ننتظر تسجيلك هـنـا

{ ❆اعلانات عشق الليالي ❆ ) ~
{ ❆التميز خلال 24 ساعه ❆) ~
 

♥ ☆ ♥ اعلانات عشق الليالي ♥ ☆ ♥

عدد مرات النقر : 1,721
عدد  مرات الظهور : 49,156,110 
عدد مرات النقر : 1,312
عدد  مرات الظهور : 48,233,273 
عدد مرات النقر : 732
عدد  مرات الظهور : 28,488,663 
عدد مرات النقر : 1,578
عدد  مرات الظهور : 28,488,355 
عدد مرات النقر : 1,255
عدد  مرات الظهور : 28,488,222

عدد مرات النقر : 701
عدد  مرات الظهور : 16,478,635 
عدد مرات النقر : 321
عدد  مرات الظهور : 5,053,117 
عدد مرات النقر : 59
عدد  مرات الظهور : 1,218,691 فلاش
عدد مرات النقر : 1,340
عدد  مرات الظهور : 59,305,592 
عدد مرات النقر : 1,621
عدد  مرات الظهور : 60,625,444
عشق الليالي
عدد مرات النقر : 2,227
عدد  مرات الظهور : 60,651,036 مساحة إعلانية 4
♥ ☆ ♥ اعلانات عشق الليالي ♥ ☆ ♥
فعالية كل يوم سؤال ؟
عدد مرات النقر : 8,245
عدد  مرات الظهور : 38,182,662مجلة عشق الليالي العدد الثاني عشر ( 12 ) عدد خاص بـ شهر ذو الحجه
عدد مرات النقر : 8,576
عدد  مرات الظهور : 37,519,600المئويه الثامنه لــ عشق اليالي
عدد مرات النقر : 5,820
عدد  مرات الظهور : 29,807,685عزف الحروف
عدد مرات النقر : 8,547
عدد  مرات الظهور : 60,430,271مركز رفع عشق الليالي
عدد مرات النقر : 23,612
عدد  مرات الظهور : 60,651,063

العودة   عشق الليالي > ๑۩۞۩๑{ القسم الاسلامي }๑۩۞۩๑ > ♫. ليالي الحـج والعمــرة ♫.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-03-2020, 08:24 AM
طيبة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 7
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 07-11-2022 (02:34 AM)
آبدآعاتي » 1,629
الاعجابات المتلقاة » 132
الاعجابات المُرسلة » 286
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » طيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of light
مشروبك  » مشروبك
قناتك   » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي هكذا حج الصالحون والصالحات (بحث مطول من عدة مشاركات)






اسم الكاتب: د. علي بن عبد الله الصياح
التصنيف:مكتبة الحج



إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. أما بعد:

فإن للصالحين في الحج أحوالاً زكية وسيرا عطرة، وقد كانت تمر عليّ أثناء جمعي لمادة هذا الكتاب من كتب الآثار والسير وغيرها كانت تمر علي آثار أجدني مضطرا للوقوف عندها طويلا معجبا ومندهشا مما فيها:
- من فقه سليم لحقيقة الحج ومقصده وحكمته وغايته.
- ومن قوة في العبادة وصدق في الالتجاء والانطراح بين يدي الرب سبحانه وتعالى.
- ومن صفا أرواح تستشعر قربها من الله في هذه الشعيرة العظيمة.
- ومن إخاء ومحبة وبذل وعطاء....

وما مثلي ومثل هذه الآثار إلا كرجل دخل حديقة ذات بهجة؛ تأسر الناظر بكثرة ورودها المتنوعة، ورائحتها الجميلة، ويحتار المرء فيما يختار من هذه الورود التي فيها.. فالكل جميل!!.
وأنت واحد هذا الاستشعار لحكمة الحج من لدن سلفنا الصالح منذ أول لحظة يحرمون فيها بالحج إلى أن يطوفوا طواف الوداع.

وكل يتعبد الله بما يسر له بما لا يخرج عن دائرة اتباع الكتاب والسنة: فمن السلف من يُسِّرَ له الصلاة.. ومنهم من يسر له الإكثار من قراءة القرآن، ومنهم من يسر له الذكر والدعاء والبكاء من خشية الله.. ومنهم من يسر له العلم.. والدعوة.. ومنهم من يس له الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يعود إلى فقه المرء بنفسه وطاقتها وميلها.. وهذا الفقه مطلوب شرعا.

لا أطيل عليك – أخي القارئ الكريم – وأدعك تعيش مع حج الصالحين... علك أن تضع لك برنامجا علميا وعمليا مستفيدا من سير هؤلاء الصالحين وأخلاقهم وأعمالهم...

وينحصر الكلام على حج الصالحين في أمور:
1- «أعظم ما يلمس من هذه الآثار الواردة عن الصالحين في «الحج».
2- «الصالحون.. وكثرة الحج».
3- «الصالحون.. والحرص على لقاء العلماء والإخوان في الحج».
4- «الصالحون.. وقلة التّرفُّه في الحج».
5- «الصالحون.. وقلة الكلام في الحج إلا من ذكر الله عز وجل».
6- «الصالحون.. وقوة العبادة في الحج».
7- «الصالحون.. والكرم والبذل في الحج».
8- «الصالحون.. وماء زمزم».
9- «الصالحون.. ويوم عرفة».
10- «الصالحون.. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة للمسلمين في الحج».
11- «الصالحون.. وتمني أن يكون ختام حياتهم حجا».
12- «الصالحون.. وتأمل حكم الحج وأسراره ولطائفه».
13- «الصالحات.. والحج».
14- «صفة الحج كاملة».
15- «الصالحون والصالحات.. وختام حجهم».




هذا العمل إهداء مني لعشق الليالي ولاول مرة أطرحه بالمنتديات
اتمنى أن يكون فيه الفائدة وينال إعجابكم






رد مع اقتباس
قديم 08-03-2020, 08:33 AM   #2


الصورة الرمزية طيبة

 عضويتي » 7
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 07-11-2022 (02:34 AM)
آبدآعاتي » 1,629
الاعجابات المتلقاة » 132
الاعجابات المُرسلة » 286
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » طيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of light
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

طيبة غير متواجد حالياً

افتراضي (1) أعظم ما يلمس من هذه الآثار الواردة عن الصالحين في الحج



( 1 ) أعظم ما يلمس من هذه الآثار الواردة عن الصالحين في الحج

أعظم ما نلمس في هذه الآثار الواردة في الحج:
أ- عناية السلف بالتوحيد... ونبذ الشرك: نعم لا فائدة من حج لا يقوم على التوحيد.. ونبذ الشرك.. وفي كتاب الله «سورة الحج»، كلها تتحدث عن التوحيد والعبادة، ونبذ الشرك بجميع صوره، وتنعى على أولئك الذين يعبدون غير الله تعالى، أو يدعون من دونه ما لا يضرهم، ولا ينفعهم، بل يدعون من ضره أقرب من نفعه.
إن من يقول - وهو متلبس بشعيرة من أعظم الشرائع - «مدد يا رسول الله» أو «مدد يا علي».. أو يذبح لغير الله، ويتوسل بالأولياء والصالحين.. ويدعوهم من دون الله.. لم يستشعر أن الحج شرع في الأصل لتوحيد الله عز وجل
قال تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
[الحج: 26].

ففي هذه الآية الكريمة «يذكر تعالى عظمة البيت الحرام وجلاله، وعظمة بانيه وهو خليل الرحمن، فقال: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ) أي هيأناه له، وأنزلناه إياه، وجعل قسما من ذريته من سكانه، وأمره الله ببنيانه، فبناه على تقوى الله، وأسسه على طاعة الله، وبناه هو وابنه إسماعيل، وأمره أن لا يشرك به شيئا، بأن يخلص لله أعماله، ويبنيه على اسم الله (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ) أي من الشرك والمعاصي، ومن الأنجاس والأدناس وإضافة الحرم إلى نفسه لشرفه وفضله، ولتعظم محبته في القلوب، وتنصب إليه الأفئدة من كل جانب، وليكون أعظم لتطهيره وتعظيمه، لكونه بين الرب (لِلطَّائِفِينَ) به والعاكفين عنده المقيمين لعبادة من العبادات من ذكر وقراءة وتعلم علم وتعليمه، وغير ذلك من أنواع القرب (وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) أي: المصلين، أي: طهره لهؤلاء الفضلاء الذين همهم طاعة مولاهم، وخدمته والتقرب إليه عند بيته، فهؤلاء لهم الحق ولهم الإكرام، ومن إكرامهم تطهير البيت لأجلهم، ويدخل في تطهيره تطهيره من الأصوات اللاغية والمرتفعة التي تشوش المتعبدين بالصلاة والطواف، وقدم الطواف – في هذه الآية – على الاعتكاف والصلاة لاختصاصه بهذا البيت، ثم الاعتكاف لاختصاصه بجنس المساجد».
فلتوحيد أقيم هذا البيت منذ أول لحظة عرف الله مكانه لإبراهيم صلى الله عليه وسلم وأمره أن يقيمه على هذا الأساس: ألا تشرك بي شيئا.

وقال تعالى في سياق آيات الحج (حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)
[الحج: 31].
ففي هذه الآية الأمر بأن نكون «(حُنَفَاءَ لِلَّهِ) أي: مقبلين عليه وعلى عبادته معرضين عما سواه (غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ) فمثله (فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ) أي: سقط منها (فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ) بسرعة (أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) أي: بعيد، كذلك المشركون، فالإيمان بمنزلة السماء محفوظة مرفوعة، ومن ترك الإيمان بمنزلة الساقط من السماء عرضة للآفات والبليات، فإما أن تخطفه الطير فتقطعه أعضاءه، كذلك المشرك إذا ترك الاعتصام بالإيمان تخطفته الشياطين من كل جانب ومزقوه وأذهبوا عليه دينه ودنياه.
وإما أن تأخذه عاصفة شديدة من الريح فتعلوا به في طبقات الجو فتقذفه بعد أن تنقطع أعضاؤه في مكان بعيد جدا».







رد مع اقتباس
قديم 08-03-2020, 08:52 AM   #3


الصورة الرمزية طيبة

 عضويتي » 7
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 07-11-2022 (02:34 AM)
آبدآعاتي » 1,629
الاعجابات المتلقاة » 132
الاعجابات المُرسلة » 286
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » طيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of light
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

طيبة غير متواجد حالياً

افتراضي تابع : (1)أعظم ما يلمس من هذه الآثار الواردة عن الصالحين في الحج



وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «فأَهَلَّ بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك».
فسمى جابر التلبية توحيدا لأنها تضمنت التوحيد والإخلاص، فالحاج يعلن التوحيد من أول لحظة يدخل فيها في النسك، ولا يزال يلبي بالتوحيد، وينتقل من عمل إلى عمل بالتوحيد، وفي هذا تربية النفس على توحيد الله والإخلاص له.
في موسم الحج تبرز عقيدة البراء من أهل الشرك والكفر فلا يجوز أن يدخلوا منطقة الحرم في كل وقت مهما كان المقصد قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
[التوبة: 28].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه يبعثه في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع يوم النحر في رهط يؤذن في الناس: ألا لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.

ومما يشرع في يوم عرفة الإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق ففي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير».
وقد أخرج ابن وضاح في كتابه «البدع» عن المعرور بن سويد قال: خرجنا حجاجا مع عمر بن الخطاب فعرض لنا في بعض الطريق مسجد فابتدره الناس يصلون فيه، فقال عمر: ما شأنهم؟ فقالوا: هذا مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم مثل هذا حتى أحدثوها بيعا، فمن عرضت له فيه صلاة فليصل، ومن لم تعرض له فيه صلاة فليمض.
وفي رواية عن المعرور بن سويد قال: خرجنا مع عمر في حجة حجها فقرأ بنا في الفجر (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) و(لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ) فلما قضى حجه ورجع رأى الناس يبتدرون! فقال: ما هذا؟ فقالوا: مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هكذا هلك أهل الكتاب اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا، من عرضت له منكم فيه الصلاة فليصل، ومن لم تعرض له منكم فيه الصلاة فلا يصل. وإسناد الأثر صحيح.

فتأمل كيف سد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب طرق الشرك، تحقيقا للتوحيد وحماية لجنابه، فأنكر التبرك بالأماكن التي لم يدل الشرع على فضلها وحرمتها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
«المتابعة أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعل: فإذا فعل فعلا على وجه العبادة شرع لنا أن نفعله على وجه العبادة، وإذا قصد تخصيص مكان أو زمان بالعبادة خصصناه بذلك كما كان يقصد أن يطوف حول الكعبة، وأن يلتمس الحجر الأسود، وأن يصلي خلف المقام، وكان يتحرى الصلاة خلف أسطوانة مسجد المدينة، وقصد الصعود على الصفا والمروة والدعاء والذكر هناك، وكذلك عرفة ومزدلفة وغيرهما.

وأما ما فعله بحكم الاتفاق ولم يقصده مثل أن ينزل بمكان ويصلي فيه لكونه نزله قاصدا لتخصيصه به بالصلاة والنزول فيه، فإذا قصدنا تخصيص ذلك المكان بالصلاة فيه أو النزول لم نكن متبعين بل هذا من البدع التي كان ينهى عنها عمر بن الخطاب كما ثبت بالإسناد الصحيح من حديث شعبة، عن سليمان التيمي، عن المعرور بن سويد قال: كان عمر بن الخطاب في سفر فصلى الغداة، ثم أتى على مكان، فجعل الناس يأتونه فيقولون: صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: إنما هلك أهل الكتاب أنهم اتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعا، فمن عرضت له الصلاة فليصل و إلا فليمض. فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد تخصيصه بالصلاة فيه بل صلى فيه لأنه موضع نزوله رأى عمر أن مشاركته في صورة الفعل من غير موافقة له في قصده ليس متابعة بل تخصيص ذلك المكان بالصلاة من بدع أهل الكتاب التي هلكوا بها، ونهى المسلمين عن التشبه بهم في ذلك،
ففاعل ذلك متشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصورة، ومتشبه باليهود والنصارى في القصد الذي هو عمل القلب، وهذا هو الأصل فإن المتابعة في السنة أبلغ من المتابعة في صورة العمل».






رد مع اقتباس
قديم 08-03-2020, 09:13 AM   #4


الصورة الرمزية طيبة

 عضويتي » 7
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 07-11-2022 (02:34 AM)
آبدآعاتي » 1,629
الاعجابات المتلقاة » 132
الاعجابات المُرسلة » 286
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » طيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of light
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

طيبة غير متواجد حالياً

افتراضي تابع : (1)أعظم ما يلمس من هذه الآثار الواردة عن الصالحين في الحج



قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في «شرحه لحديث جابر بن عبد الله في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم» – وهو شرح نفيس جدير بالقراءة – قال:
«لا يشرع صعود الجبل – جبل عرفة – ولا الصلاة فيه، ولا الصلاة عنده، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، والأصل في العبادات التوقيف حتى يقوم دليل على مشروعيتها، وبه نعرف ضلال كثير من الناس الذين يقصدون الجبل ويصعدون عليه ويصلون، وربما يضعون الحجارة بعضها على بعض لتكون علما، وربما يعلقون الخرق، ويكتبون الأوراق لإثبات أنهما بلغوا هذا المكان، وكل هذا من البدع».

ومما نلمس في هذه الآثار أيضا:
ب- تعظيم السلف لحرمات الله:
عن مجاهد أن عبد الله بن عمرو كان له فسطاطان أحدهما في الحرم والآخر في الحل؛ فإذا أراد أن يصلي صلى في الذي في الحرم، وإذا كانت له الحاجة إلى أهله جاء إلى الذي في الحل فقيل له في ذلك فقال: إن مكة مكة.

- وعن طلق بن حبيب قال: قال عمر: يا أهل مكة اتقوا الله في حرم الله! أتدرون من كان ساكن هذا البيت؟ كان به بنو فلان فأحلوا حرمته فهلكوا، وكان به بنو فلان فأحلوا حرمته فهلكوا، حتى ذكر ما شاء الله من قبائل العرب أن يذكر ثم قال: لأن أعمل عشر خطايا بغيره أحب إلي من أن أعمل واحدة بمكة.

- وقال سفيان بن عيينة: حج علي بن الحسين رضي الله عنهما فلما أحرم واستوت به راحلته اصفر لونه وانتفض ووقعت عليه الرعدة ولم يستطع أن يلبي، فقيل له: لم لا تلبي؟ فقال: أخشى أن يقال لي: لا لبيك ولا سعديك. فلما لبى غشي عليه ووقع عن راحلته، فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجه.

- وقال مالك بن أنس: ولقد أحرم علي بن الحسين فلما أراد أن يقول: لبيك، قالها فأغمي عليه حتى سقط من ناقته فهشم، ولقد بلغني أنه كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة إلى أن مات، وكان يسمى بالمدينة «زين العابدين» لعبادته.

وهذا التعظيم امتثال لأمر الله عز وجل في قوله في سياق آيات الحج: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)
[الحج: 30]،
وقوله (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)
[الحج: 32].

فتعظيم حرمات الله «من الأمور المحبوبة لله، المقربة إليه التي من عظمها وأجلها أثابه الله ثوابا جزيلا، وكانت خيرا له في دينه ودنياه وأخراه عند ربه، و حرمات الله: كل ماله حرمة وأمر باحترامه من عبادة أو غيرها كالمناسك كلها وكالحرم والإحرام وكالهدايا وكالعبادات التي أمر الله العباد بالقيام بها، فتعظيمها يكون إجلالها بالقلب، ومحبتها، وتكميل العبودية فيها غير متهاون ولا متكاسل ولا متثاقل».

فهل عظم حرمات الله من واقعها؟ !
وفي الحج أيضًا!! كم نرى في الحج من أخلاق وأفعال لو صدرت من غير الحاج لاستنكرت فكيف بالحاج؟ !...

إنه يجب على الحاج أن يراعي حرمة الزمان والمكان فيجتنب ما حرم الله عليه من المحرمات العامة من الفسوق بجميع أنواعه من كذب وغش وخيانة وغيبة ونميمة واستهزاء، ويجتنب الاستماع إلى المعازف والأغاني المحرمة، وشرب الدخان والتصوير وحلق اللحى وغير ذلك مما ينافي تعظين حرمات الله عز وجل ويلهي الحاج عن إكمال هذه الشعيرة العظيمة.

وليعلم الحاج أن المعصية منه أعظم إثما من المعصية من غيره، ويخشى ألا يرجع من ذنوبه كما ولدته أمه كما صرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه»..
وهل هناك أعظم من هذه الخسارة؟ !!
نسأل الله السلامة والعافية.
وقال تعالى:
(وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)
[الحج: 25].

قال الإمام الحافظ أبو جعفر الطبري في تفسيره:
«وأولى الأقوال التي ذكرناه في تأويل ذلك بالصواب القول الذي ذكرناه عن ابن مسعود وابن عباس، من أنه معني بالظلم في هذا الموضع: كل معصية لله، وذلك أن الله عمّ بقوله: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ) ولم يخصص به ظلما دون ظلم في خبر ولا عقل، فهو على عمومه. فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: ومن يرد في المسجد الحرام بأن يميل بظلم، فيعصى الله فيه، نذقه يوم القيامة من عذاب موجع له».

قال الإمام الشنقيطي:
«والإلحاد في اللغة أصله الميل، والمراد بالإلحاد في الآية: أن يميل ويحيد عن دين الله الذي شرعه، ويعم ذلك كل ميل وحيدة عن الدين، ويدخل في ذلك دخولا أوليا الكفر بالله، والشرك به في الحرم، وفعل شيء مما حرمه، وترك شيء مما أوجبه ومن أعظم ذلك انتهاك حرمات الحرم،
وقال بعض أهل العلم: يدخل في ذلك قول الرجل لا والله، وبلى والله... قال مقيده – عفا الله عنه وغفر له -: الذي يظهر في هذه المسألة أن كل مخالفة بترك واجب أو فعل محرم تدخل في الظلم المذكور، وأما الجائزات كعتاب الرجل امرأته أو عبده فليس من الإلحاد ولا من الظلم.

مسألة: قال بعض أهل العلم:
من هم أن يعمل سيئة في مكة أذاقه الله العذاب الأليم بسبب همّه بذلك، وإن لم يفعلها، بخلاف غير الحرم المكي من البقاع فلا يعاقب فيه الهم،

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لو أن رجلا أراد بإلحاد فيه بظلم وهو بعدن أبين لأذاقه الله من العذاب الأليم، وهذا ثابت عن ابن مسعود ووقفه عليه أصح من رفعه، والذين قالوا هذا القول استدلوا به بظاهر قوله تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) لأنه تعالى رتب إذاقة العذاب الأليم على إرادة الإلحاد بالظلم فيه ترتيب الجزاء على شرطه،
ويؤيد هذا قول بعض أهل العلم: إن الباء في قوله بإلحاد لأجل أن الإرادة مضمنة معنى الهمّ أي: ومن يهمم فيه بإلحاد، وعلى هذا الذي قاله ابن مسعود وغيره».






رد مع اقتباس
قديم 08-03-2020, 09:26 AM   #5


الصورة الرمزية طيبة

 عضويتي » 7
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 07-11-2022 (02:34 AM)
آبدآعاتي » 1,629
الاعجابات المتلقاة » 132
الاعجابات المُرسلة » 286
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » طيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of light
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

طيبة غير متواجد حالياً

افتراضي



إنه ينبغي للإنسان أن يستحضر أنه في مجيئه إلى مكة وإحرامه أنه إنما يفعل ذلك تلبية لدعاء الله، قال الله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)
فالأذان بأمر الله يعد أذانا من الله، فينبغي للمسلم أن يعظم حرمات الله.

وأنبه أن على الحاج خصوصا أن يجتنب محظورات الإحرام، وهي ثلاثة أقسام:
القسم الأول: عام للرجال والنساء:
وهو حلق الشعر وتقليم الأظفار، والطيب، والمباشرة لشهوة، والجماع – وهو أعظم محظورات الإحرام، ومفسد للنسك، وموجب للفدية -، ولبس القفازين، وقتل الصيد البري الوحشي المأكول، والدلالة عليه، والإعانة على قتله، وعقد النكاح. أما قطع الشجر، فإنه ليس من محظورات الإحرام، ولكنه حرام في الحرم للحاج، وللمعتمر، ولغيرهما.

القسم الثاني: ما يخص الرجال: فهو ليس المخيط، وتغطية الرأس.
القسم الثالث: ما يخص النساء: فهو النقاب الذي فصل على الوجه، وجعل فيه نقب للعينين أو لأحدهما.


ومما نلمس في هذه الآثار أيضا:
ج- حرص السلف على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به:
تأصل في نفوس سلفنا الصالح أن أي قول أو عمل لا يقبل إلا بشرطين:
الأول: الإخلاص لله عز وجل،
والثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم
فظهر أثر هذين الشرطين في جميع أعمالهم ومن هذه الأعمال الحج، وقد نقلت عنهم آثار وأخبار كثيرة يتجلى فيها شدة المتابعة والعناية بذلك.

فمن الآثار الواردة في ذلك:
- عن سالم بن عبد الله أن أباه حدثه قال: قبل عمر بن الخطاب الحجر ثم قال: أما والله لقد علمت أنك حجر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك.

- وحديث سالم بن عبد الله قال: كتب عبد الملك إلى الحجاج أن لا يخالف ابن عمر في الحج فجاء ابن عمر رضي الله عنهما وأنا معه يوم عرفة حين زالت الشمس، فصاح عند سرادق الحجاج فخرج وعليه ملحفة معصفرة فقال: ما لك يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: الرواح إن كنت تريد السنة قال: هذه الساعة! قال: نعم، قال: فأنظرني حتى أفيض على رأسي ثم أخرج، فنزل حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي فقلت: إن كنت تريد السنة فاقصر الخطبة وعجل الوقوف!، فجعل ينظر إلى عبد الله، فلما رأى ذلك عبد الله قال: صدق.


- وحديث شعبة قال: أخبرنا أبو جمرة نصر بن عمران الضبعي قال: تمتعت فنهاني ناس، فسألت ابن عباس رضي الله عنهما فأمرني، فرأيت في المنام كأن رجلا يقول لي: حج مبرور وعمرة متقبلة، فأخبرت ابن عباس فقال: سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: أقم عندي فأجعل لك سهما من مالي.
قال شعبة: فقلت لم؟ فقال: للرؤيا التي رأيت.


والآثار الواردة في شدة متابعة السلف للرسول صلى الله عليه وسلم في مناسك الحج – وفي غيره من شرائع الدين – كثيرة، ومنثورة في كتب السنة والحديث، ولعل فيما تقدم كفاية.






رد مع اقتباس
قديم 08-03-2020, 09:44 AM   #6


الصورة الرمزية طيبة

 عضويتي » 7
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 07-11-2022 (02:34 AM)
آبدآعاتي » 1,629
الاعجابات المتلقاة » 132
الاعجابات المُرسلة » 286
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » طيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of light
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

طيبة غير متواجد حالياً

افتراضي (2) الصالحون... وكثرة الحج



( 2 ) الصالحون... وكثرة الحج

- قال إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد قال: قال عبد الله ابن مسعود: «نسكان أحب إلي أن يكون لكل واحد منهما شعث وسفر»، قال: فسافر الأسود ثمانين ما بين حجة وعمرة لم يجمع بينهما، وسافر عبد الرحمن بن الأسود ستين ما بين حجة وعمرة لم يجمع بينهما.

- قال أبو إسحاق السبيعي: «جمع الأسود بن يزيد بين ثمانين حجة وعمرة، وجمع عمرو بن ميمون بين ستين حجة وعمرة».

- وقال ابن شوذب: «شهدت جنازة طاووس بن كيسان بمكة سنة ست ومائة فسمعتهم يقولون: رحمك الله يا أبا عبد الرحمن، حج أربعين حجة».

- وقال ابن أبي ليلى: دخلت على عطاء بن أبي رباح فجعل يسألني وكأن أصحابه جعلوا يعجبون من ذاك، فقال: ما تنكرون من ذاك؟ هو أعلم منى! قال ابن أبي ليلى: وكان عطاء قد حج سبعين حجة، وعاش مائة سنة.

- قال الحسن بن عمران – ابن أخي سفيان بن عيينة -: حججت مع عمي سفيان آخر حجة حجها سنة سبع وتسعين ومائة فلما كنا بجمع وصلى استلقى على فراشه، ثم قال: فد وافيت هذا الموضع سبعين عاما أقول في كل سنة: اللهم! لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وإني قد استحييت من الله من كثرة ما أسأل ذلك، فرجع فتوفي في السنة الداخلة يوم السبت أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة ودفن بالحجون... وتوفي وهو ابن إحدى وتسعين سنة.

- قال علي بن الموفق: حججت ستين حجة، فلما كان بعد ذلك جلست في الحجر، أفكر في حالي وكثرة تردادي إلى ذلك المكان، ولا أدري هل قبل مني حجي أم رد! ثم نمت فرأيت في منامي قائلا يقول لي: هل تدعو إلى بيتك إلا من تحب! قال: فاستيقظت وقد سرى عني.

- وقالت مولاة لزيد بن وهب: كان زيد بن وهب قد أثر الرحل بوجهه من الحج والعمرة.

- وقال سحنون الفقيه: كان عبد الله بن وهب قد قسم دهره أثلاثا: ثلثا في الرباط، وثلثا يعلم الناس بمصر، وثلثا في الحج، وذكر أنه حج ستا وثلاثين حجة.

- وعن محمد بن سوقة قال: قيل لمحمد بن المنكدر: تحج وعليك دَيْن؟ قال: الحج أقضى للدين ـ قال: يعني إذا حججت قضى الله عني ديني -.

وممن ذكر أنه حج أكثر من أربعين حجة: سعيد بن المسيب، ومحمد بن سوقة، وبكير بن عتيق، وابن أبي عمر العدني، وسعيد بن سليمان، وجعفر الخلدي، والعباس بن سمرة أبو الفضل الهاشمي، وأيوب السختياني، وهمام بن نافع، ومكي بن إبراهيم وغيرهم كثير.

ومن المعاصرين سماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته – وغيره.

لطيفة ونادرة:
روى إسماعيل بن أمية حديثا عن أعرابي، قال إسماعيل بن أمية: فذهبت أعيد على الأعرابي لأنظر كيف حفظه، فقال: يا ابن أخي أتراني لم أحفظ؟ ! لقد حججت ستين حجة أو سبعين حجة، ما منها حجة إلا وأنا أعرف البعير الذي حججت عليه!!.

التعليق:
الأصل أن كثرة الحج والعمرة مرغب فيها شرعا،
وقد دلت على ذلك نصوص كثيرة منها:
- حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة».

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه».

- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلى الجنة».

- وعن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان بالله» قال: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» قال: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور».

- وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: «لا لكن أفضل الجهاد حج مبرور».

- وعن ابن شماسة المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت، فبكى طويلا، وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: يا أبتاه أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا، أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا، قال: فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إني كنت على أطباق ثلاث: لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله مني ولا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه فقتلته فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: «ما لك يا عمرو؟» قال قلت: أردت أن أشترط، قال: «تشترط بماذا؟» قلت: أن يغفر لي، قال: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله...».

تنبيهان:
1- لو لم يرد في فضل الحج إلا أنه أحد أركان الإسلام الخمسة لكان ذلك كافيا في بيان منزلته، قال تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)
[آل عمران: 97]،
وقال صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان»،
ولما سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، عدّ له الأركان الخمسة، ومنها الحج.

2- ذهب جمع من أهل العلم ومنهم الإمام ابن المنذر إلى أن الحج المبرور يكفر جميع الذنوب لظاهر الأحاديث الآنفة الذكر، وهو قول قوي.

فيا أخي: لا تغلب على الحج إلا من عذر وإياك والتسويف، فالعمر قصير، والفرص لا تعوض، نعم ربما يكون هناك مصالح تقتضي عدم الإكثار من الحج ولكن هذه المصالح لا يقررها إلا العلماء العارفون بالكتاب والسنة،
قالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
«فرض الله الحج على كل مكلف مستطيع مرة في العمر، وما زاد على ذلك فهو تطوع وقربة يتقرب بها إلى الله، ولم يثبت في التطوع بالحج تحديد بعدد، وإنما يرجع تكراره إلى وضع المكلف المالي والصحي، وحال من حوله من الأقارب والفقراء، وإلى اختلاف مصالح الأمة العامة، ودعمه لها بنفسه وماله، وإلى منزلته في الأمة ونفعه لها حضرا وسفرا في الحج وغيره، فلينظر كل إلى ظروفه وما هو أنفع له وللأمة فيقدمه على غيره».






رد مع اقتباس
قديم 08-03-2020, 09:46 AM   #7


الصورة الرمزية طيبة

 عضويتي » 7
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 07-11-2022 (02:34 AM)
آبدآعاتي » 1,629
الاعجابات المتلقاة » 132
الاعجابات المُرسلة » 286
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » طيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of light
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

