تعريف الإدغام \ اللغة العريبة

تعريف الإدغام

الإدغام لغة: الإدخال، أو إدخال الشيء في الشيء، واصطلاحاً هو خلط الحرفين المتماثلين أو المتقاربين أو المتجانسين، وهو النطق بالحرفين حرفاً واحداً كالثاني مشدداً،[3] وهو التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً يرتفع اللسان عند النطق بهما ارتفاعة واحدة، وهو أحد أحكام النون الساكنة والتنوين.

شروط الإدغام
إنّ للإدغام شرطان، تفصيلهما فيما يأتي:

- شرط خاص بالحرف الأول: أن يلتقي الحرف المدغم مع الحرف المدغم فيه رسماً وكتابة دون وجود أي فاصل خطي بينهما، مثل: (مِنْ رَبِّهِمْ).
- شرط خاص بالحرف الثاني: أن لا يكون هذا الحرف بمفرده في كلمة واحدة، أي وجود أكثر من حرف في كلمة، مثل: (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ).

أسباب الإدغام
أسباب الإدغام ثلاثة هي:

- التماثل: اتفاق الحرفان مخرجاً وصفة، يعني يكونان حرفاً واحداً مكرراً، كالباء بالباء في قوله -تعالى-: (اضْرِب بِّعَصَاكَ).
- التجانس:اتفاق الحرفان مخرجاً واختلافهما في الصفات، كالثاء في الذال في قوله -تعالى-: (يَلهَث ذلِكَ).[9] التقارب: تفارب الحرفان مخرجاً وصفة، أو تقاربهما مخرجاً أو صفة، مثل: (وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي).

موانع الإدغام
يمتنع الإدغام رغم وجود أسبابه في حالات ثلاثة، كما يأتي:

- إذا كان الحرف الأول تاء ضمير المتكلم؛ كقوله -تعالى-: (كُنتُ تُرَابًا)، أو إذا كان الحرف الاول تاء ضمير المخاطب؛ كقوله -تعالى-: (أَفَأَنتَ تُسْمِعُ).
- إذا كان الحرف الأول مشدداً، فإنّه ينطق صوتين، فلا داعي لإدغامه، كقوله -تعالى-: (مَسَّ سَقَرَ).
- إذا كان الحرف الأول منوناً، كقوله -تعالى-: (سارِبٌ بِالنَّهارِ).

أقسام الإدغام
يقسم الإدغام بناء على عدد من الاعتبارات كما يأتي:

1) الإدغام بحسب الغنة
- إدغام بغنّة: هو إدغام حرف ساكن في آخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني، مع مصاحبة الغنة لهما، ويكون إذا وقع أحد هذه الحروف (الواو،الياء، النون، الميم) بعد النون الساكنة أو التنوين، مثل قوله -تعالى-: (وَمَن يَعْمَلْ)، وكقوله -تعالى-: (أَمَنَةً نُّعَاسًا)، وكقوله -تعالى-: (مِن والٍ)، وكقوله- تعالى-: (صِراطاً مُسْتَقِيماً)، وتلفظ بإدغام النون الساكنة والتنوين بهذه الحروف مع إظهار الغنة.

- إدغام بغير غنّة: هو إدخال حرف ساكن في آخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني، مع عدم مصاحبة الغنة، ويكون إذا وقع حرف اللام أو الراء بعد النون الساكنة أو التنوين، كقوله -تعالى-: (مِّن لَّبَنٍ)، وقوله -تعالى-: (غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

2) الإدغام من حيث الكمال والنقصان
- الإدغام الكامل: وذلك بإسقاط الحرف المُدغم ذاتاً وصفة، بحيث يصيران حرفاً واحداً مُشدداً تشديداً كاملاً، ويكون في أربعة حُروف، وهي: اللام، والراء، والنون، والميم، ومن أمثلته: قوله -تعالى-: (مِّن لَّبَنٍ).

- الإدغام الناقص: وذلك بإدخال الحرف الأول مع الحرف الثاني ذاتاً لا صفة، مثل إدغام الطاء في التاء في قوله -تعالى-: (أَحَطتُ)؛[28] فتُلفظ بإدغام الطاء في التاء مع بقاء صفة حرف الطاء.

الإدغام باعتبار أسبابه

- إدغام متماثل: هو أن يكون الحرفان المتتاليان متحدين في المخرج من الفم، ومتحدين أيضا في الصفة، سواء أوقعا في كلمة واحدة أم في كلمتين متتاليتين، كقوله -تعالى-: (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ)، وقوله -تعالى-: (يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ)، ويقسم إلى ثلاثة أقسام:

* إدغام متماثلين صغير: أن يكون الحرف الأول ساكن والثاني متحرك، وحكمه الإدغام الكامل بغنة عند النون والميم مثل: (مِن نُّطْفَةٍ)، ويكون بغير غنة في غير الميم والنون مثل: (فَلا يُسرِف فِي القَتلِ).
* إدغام متماثلين كبير: هما كل حرفين متماثلين كلاهما متحرك، وحكمه الإظهار، باستثناء ثلاثة مواضع عند حفص بن عاصم وهي: (تَأمَنّا) فصارت نوناً واحدة، (مَكَّنّي)، فأصلها مكنني لكنها أُدغمت،(فَنِعِمَّا)، فأصلها ف نعم ما.
* إدغام متماثلين مطلق: هوكل حرفين متماثلين أولهما متحرك والثاني ساكن، وحكمه الإظهار، مثل: (نَنْسَخْ).

- إدغام متجانس: المتجانسان هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجا واختلفا صفة، مثل حرفا الطاء مع التاء في قوله -تعالى-: (أَحَطتُ).
- إدغام متقارب: هو أن يكون الحرفان المتتاليان متقاربين في المخرج والصفة، وهو منحصر في حرفي اللام والراء، مثل قوله -تعالى-: (قُلْ رَبِّ)، وحرفي القاف والكاف كقوله -تعالى-: (نَخْلُقْكُمْ).

الإدغام بحسب الوجوب والجواز

- الإدغام الواجب: هو ما وجب إدغامه عند جميع القُرَّاء، فيدُغم في المُتماثلين بشرط ألَّا يكون أوَّل المثلين حرف مدٍّ، مثل: (اصْبِرُوا وَصَابِرُوا)، وأمَّا إدغامه في المُتقاربين فإنّه يكون بإدغام الَّلام الساكنة مع الرَّاء، ومثاله: (قُل رَبِّ)، وإدغام النون الساكنة أو التنوين في اللام والراء والميم والواو والياء، ومثاله: (مِن لَّدُنْهُ)، والإدغام الواجب في المتجانسين، ومثاله: (أَحَطتُ).
- الإدغام الجائز: هو الإدغام الذي اختلف فيه القرَّاء بين مظهرٍ ومدغمٍ، إدغام ذال إذ، ومن أمثلتها: (إِذ تَمشي).

انشودة المطر معجب بهذا