{ ❆اعلانات عشق الليالي ❆ ) ~ | |||||||||
|
|
|||
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
جفاف
صحت من نومها .. جلست على حافة سريرها .. لا شيء يتوضح أمامها ،الغبش يلف غرفة نومها .. في نفسها تحرك سؤال استعصى على لسانها الثقيل في فمها: ـ لماذا صحوت ؟ من دقيقتين كانت تحلم ، تبدد ما رأته في حلمها ، استغربت من شبح اسود كان يقرأ رسالة فوق مكتبها ..نسيت لمن كتبتها قبل أن تنام .. ..طليقها ..لا.. آخر من تفكر فيه .. كلمة واحدة اليه تحرك رغبته في العودة ..بلاكرامة .. لا تريده ..جلاد بالنهار .. حقير فاشل بليل .... طفل لم يبلغ الرشد ..يحوله السكر صبيا ضاعت منه حلوى .. قامت الى الشبح وكأنها تمشي في حلم، وضعت يدها على كتف الشبح ، استدار واليها التفت ، وجدته رجلا وسيما ، بوجه باسم ، راقتها عينه الغمازة بسحر ، كأنه كان يراودها عن قبلة ، هي نفسها اشتهتها ..قربت خدها منه ، لئيم بدل القبلة هبر عضة ، آلمتها ..لكن كانت بألم لذيذ ، سرى الألم دبيبا في كل أطرافها .. ضحكت ..وتمنت لو يطلب أخرى، ابتسم بكبر وغادر المكان... شيعته بعيون تتوسل عودته .. تنهدت وهي تمضغ لذة الهبرة .. عادت لسريرها ...صحت .. فتحت عينيها .. حملقت في سقف الغرفة ..كل شيء ضبابي.. عاودها النوم، رمت راسها على وسادتها فحلمت .. تحرك عقلها بتفكير : ــ كم يلزمها من وقت لتستعيد زمن الحلم الأول؟ ... تمنت أن يعود : كل ذرة فيها تستغيت !! .. ـ كم أنا جشعة ، طماعة ..أو ربما متيمة عاشقة..لكن بمن ولمن؟ ! ... أحست شيئا يسري في ظهرها ..بين نهديها .. يمتد السريان الى بطنها ،.. لفت ساقا بساق .. أمامها ظهر الشبح .. هو نفسه يعاود الظهور ..رأته يضحك ..هل يشمت بها ؟..نومت عينيها وقالت :تعال ! .. أنا لك .. قهقه ثم استدار .. فتح الباب وخرج .. كم يثيرها .. ايقنت هشاشة نفسها ،جفاف وحدتها ، احساسها العميق أنها في أمس الحاجة الى رجل.. لكن ، ليس أي رجل ، أرادت ذلك الشبح ، هو فقط من تريد..نوع من الغبن يهيمن على نفسها ، صارت عيونها ترغب دموعا .. تبلل جفافها ، تعيد طهرها الذي افتقدته .. كأن هشيما على اشفارها قد وقع... ...كطفلة صغيرة فركت عينيها بكلتي يديها .. حين توقفت تناهت اليها موسيقى صاخبة انطلقت للتو ..لعنت صاحبها أو صاحبتها ..قالت في غيظ وحسرة : ـ ماعادت الموسيقى غذاء للروح ..جف رواؤها ، فقدت فحولتها كرجال اليوم.. جذب وهدير..بلا مقومات للرجولة ...جفاف القوة والنبض ..
قفلت النافذة وهي تسائل نفسها : لماذا صار الغير لا يحس لك بوجود ؟ تذكرت عبارة كان طليقها يحاول ان يلبسها وزرها :" انت ِعاقر" ... ضحكت .." وهل كان هو رجلا حتى يميز بين العاقر والولود ؟ سنة ونصف من زواج ولازالت بكرا ..وما نفع في الزوج مرهم ولا حبات .. كم تسخر من نفسها .. الصور تترى..تستعيد ليلة دخلتها .. حين جعلها طليقها تحته يوم زفافهما، ضاغطا بجسده على صدرها ، خلت نفسها نعجة تتأهب لذبح..خائفة ، تترنح وهي تنتظر سكينه ، عصاه ، اصبعه حتى ، تترقب دماءها .. لا ألم ولا دفء ..جفاف .. لم يحاول أن يهدئ من غليان نفسها ولو بقبلة ،كان عاطفة من جفاف ..كتلة لحمية بلا روح .. همدت ..وصار الزوج من يخور كثور مذبوح .. يزفر جفاف رجولته المفقودة ، لا شيء لديه يثير خوفا..صبي لم يختتن بعد.. .. انقلب على السرير فأراح صدرها من ثقله ، وماعاد يصلها غير شخيره .. تلمست باناملها موضع الذبح .. جفاف ... النمل وحده يغلي على ضفاف المكان ....وبقيت عفتها .تبكي جفافها ... .. كنست صورة تبدت لناظرها ... الشبح ... لا مقارنة.. .. لكن ابقت على لذة ألم باغتتها .. رفعت راسها الى ساعة الحائط .. كانت كلاعب يركض في سباق ، تتحرك كما يتحرك ا الألم في صدرها وبين فخديها ، سريعا ، قويا دفاقا ..بلل، ماء يخفف من قسوة الجفاف ... ثلاجة المطبخ ليس فيها غير فاكهة .. ربما مع فنجان قهوة قد تخمد المها وجوعها ..تثاقلت حواسها .. كانها تخدرت .. منذ طلاقها ما تناولت في البيت أكلا .. فلا أحد في البيت يعد أكلا ، أمها سلمتها الى الزوج ثم ماتت بعد شهرين ؛ أما ابوها فلا تعرفه ..مات قبل مولدها ... الاكلات السريعة في مطعم الحي كانت هي ما يسد رمقها .... أسرعت لدولاب الملابس ، غيرت ملابسها ، ثم الى الشارع هرولت ،لترتمي على أول مقعد في المطعم ، طلبت فطورا .. لا ليس فطورا واحدا .. فقد عاد الشبح بلا إذن جالسها ... بادلته الابتسام ، ونسيت ألمها ،جوعها .. نسيت يتمها .. نسيت شبه رجل من فشله ، من عناده ، من وهمه ذاقت حرمانها ..ارتدت جفافها ..حرقة سنة ونصف من عمرها .. .. هو كما هو يبتسم .. احست يده من تحت الطاولة تمتد لركبتيها .. انفرجت شفاهها لتقول له :توقف ... كما انفرجت ركبتاها من نغلات الجفاف.. لم تجده .. رحل وبقي اثر الحضور.. جفاف
|
09-12-2020, 12:02 AM | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
سلم الله يمنااك
ع روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودامت لنا روعة مواضيعك كلنا شوق لجديدك القادم لروحك اكاليل الورد
|
|
|