في موضع. ومع "الإشراق" في موضع. ومع "الضحى" في موضع. وفي موضع وحده.
و"العَشِيّ" يطلق على الوقت من زوال الشمس إلى غروبها، فيدخل فيه وقتا الظهر والعصر، كما ذكر ذلك الأزهري، قال: ((أمّا العَشِيّ فإن المنذري أخبرني عن أبي الهيثم أنه قال: إذا زالت الشمس دُعي ذلك الوقت العشيّ، فتحول الظل شرقياً وتحولت الشمس غربية. قلت: وصلاتا العشِيّ هما الظهر والعصر... قلت: ويقع العَشِيّ على ما بين زوال الشمس إلى وقت غروبها، كل ذلك عَشيّ، فإذا غابت الشمس فهو العِشاء))، واستدل على ذلك بحديث ابن سيرين قال: سمعت أبا هريرة t يقول: صلى بنا رسول الله r إحدى صلاتي العشي، إما الظهر وإما العصر... الحديث. ومثله حديث عبد الله بن شداد عن أبيه t قال: خرج علينا رسول الله r في إحدى صلاتي العشي: الظهر أو العصر، وهو حامل الحسن أو الحسين... الحديث.
ومما جاء في الدلالة على أن العشي من بعد الزوال قول ذي الرمة: