جهاد الصحابة وتخصصهم
هؤلاء الذين فتحوا الأمصار، وأخبر النبي ﷺ أنها ستفتح لأجل الصحابة، ولأجل من صحبهم، ولأجل من صحب من صحبهم، أفضلية القرون الثلاثة الأولى، مكانتهم عند الله عظيمة، فإن الله تعالى أحيا والد جابر، وكلمه كفاحاً بعدما استشهد، وقال: " يا عبدي، تمن علي أعطك، قال: يا رب تحييني، فأقتل فيك ثانية، قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني: أنهم إليها لا يرجعون ، ونزلت الآية: وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ سورة آل عمران:169" ، الآيات في هذه السورة العظيمة بعد سياق شيء من أحداث غزوة أحد، والحديث في الترمذي، وهو صحيح.
وأمر الله تعالى نبيه ﷺ أن يقرأ سورة: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا سورة البينة:1، على أبي بن كعب، قال أبي: "وسماني لك، الله سماني لك، قال: نعم ، فبكى" أبيٌّ رضي الله تعالى عنه تأثراً وسروراً وفرحاً، وخشية من عدم شكر النعمة.
عباد الله، لقد كمل الصحابة بعضهم بعضاً، وكانوا متخصصين في أمور، وجامعين لخصال الخير، فأرحم الأمة بها أبو بكر الصديق، وأشدها في الله عمر، وأصدقها حياءً عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤها لكتاب الله أبي، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ، وما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر رضي الله تعالى عنه، كما جاء ذلك في الأحاديث الصحيحة.
وابن مسعود صاحب السر الذي يدخل على النبي ﷺ دون استئذان، وكذلك عمار الذي أجاره الله على لسان رسوله ﷺ، وحذيفة مستودع سر أخبار المنافقين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|