تثبيت موضع مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام:
مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو الحجر الذي وقف عليه النَّبيُّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام عند بنائه للكعبة، وفيه غاصت قدماه، وتركت آثارًا باقيةً إلى اليوم. قال أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه: «رَأَيْتُ الْمَقَامَ فِيهِ أَصَابِعُهُ[1]، وَأَخْمَصُ قَدَمَيْهِ، وَالْعَقِبُ، غَيْرَ أَثَرٍ أَذْهَبَهُ مَسْحُ النَّاسِ بِأَيْدِيهِمْ»[2]. وهو المقام الذي يجعله المسلمون بينهم وبين الكعبة عند صلاة ركعتين في المسجد الحرام بعد الطواف. عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: «لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ مَكَّةَ دَخَلَ المَسْجِدَ، فَاسْتَلَمَ الحَجَرَ، ثُمَّ مَضَى عَلَى يَمِينِهِ، فَرَمَلَ ثَلَاثًا، وَمَشَى أَرْبَعًا، ثُمَّ أَتَى المَقَامَ، فَقَالَ: «﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: 125]»، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَالمَقَامُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ البَيْتِ..»[3].
ولقد ثبَّت عمر بن الخطاب رضي الله عنه مقامَ إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مكانه المعروف اليوم، وكان أحد السيول قد قذف المقام بعيدًا عن موضعه، واختلف الرواة في تحديد وقت هذا السيل، وهل هو سيلٌ أو سَيْلان!
ذهب فريقٌ من الرواة إلى أنَّ هناك سَيْلَيْن؛ الأوَّل كان في زمان الجاهليَّة، وهذا غيَّر مكانَ المقام الذي كان عليه أيَّام إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وجعله ملتصِقًا بالكعبة، أو جعله العربُ ملتصقًا بالكعبة لكي يحمونه من السيول الأخرى، وعلى هذه الرواية فإن المقام كان في عهد الرسول ﷺ في المكان المتغيِّر المـُلْصَق بالكعبة، ولم يشأ الرسول ﷺ أن يعيده إلى مكانه الأول لأن العرب ألفوا موضعه الجديد[4]، وظلَّ كذلك في عهد أبي بكر رضي الله عنه، وصدرًا من خلافة عمر رضي الله عنه، ثمَّ أتى سيلٌ ثانٍ فحمله عن موضعه، فأعاده عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه إلى المكان الأوَّل الذي كان عليه أيَّام إبراهيم عليه الصلاة والسلام؛ لأنَّه كان يعلم أنَّ الرسول ﷺ يُحبُّ ذلك، وإلى هذا الرأي يذهب الإمام مالك.
قَالَ مَالِكٌ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه لَمَّا وُلِّيَ وَحَجَّ وَدَخَلَ مَكَّةَ، أَخَّرَ الْمَقَامَ إلَى مَوْضِعِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ الْيَوْمَ، وَقَدْ كَانَ مُلْصَقًا بِالْبَيْتِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَعَهْدِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، وَقَبْلَ ذَلِكَ، وَكَانُوا قَدَّمُوهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَخَافَةَ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ السَّيْلُ، فَلَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ رضي الله عنه أَخْرَجَ أُخْيُوطَةً[5] كَانَتْ فِي خِزَانَةِ الْكَعْبَةِ قَدْ كَانُوا قَاسُوا بِهَا مَا بَيْنَ مَوْضِعِهِ وَبَيْنَ الْبَيْتِ إذْ قَدَّمُوهُ مَخَافَةَ السَّيْلِ، فَقَاسَهُ عُمَرُ رضي الله عنه فَأَخَّرَهُ إلَى مَوْضِعِهِ الْيَوْمَ، فَهَذَا مَوْضِعُهُ الَّذِي كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَعَلَى عَهْدِ إبْرَاهِيمَ[6].
أمَّا الفريق الآخر من الرُّواة -وإليه أميل- فيرى أنَّ السَّيل واحدٌ، وأنَّه كان في زمان عمر رضي الله عنه، وأنَّ مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان في موضعه الذي هو فيه من أيَّام إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ومرورًا بعهود الجاهليَّة كلِّها، وانتهاءً بعهد رسول الله ﷺ، وأبي بكر رضي الله عنه، وصدرًا من خلافة عمر رضي الله عنه، ثم حدث سيلٌ في زمن عمر رضي الله عنه، فحمل المقام بعيدًا عن موضعه الأصلي، فجاء عمر رضي الله عنه مسرعًا من المدينة، وأعاده بمعرفة بعض الصحابة إلى الموضع الذي كان عليه أيَّامَ النَّبيِّ ﷺ. تؤيِّد هذه الرؤية الرِّوايات التفصيليَّة الآتية:
أخرج الأزرقي[7] بسنده في أخبار مكَّة عن ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: «مَوْضِعُ الْمَقَامِ هَذَا الَّذِي هُوَ بِهِ الْيَوْمَ هُوَ مَوْضِعُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَفِي عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ، وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ب، إِلَّا أَنَّ السَّيْلَ ذَهَبَ بِهِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رضي الله عنه، فَجُعِلَ فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ حَتَّى قَدِمَ عُمَرُ رضي الله عنه فَرَدَّهُ بِمَحْضَرِ النَّاسِ»[8].
وأخرج الأزرقي أيضًا عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الْأَشْرَسِ، قَالَ: «كَانَ سَيْلَ أُمِّ نَهْشَلٍ[9] قَبْلَ أَنْ يَعْمَلَ عُمَرُ رضي الله عنه الرَّدْمَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَاحْتُمِلَ الْمَقَامُ مِنْ مَكَانِهِ فَلَمْ يَدْرِ أَيْنَ مَوْضِعُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه سَأَلَ مَنْ يَعْلَمُ وَضْعَهُ؟ فَقَالَ الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ رضي الله عنه: أَنَا يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ قَدْ كُنْتُ قَدَّرْتُهُ وَذَرَّعْتُهُ بِمِقَاطٍ[10]، وَتَخَوَّفْتُ عَلَيْهِ؛ هَذَا مِنَ الْحِجْرِ إِلَيْهِ، وَمِنَ الرُّكْنِ إِلَيْهِ، وَمِنْ وَجْهِ الْكَعْبَةِ إِلَيْهِ، فَقَالَ: ائْتِ بِهِ، فَجَاءَ بِهِ فَوَضَعَهُ فِي مَوْضِعِهِ هَذَا، وَعَمِلَ عُمَرُ رضي الله عنه الرَّدْمَ عِنْدَ ذَلِكَ»[11].
وأكَّد ذلك الفاكهي بسندٍ ضعيفٍ في أخبار مكَّة عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: «كَانَ الْمَقَامُ فِي مَوْضِعِهِ الَّذِي هُوَ بِهِ الْيَوْمَ، وَكَانَتِ السُّيُولُ قَبْلَ أَنْ يُحَصَّنَ الْمَسْجِدُ تَدْخُلُهُ، فَتَدْفَعُهُ مِنْ مَوْضِعِهِ وَتُخْرِجُهُ، حَتَّى جَاءَ سَيْلٌ عَظِيمٌ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَدَفَعَهُ حَتَّى أَلْصَقَهُ بِالْكَعْبَةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رضي الله عنه فَخَرَجَ عُمَرُ رضي الله عنه فَزِعًا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ وَهُوَ يُرِيدُ إِعَادَتَهُ إِلَى مَوْضِعِهِ الَّذِي كَانَ فِيهِ، فَطَلَبَ عِلْمَ ذَلِكَ، فَجَاءَهُ الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ رضي الله عنه، وَكَانَ مُسِنًّا، بِذَلِكَ»[12].
بل ذكر الأزرقيُّ في أخبار مكَّة روايةً صحيحةً عن الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ رضي الله عنه، وهو الصحابي الذي أشار على عمر رضي الله عنه بموضع المقام، وفيها قال الْمُطَّلِبُ رضي الله عنه: كَانَتِ السُّيُولُ تَدْخُلُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ الْكَبِيرِ قَبْلَ أَنْ يَرْدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه الرَّدْمَ الِأَعْلَى، وَكَانَ يُقَالُ لِهَذَا الْبَابِ بَابُ السَّيْلِ، قَالَ: فَكَانَتِ السُّيُولُ رُبَّمَا دَفَعَتِ الْمَقَامَ عَنْ مَوْضِعِهِ، وَرُبَّمَا نَحَّتْهُ إِلَى وَجْهِ الْكَعْبَةِ، حَتَّى جَاءَ سَيْلٌ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يُقَالُ لَهُ سَيْلُ أُمِّ نَهْشَلٍ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِأُمِّ نَهْشَلٍ أنَّه ذَهَبَ بأمِّ نَهْشَلٍ ابْنَةِ عُبَيْدَةِ بْنِ أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ[13]، فَمَاتَتْ فِيهِ، فَاحْتَمَلَ الْمَقَامَ مِنْ مَوْضِعِهِ هَذَا، فَذَهَبَ بِهِ حَتَّى وُجِدَ بِأَسْفَلَ مَكَّةَ، فَأُتِيَ بِهِ فَرُبِطَ إِلَى أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فِي وَجْهِهَا، وَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه، فَأَقْبَلَ عُمَرُ رضي الله عنه فَزِعًا، فَدَخَلَ بِعُمْرَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَقَدْ غَبِيَ[14] مَوْضِعُهُ وَعَفَاهُ السَّيْلُ، فَدَعَا عُمَرُ رضي الله عنه بِالنَّاسِ، فَقَالَ: «أَنْشُدُ اللهَ عَبْدًا عِنْدَهُ عِلْمٌ فِي هَذَا الْمَقَامِ». فَقَالَ الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيُّ رضي الله عنه: أَنَا يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عِنْدِي ذَلِكَ، فَقَدْ كُنْتُ أَخْشَى عَلَيْهِ هَذَا، فَأَخَذْتُ قَدْرَهُ مِنْ مَوْضِعِهِ إِلَى الرُّكْنِ، وَمِنْ مَوْضِعِهِ إِلَى بَابِ الْحِجْرِ، وَمِنْ مَوْضِعِهِ إِلَى زَمْزَمَ بِمِقَاطٍ، وَهُوَ عِنْدِي فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: «فَاجْلِسْ عِنْدِي». وَأَرْسِلْ إِلَيْهَا، فَأَتَى بِهَا فَمَدَّهَا فَوَجَدَهَا مُسْتَوِيَةً إِلَى مَوْضِعِهِ هَذَا، فَسَأَلَ النَّاسَ وَشَاوَرَهُمْ، فَقَالُوا: نَعَمْ هَذَا مَوْضِعُهُ. فَلَمَّا اسْتَثْبَتَ ذَلِكَ عُمَرُ رضي الله عنه وَحَقَّ عِنْدَهُ، أَمَرَ بِهِ فَأَعْلَمَ بِبِنَاءٍ رَبَّضَهُ[15] تَحْتَ الْمَقَامِ، ثُمَّ حَوَّلَهُ فَهُوَ فِي مَكَانِهِ هَذَا إلى الْيَوْمَ قَالَ: وَرَدَمَ عُمَرُ رضي الله عنه الرُّدُومَ الْأَعْلَى بِالصَّخْرِ وَحَصَّنَهُ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَلَمْ يَعْلُهُ سَيْلٌ بَعْدَ عُمَرَ رضي الله عنه حَتَّى الْآنَ[16].