طيبة غير متواجد حالياً

افتراضي



( 3 ) الصالحون... والحرص على لقاء العلماء والإخوان في الحج

- قال أيوب السختياني: «إن مما يزيدني رغبة في الحج وحضوره أن ألقى إخوانا لي فيه لا ألقاهم في غيره»، وقال أيضا: «كانوا يحجون للقي به».
- وقال أيوب بن سليمان بن بلال: قلت لعبيد الله بن عمر: أراك تتحرى لقاء العراقيين في الموسم؟ فقال: والله.
ما أفرح في سنتي إلا أيام الموسم، ألقى أقواما قد نور الله قلوبهم بالإيمان، فإذا رأيتهم ارتاح قلبي؛ منهم: أيوب.
- وكان أبو صخر الأيلي يوافي المواسم كل عام مع محمد بن المنكدر، وصفوان بن سليم، ويزيد بن خصيفة، وسليمان بن سحيم، وأبي حازم فيلقون عمر بن ذر فيقص عليهم، ويذكرهم أمر الآخرة، فلا يزالون كذلك حتى ينقضي الموسم ثم لا يلتقون بعد إلا في كل موسم.
- وقال محمد بن الفضل البزاز: سمعت أبي يقول: حججت مع أحمد بن حنبل، ونزلنا في مكان واحد، فلما صليت الصبح درت المسجد فجئت إلى مجلس سفيان بن عيينة، وكنت أدور مجلسا مجلسا؛ طلبا لأحمد بن حنبل، حتى وجدت أحمد عند شاب أعرابي وعلى رأسه جمة فزاحمته حتى قعدت عند أحمد بن حنبل، فقلت: يا أبا عبد الله تركت ابن عيينة وعنده الزهري وعمرو بن دينار وزياد بن علاقة ومن التابعين ما الله به عليم!، فقال لي: اسكت! فإن فاتك حديث بعلو تجده بنزول، ولا يضرك في دينك ولا في عقلك، وإن فاتك عقل هذا الفتى أخاف أن لا تجده إلى يوم القيامة، ما رأيت أحدا أفقه في كتاب الله عز وجل من هذا الفتى القرشي. قلت: من هذا؟ قال: محمد بن إدريس الشافعي.
- وقال سفيان الثوري: حججت حججا لألقى ابن لهيعة.
- وقال الأوزاعي: حججت فلقيت عبدة بن أبي لبابة بمنى فقال لي: هل لقيت الحكم؟ قلت: لا قال: فاذهب فالقه فما بين لابتيها أفقه منه! قال: فلقيته فإذا برجل حسن السمت مقنع.
- وقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر: إنه ليزيدني في الحج رغبة لقاء عمرو بن دينار، فإنه كان يحبنا ويفيدنا.
- وقال سفيان بن عيينة: قال لي ابن جريج: دلني وأدلك على المشايخ إذا قدموا الموسم، فقدم يحيى بن يحيى الغساني فسمعت منه ولم أعلمه!، فلما انقضى الموسم اجتمعنا نتذاكر، فذكرت يحيى بن يحيى الغساني فقال: متى سمعت منه؟ قلت: كان حضر الموسم! فقال: حدثني فلان، وحدثني فلان، وقال: من خنس يحيى بن يحيى خنس منه مثل هؤلاء!!.
وقد عقد أبو عبد الله الفاكهي في كتابه الشهير «أخبار مكة» بابا قال فيه: «ذكر تلاقي الإخوان في الحج بمكة ومنى وما جاء في ذلك»، وذكر بعض الآثار المتقدمة.
وكان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب يجعل من الحج فرصة للقيا عماله ومحاسبتهم قال عطاء بن أبي رباح: كان عمر  يكتب إلى عماله أن يوافوه بالموسم فإذا اجتمعوا قام فقال: أيها الناس إني استعملت عليكم عمالي هؤلاء ولم أستعملهم ليصيبوا من أبشاركم ولا من أموالكم ولا من أعراضكم، ولكن استعملتهم ليحجزوا بينكم... إلى آخر ما قال رضي الله عنه.
قلت: وللمحدثين في هذا الباب أخبار ونوادر جديرة بالجمع والإفراد يتجلى فيها:
- العناية بالعلم والحرص على طلبه والرحلة في ذلك، وقد قال الفضيل بن عياض: «لا يخلص لأصحاب الحديث حج، وسفيان بن عيينة حي». ومعناه أن أصحاب الحديث يحجون بقصد السماع من سفيان، لأن سفيان بن عيينة ممن طال عمره فعلى إسناده، وطلب الإسناد العالي سنة عند المحدثين، ومن الأمثلة على قول الفضيل قول علي بن المديني: «حججت حجة وليس لي همة إلا أن أسمع من سفيان يذكر في هذا الحديث الخبر حتى سمعته يقول: حدثنا عمرو بن دينار، وقد كنت سمعت هذا من سفيان من قبل ذلك ولم يذكر فيه الخبر». أي رحل إلى سفيان من أجل التأكد من صيغة التحمل التي استعملها سفيان والتأكد من السماع!.
- وضع المعايير الدقيقة لنقد السنة النبوية من خلال الاستفادة من الحج، ومن ذلك أنهم ربما ضعفوا الراوي بسبب أنه لم يسمع من شيخه إلا في الحج فلم يضبط عنه قال ابن رجب: «أصحاب الزهري الذين ضعفوا فيه: ومنهم جماعة من أصحاب الزهري ضعفوا في الزهري خاصة منهم: سفيان بن حسين؛ قال ابن معين: هو عن غير الزهري أثبت منه عن الزهري إنما سمع من الزهري بالموسم يعني لم يصحبه ولم يجتمع به غير أيام الموسم».
- ومن ذلك أيضا: أنهم ضبطوا «كم حج الراوي؟»، و«سنة كم حج؟»، و «من لقي في الحج؟»، و«كيف حدث في الحج؟» ولا شك أن هذا له أثر على معرفة لقيا الرواة وسماع بعضهم من بعض، قال أحمد بن حنبل: حج ثور بن يزيد الشامي والأوزاعي سنة خمس ومائة فسمع الناس منهما في المواسم. وقال أيضا: حماد بن سلمة لم يخرج إلى الكوفة، حج فسمع من سلمة بن كهيل، وأما عطاء وغيره فقدموا عليهم. وقال ابن بكير: حج الليث بن سعد سنة ثلاث عشرة فسمع من ابن شهاب بمكة وسمع من أبي مليكة وعطاء وأبي الزبير ونافع وعمران بن أنس وعدة مشايخ، وقال عمرو بن دينار: سمعت مجالد سنة سبعين عند درج زمزم عام حج مصعب بن الزبير يحدث عمرو بن أوس وجابر بن زيد،، وقال حميد الطويل: لم يحج الحسن إلا حجتين حجة في أول عمره وأخرى في آخر عمره.
- ومن ذلك أيضا: معرفة أقدار المحدثين ومكانتهم وجلالتهم في الحج، فكلما كان المحدث أجل كانت العناية بلقائه والسماع منه أشد، بل كان بعض المتحدثين يحزن إذا لم يجتمع إليه طلاب الحديث، قال بشر بن السري: قال عبد الرزاق بن همام: قدمت مكة مرة فأتاني أصحاب الحديث ثم انقطعوا عني يومين أو ثلاثة، فقلت: يا رب ما شأني كذاب أنا! أبي شيء أنا! قال فجاءوني بعد ذلك، وفي رواية قال عبد الرزاق: قدمت مكة فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني أصحاب الحديث فمضيت وطفت وتعلقت بأستار الكعبة وقلت: يا رب مالي أكذاب أنا! أمدلس أنا! قال: فرجعت إلى البيت فجاؤني.
والنبذة اليسيرة المتقدمة تبين لك أن المحدثين يسيرون على مناهج وأصول دقيقة مبنية على السبر والاستقراء والتتبع مع تجرد وحسن نية، لا كما يدعي أعداء السنة النبوية!!.
التعليق: أخي الحاج... سمعت أخبار سلفنا الصالح وعنايتهم بلقاء العلماء والصالحين في الحج وهم في ذلك يستشعرون أن من مقاصد الحج الالتقاء والتآلف والتعارف مما يجعل المسلمين أمة واحدة وصفا واحدا فيما يعود عليهم بالنفع في أمر دينهم ودنياهم ومظاهر الحج كلها دالة على هذا المقصد، فزي الحجيج واحد، ويتوجهون إلى رب واحد بتلبية واحدة، يطوفون حول بيت واحد، ويؤدون نسكا واحدا.
إن الحج ملتقى كبير يفد إليه الحجاج من أنحاء المعمورة إلى الأرض المقدسة، ألوان مختلفة، وأجناس متعددة، وألسن متباينة.
قال سماحة الشيخ بن باز رحمه الله: «إن الله عز وجل جعل موسم الحج مؤتمرا لعباده يجتمعون فيه من أنحاء الدنيا، وعن سائر أجناس البشر، يريدون القربة إلى الله وسؤاله والضراعة إليه، ويطلبون حط ذنوبهم وغفران سيئاتهم، يرفعون إليه جميع حوائجهم ويسألونه سبحانه من فضله، ويتوبون إليه من تقصيرهم وذنوبهم، ويتعارفون فيه، ويتشاورون فيه، ويتناصحون ويأتمرون بالمعروف ويتناهون عن المنكر، وذلك من جملة المنافع التي أشار إليها سبحانه في قوله عز وجل: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) [الحج: 27، 28]».
وعلى أهل العلم والفضل أن يغتنموا فرصة التقائهم بالحجاج في هذه المواطن المقدسة فيعلموهم ما يلزم من مناسك الحج وأحكامه على وفق الكتاب والسنة، وأن لا يشغلهم ذلك عن الدعوة إلى أصل الإسلام الذي من أجله بعثت الرسل وأنزلت الكتب ألا وهو التوحيد. وأنت لو أردت أن تتواصل مع هذا الكم الهائل من المسلمين، لوجدت هذا أمرا صعبا عسيرا. فها هم قد جاءوك هنا، وأمكن أن توصل إليهم هذه القضية المهمة بكل سهولة ويسر... وكم من حاج رجع إلى بلده داعية إلى التوحيد.. ونبذ الشرك.. بعد أن عرف حقيقة التوحيد في الحج.





