قصص من التراث العراقي /قصة حب سعدة وسعدون

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

في ريف مدينة العماره الجميل وفي ستينات القرن الماضي كانت هناك قريه تحمل اسم (المجر) اصبحت فيما بعد قضاء (المجر الكبير) اهل القريه اناس @};-بسطاء يعملون في فلاحة الارض@};-
وكانت في القريه مدرسه ابتدائيه مبنيه من القصب والبردي والطين وفيها معلم من اهل المنطقه( اسمه سعدون)
وسعدون هذا شاب مثقف وشاعر وكانت عائلته تتكون من والدته واخته سالمه
سعدون كان يذهب في كل صباح الى المدرسه وعند عودته منها يمر على مزارع الفلاحين فيلقي التحيه ويردون بافضل منها وقد لفت نظره وشغل سمعه صوت نسائي يرد عليه( بهلا ومرحبا) فسال اخته سالمه عن ذلك الصوت الذي لم يفارق مسامعه ابدا فقالت انه صوت( سعده) وهي من اجمل بنات قريه( المجر) في حينها
تطور الموضوع بين سعدون وسعده من نظره الى ابتسامه وموعد الى بركان من حب مجنون وقد كلف سعدون اخته سالمه ان تنقل رساله الى سعده كتب فيها

من سعدون اودي اليوم
حب ويوصل لسعده
هاي اجمل بنات الناس
حلوه وتشبه الورده سعده ويااعز مخلوق
كلبي غيرج شعنده
متهمني الدنيا اليوم
وزماني شجاب وشوده
احبج اني لون عمري
على السبعين يتعدى
وقد حملت سالمه تلك الرساله الى سعده وعندما قرات سعده تلك المشاعر الي غزت حروف الشعر تلك سالت دموعها وكتبت جوابا لسعدون تقول فيه
الك اشكي انه ياسعدون
وعلى خدودي الف دمعه
على البعد بعد مااصبر
وسري وين انه اودعه
انه ابجي عليك ياهواي
واختك صوتي تسمعه
ولا ابطل ابجاي عليك
من السبت للجمعه



وفي يوم من الايام شاء القدر ان تحب سالمه شاب من القريه يدعى (سعدي) فكان حب من اول نظره كما احب اخيها حينما صوت( سعده)
تطورت قصة الحب تلك وصارت حديث اهل القريه واصبحت سالمه تكتب الشعر من شدة تعلقها (بسعدي) فهو الحب الاول الذي غازل عينيهاكما يغازل (دجله) قريه( المجر) كل صباح فانشدت تقول
مري اشلون صار الشوك
كلي اشجابك لحدي
وانه العايشه من سنين
بين القصب والبردي
كاني وداعتك والله
اعرفك انه من مهدي
حبيبي ويا اعز الناس
تسوى الدنيا يا سعدي
وياتيها الجواب من ذلك القلب الي بات لا يعرف سواها
دون هاي الناس كلها
روحي بسمج هايمه
ادعي من الله ياحلوه
الي دومج دايمه
دوم بيج انه احلم واحلم
وبيه انت حالمه
انه واهلي وكل عمامي
فدوه الج ياسالمه
ارسل سعدون الاهل لخطبة سعده وتكللت قصة حبها بالزواج
لكن في احد الايام وبينما كان سعدون جالس في مضيف احد شيوخ العشائرتطرق شخص الى قصة سالمه وسعدي بتلقائيه ولم يكن يعلم ان سعدون اخو سالمه
هنا جن جن جنون سعدون وحمل مسدسه وواجه سالمه فاخبرته بقصة عشقها لسعدي فوضع المسدس في راسها وقبل ان يهم باطلاق الرصاص
قالت سالمه
يخويه بس الك هالشوك
ها يالجننتك سعده
اخيتك مثلك اليوم اخذها الشوك وتعده
حبل شوكي انه لسعدي
وكلبي وداعتك عنده
عاوني يخي سعدون
وبيدك هالحبل شده
هنا ترك سعدون مسدسه وتذكر موقف اخته سالمه معه حينما كان يعيش قصته مع سعده وتذكر تلك اللوعه التي كادت ان تقتله فاحتضن اخته وارسل في طلب سعدي واخبره بان ياتي باهله ويخطب سالمه وهو يقول

شجاني ونكرت فضلج
يخيتي الغالي الطيبه
الحب مو ملك احد
الحب ماينعرف دربه
واليحب ويمرمره الشوك
موبيده تره بكلبه

:((هنيئا الج حب سعدي ولج ياخيتي يا حبيبه:((

غزل بغداد ,أميرة الشموخ ,الريم معجبون بهذا