وقد ذكر ابن حجر في الفتح أنَّ أسانيد الأزرقيِّ بخصوص تحديد مكان مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام صحيحة[17].
ولعلَّ بعض القرَّاء يسأل عن سرِّ سؤال عمر رضي الله عنه عن مكان مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع أنَّه رضي الله عنه من مكَّة، وعاش دهرًا طويلًا يرى هذا المقام، ومن المؤكَّد أنَّه يعرف مكانه، والجواب أنَّه يريد مكانه تامَّ الدِّقَّة، فلا يبعد عنه قيد أنملة؛ لأنَّه يعلم أنَّ مكانه هذا توقيفيٌّ، وهو مرتبطٌ بعملٍ من أعمال الطواف، والعمرة، والحج، وهو صلاة ركعتين خلفه كما أشرنا من قبل، فلا يريد له أن يتزحزح عن مكانه للأمام أو الخلف، أو لليمين أو اليسار، ولو بأيسر المقادير، ولذا سأل عن رجلٍ يكون قد أخذ المقاييس التي تضبط مكانه الأصلي.
أيضًا في رواية المطَّلب بن أبي وداعة رضي الله عنه نجد أنَّه كان يخشى من حدوث هذا التَّحويل لمكان المقام، فقام بقياس المسافة بينه وبين عدَّة نقاطٍ في الكعبة ليتمكَّن من تحديد موقعه بعد ذلك بدقَّة، وهذا يُرجِح أنَّ المقام كان في هذا الموضع أيَّام الرسول ﷺ، ولم يكن ملتصقًا بالكعبة، وإلَّا فكيف أخذ المطَّلب رضي الله عنه قياساته؟ ومتى أخذها؟ إلَّا أن يكون قد أخذها في الجاهليَّة قبل الإسلام، وقبل السَّيل الأوَّل، ولكن هذا بعيد لأنَّ المطَّلب رضي الله عنه كان شابًّا أيَّام غزوة بدر، وله بعدها قصَّةٌ معروفةٌ في فداء أبيه الأسير[18]، فيَبْعُد أن يكون كبيرًا أيَّام الجاهليَّة مهتمًّا بتحديد بُعْد المقام عن الكعبة.
وعلى العموم، فسواءٌ كان المقام ملتصقًا بالكعبة أيَّام الرسول ﷺ، أم في مكانه الأصلي حينئذٍ، فإنَّ أصحاب المدرستين من الرُّواة يجزمون سويًّا أنَّ المقام الآن في المكان الذي كان عليه أيَّام إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهو الذي يهمُّ في أداء المناسك.
ولا صحّة إذن لمن يقول: إنَّ عمر رضي الله عنه نقل المقام عن مكانه ليُتيح للطَّائفين الطواف حول الكعبة دون اعتراضٍ من المقام، فعمر رضي الله عنه كان حريصًا كما رأينا على تثبيت المقام في مكانه تمامًا، لا تغييره وَفق هواه.
أيضًا تَبَيَّن لنا من الرِّوايات أنَّ عمر رضي الله عنه لم يكتفِ بالتيقُّن من مكان المقام، وتثبيته في مكانه؛ إنَّما قام بأعمال ردمٍ بالحجارة تمنع السيول المستقبليَّة من الوصول إليه، وذلك لحمايته من تكرار المشكلة مع الزمن، وقد ذكر العلَّامة عبد الملك بن عبد العزيز ابن جريج الأموي أنَّ هذه الأزمة لم تتكرَّر إلى زمانه، وقد مات ابن جريج عام 150 هجريَّة[19].
وأخيرًا، وبمناسبة الحديث عن مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فإنَّه يجدر الإشارة إلى أنَّ عمر رضي الله عنه على وجه التحديد له علاقةٌ عجيبةٌ بالصلاة خلف مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعد الطواف! فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه: «وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاَثٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: 125]..»[20]! وذَكَرَ أمرين آخرين، وسنأتي لاحقًا إلى التفصيل في موافقات عمر رضي الله عنه مع ما قاله الله تعالى أو قضى به.