رد مع اقتباس
قديم 08-03-2020, 10:22 AM   #8


الصورة الرمزية طيبة

 عضويتي » 7
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 07-11-2022 (02:34 AM)
آبدآعاتي » 1,629
الاعجابات المتلقاة » 132
الاعجابات المُرسلة » 286
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » طيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of light
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

طيبة غير متواجد حالياً

افتراضي



( 4 ) الصالحون... وقلة التّرفُّه في الحج

المراد بالترفه هو: إراحة النفس والتمتع بالنعمة وسعة العيش والتوسع في ذلك، والأفضل في الحج ترك التّرفُّه في المآكل والملابس والمراكب والمساكن،

قال الإمام البخاري في صحيحه: باب الحج على الرحل، وقال أبان: حدثنا مالك بن دينار عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معها أخاها عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم وحملها على قتب، وقال عمر رضي الله عنه: شدوا الرحال في الحج فإنه أحد الجهادين.
ثم ذكر حديث ثمامة بن عبد الله بن أنس قال: حج أنس على رحل ولم يكن شحيحا، وحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج على رحل وكانت زاملته.

قال ابن حجر: «قوله: (باب الحج على الرحل) بفتح الراء وسكون المهملة وهو للبعير كالسرج للفرس، أشار بهذا إلى أن التقشف أفضل من الترفه».

وفي حديث عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنه كان يسمع أسماء كلما مرت بالحجون تقول: صلى الله على رسوله وسلم لقد نزلنا معه ها هنا، ونحن يومئذ خفاف الحقائب، قليل ظهرنا، قليلة أزوادنا، فاعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير وفلان وفلان فلما مسحنا البيت أحللنا ثم أهللنا من العشي بالحج.
وقد عقد البيهقي في «السنن الكبرى» بابا قال فيه «باب: الحاج أشعث أغبر فلا يدهن رأسه ولحيته بعد الإحرام».

وقال المنذري في كتابه «الترغيب والترهيب»:
«الترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياب اقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام»،

ثم ذكر عددا من الأحاديث الدالة على ذلك ومنها حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل ليباهي الملائكة بأهل عرفات يقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا».

قلت: وقد سار على هذا الصالحون في حجهم:
- قال مجاهد: قال رجل عند ابن عمر: ما أكثر الحاج! فقال ابن عمر: ما أقلهم!، قال: فرأى ابن عمر رجلا على بعير على رحل رث خطامه حبل فقال: لعل هذا.

- وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في طريقه إلى مكة ـ وقد رأى ناسا محرمين -: تشعثون وتغبرون وتنفلون وتضحون لا تريدون بذلك شيئا من عرض الدنيا ما نعلم سفرا خيرا من هذا ـ يعني الحج -.

- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حج أبي خمس حجج ماشيا، واثنتين راكبا، وأنفق في بعض حجاته عشرين درهما.

- وقال أبو نعيم: قدم المهدي مكة وسفيان الثوري بمكة، فدعاه فقال له سفيان ـ وقد رأى ما قد هيأه للحج -: اتق الله وأعلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حج فأنفق ستة عشر دينارا، وفي رواية: قال سفيان: ما هذه الفساطيط؟ ما هذه السرادقات؟ حج عمر بن الخطاب فسأل كم أنفقنا في حجتنا هذه؟ فقيل: كذا وكذا دينارًا ـ ذكر شيئا يسيرا ـ فقال: لقد أسرفنا.

- وقال سفيان الثوري: أدخلت على المهدي بمنى فقلت له: اتق الله فإنما أنزلت هذه المنزلة، وصرت في هذا الموضع بسيوف المهاجرين والأنصار؛ وأبناؤهم يموتون جوعا، حج عمر بن الخطاب فما أنفق إلا خمسة عشر دينارا، وكان ينزل تحت الشجر فقال لي: أتريد أن أكون مثلك؟ قلت: لا تكن مثلي، ولكن كن دون ما أنت فيه، وفوق ما أنا فيه! فقال لي: اخرج.

- وقال ابن أبي نجيح: حج الحسن بن علي ماشيا، وقسم ماله نصفين.

- قيل لبعض الصلحاء: ما المعني في شعث المحرم؟ قال: ليشهد الله تعالى منك الإعراض عن العناية بنفسك، فيعلم صدقك في بذلها لطاعته.

التعليق:
قال تعالى: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)
[الحج: 29]

وخلاصة القول في التفث ما حرره العلامة السعدي بقوله:
«أي يقضوا نسكهم ويزيلوا الوسخ والأذى الذي لحقهم في حال الإحرام».

وفي الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل ليباهي الملائكة بأهل عرفات يقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا».

قلت: وكثيرا ما يعلل الفقهاء المنع من بعض محظورات الإحرام بقولهم «منعا من الترفه» أو «بعدا عن الترفه» أو «أن الحاج أشعث أغبر» ومن طالع «كتاب الحج» من كتاب المغني لابن قدامة، أو المجموع للنووي، أو شرح العمدة لابن تيمية، وكتب شروح الأحاديث تبين له ذلك جليا.