[1] أي أصابع إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
[2] الفاكهي: أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، 1/450 (986)، وقال الدهيش: شيخ المصنِّف لم أقف عليه، وبقية رجاله ثقات.
[3] مسلم: كتاب الحج، باب حجة النبي ﷺ، (1218)، والترمذي (8)، واللفظ له، والنسائي (2939).
[4] وذلك يشبه موقفه ﷺ من حِجْرِ إسماعيل عليه السلام، فعَنْ عَائِشَةَ ل، قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ الجَدْرِ أَمِنَ البَيْتِ هُوَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: فَمَا لَهُمْ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي البَيْتِ؟ قَالَ: «إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ» قُلْتُ: فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قَالَ: «فَعَلَ ذَلِكَ قَوْمُكِ، لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاءُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا، وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِالْجَاهِلِيَّةِ، فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ، أَنْ أُدْخِلَ الجَدْرَ فِي البَيْتِ، وَأَنْ أُلْصِقَ بَابَهُ بِالأَرْضِ». البخاري: كتاب الحج، باب فضل مكة وبنيانها، (1507)، ومسلم: كتاب الحج، باب جدر الكعبة وبابها، (1333).
[5] لعل الصواب أخرج خيوطة، قال الجبِّي: أخرج خيوطة؛ أي: حزمة من خيوط. انظر: الجُبِّي: شرح غريب ألفاظ المدونة، ص44.
[6] مالك بن أنس: المدونة، 1/4.
[7] الأزرقي: هو أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق الغسَّاني المكِّي، وقال ابن السمعاني: صاحب كتاب أخبار مكة، وقد أحسن في تصنيف ذلك الكتاب غاية الإحسان. انظر: السمعاني: الأنساب، 1/184.
[8] الأزرقي: أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، ص539، وقال عبد الملك بن عبد الله بن دهيش: إسناده حسن.
[9] سيأتي التعريف به في روايةٍ لاحقة.
[10] الْمِقاط: الْحَبْلُ الصَّغِيرُ الشَّدِيدُ الْفَتْلِ.
[11] الأزرقي: أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، ص539، وقال عبد الملك بن عبد الله بن دهيش: حسن لغيره.
[12] الفاكهي: أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، 1/455 (999)، وقال عبد الملك بن عبد الله بن دهيش: إسناده ضعيف جدًّا.
[13] أم نهشل بنت عبيدة ل صحابية، وأبوها عبيدة بن سعيد بن العاص قُتِلَ كافرًا ببدر. انظر: ابن حجر العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة، 8/484.
[14] غَبِيَ الشيءُ: خَفِيَ فلمْ يُعرف.
[15] بناء رُبْضه: أي أساس البناء. وقيل: وسطه. انظر: مركز الدراسات والمعلومات القرآنية: موسوعة التفسير المأثور، 3/31.
[16] الأزرقي: أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، ص536، وقال عبد الملك بن عبد الله بن دهيش: إسناده صحيح. وابن الضياء: تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف، ص128، 129.
[17] ابن حجر العسقلاني: فتح الباري شرح صحيح البخاري، 1/499.
[18] انظر: ابن هشام: سيرة النبي ﷺ لأبي محمد عبد الملك بن هشام (سيرة ابن هشام)، 2/319، وابن سعد: الجزء المتمم لطبقات ابن سعد [الطبقة الرابعة من الصحابة ممن أسلم عند فتح مكة وما بعد ذلك]، ص381.
[19] الذهبي: سير أعلام النبلاء، 6/333.
[20] البخاري: أبواب القبلة، باب ما جاء في القبلة ومن لا يرى الإعادة على من سها فصلى إلى غير القبلة، (393)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب من فضائل عمر رضي الله عنه، (2399).