قال النووي – بعد ذكر محظورات الإحرام -:
«قال العلماء: والحكمة في تحريم اللباس المذكور على المحرم ولباسه الإزار والرداء أن يبعد عن التّرفُّه ويتصف بصفة الخاشع الذليل، وليتذكر أنه محرم في كل وقت فيكون أقرب إلى كثرة أذكاره، وأبلغ في مراقبته وصيانته لعبادته، وامتناعه من ارتكاب المحظورات، وليتذكر به الموت ولباس الأكفان، ويتذكر البعث يوم القيامة والناس حفاة عراة مهطعين إلى الداعي، والحكمة في تحريم الطيب والنساء أن يبعد عن التّرفُّه وزينة الدنيا وملاذها ويجتمع همه لمقاصد الآخرة».

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
«الإحرام مبناه على مفارقة العادات في الترفه، وترك أنواع الاستمتاعات فلا يلبس اللباس المعتاد، ولا يتطيب، ولا يتزين، ولا يتظلل ويلازم الخشوع والإخشيشان، ويقصد بيت الله أشعث أغبر».

أخي الحاج... إن مما يلفت النظر في هذا الزمان أن كثيرا من الحجاج لم يستشعروا أن الإحرام مبناه على مفارقة العادات في الترفه، وترك أنواع الاستمتاعات – وتقدم من النصوص وأحوال السلف ما يدل على ذلك – فترى بعض الحجاج كأنه في نزهة وسياحة وقد اصطحب معه وسائل اللهو والترفيه، وأنواع الترفه، ومما ساعد في انتشار هذه الظاهرة بعض حملات الحج التي ما فتأت تنشر الدعايات المغرية والإعلانات المشوقة

ولعلي أذكر تحقيقا نشر في بعض الجرائد حول هذه الظاهرة جاء فيه:
«شهدت حملات الحج الداخلي منافسة محمومة للفوز بأكبر عدد من الحجاج، ولجأت بعض الحملات إلى تقديم خدمات مبالغ فيها للأثرياء الراغبين في الحج، منها: استقبال الحاج بسيارة فارهة، والسكن في مكة المكرمة داخل شقق راقية، أما في عرفة ونظرا لعدم وجود مبان فإن السكن سيكون في خيمة كبيرة مجهزة بوسائل الراحة والرفاهية كافة، حيث ستكون الأرضية من السيراميك مع توفير حمام سباحة، وخدمة فاكس وإنترنت وعيادة خاصة، وثلاث وجبات متنوعة بنظام البوفيه المفتوح، مع توفير المشروبات الساخنة والباردة على مدار الساعة، إضافة إلى خدمة الغسيل والكي المجاني.
ووصلت أسعار بعض تلك الحملات إلى ما يقارب مائة ألف ريال.
وقسمت بعض الحملات أسعارها إلى فئات الأولى الذهبية، والثانية الفضية، والثالثة المميزة، والرابعة الفاخرة...».

قلت: وهذا تكلف ظاهر يخالف هدي الإسلام الذي يأمر بعدم الإسراف في الأحوال العادية فما بالك في عبادة وشعيرة مطلوب فيها مفارقة الترفه، وترك الاستمتاعات، تقدم أن سفيان الثوري لما دخل على الخليفة المهدي، قال له – وقد رأى ما قد هيأه للحج -: اتق الله واعلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حج فأنفق ستة عشر دينارا،
وفي رواية: قال سفيان: ما هذه الفساطيط؟ ما هذه السرادقات؟ حج عمر بن الخطاب فسأل كم أنفقنا في حجتنا هذه؟ فقيل: كذا وكذا دينارا – ذكر شيئا يسيرا – فقال: لقد أسرفنا.

قلت: وقد جر هذا الترف والتوسع حرجا ومضايقات على الحملات فكلما تأخرت وجبة غذائية أو تعذر شيء من وسائل الترفيه أقام بعض الحجاج الدنيا ولم يقعدها، وإذا لم يحضر نوع من أنواع المرطبات بدأ يزمجر، ويلقي التهم بالبخل والسرقة والنصب والاحتيال، ولكن لو اقتصر الأمر في الحملات على توفير الطعام العادي، بدون إسراف ولا مخيلة لحصل المقصود.

وأنبه أن الحاج ليس ممنوعا من الاغتسال ومن أكل الطيبات وفي ذلك نصوص وآثار عن السلف والعلماء ليس هذا موضع ذكرها.

فائدة: حديث ابن عمر قال: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من الحاج يا رسول الله؟ قال: «الشّعث التّفل» رواه الترمذي وابن ماجه، وضعفه الترمذي فقال: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزي وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه».

فيا حجاج بيت الله حجوا كما حج الصالحون، وإياكم والترفه والتوسع في الرفاهية، واعلموا أنكم في عبادة عظيمة الأجر فيها على قدر النّصب.





التعديل الأخير تم بواسطة طيبة ; 08-03-2020 الساعة 10:26 AM

رد مع اقتباس
قديم 08-03-2020, 10:32 AM   #9


الصورة الرمزية طيبة

 عضويتي » 7
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 07-11-2022 (02:34 AM)
آبدآعاتي » 1,629
الاعجابات المتلقاة » 132
الاعجابات المُرسلة » 286
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » طيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of light
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

طيبة غير متواجد حالياً

افتراضي



( 5 ) الصالحون... وقلة الكلام في الحج إلا من ذكر الله عز وجل

- قال الجريري: أحرم أنس بن مالك من ذات عرق قال: فما سمعناه متكلما إلا بذكر الله حتى حلّ، فقال: يا ابن أخي هكذا الإحرام.

- قال منصور بن المعتمر: كان شريح – هو: ابن الحارث القاضي – إذا أحرم كأنه حية صماء.

- وقال نافع مولى ابن عمر: لقد أدركت أقواما يطوفون بهذا البيت كأن على رءوسهم الطير خشعا.

- وقال عطاء بن أبي رباح: رأيت عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما يطوفان بالبيت جميعا كأن على رءوسهما الطير تخشعا.

- وقال عطاء: طفت وراء ابن عمر وابن عباس فلم أسمع أحدا منهما يتكلم في الطواف.

- وقال عروة بن الزبير: خطبت إلى عبد الله بن عمر ابنته ونحن في الطواف فسكت ولم يجبني بكلمة! فقلت: لو رضي لأجابني والله لا أراجعه فيها بكلمة أبدا، فقدر له أن صدر إلى المدينة قبلي، ثم قدمت فدخلت مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وأديت إليه من حقه ما هو أهله فأتيته ورحب بي، وقال: متى قدمت؟ فقلت: هذا حين قدومي، فقال: أكنت ذكرت لي سودة بنت عبد الله ونحن في الطواف نتخايل الله عز وجل بين أعيننا، وكنت قادرا أن تلقاني في غير ذلك الموطن، فقلت: كان أمرا قدر! قال: فما رأيك اليوم؟ قلت: أحرص ما كنت عليه قط! فدعا ابنيه سالما وعبد الله فزوجني.
- وقال خلّاد بن عبد الرحمن: سألت سعيد بن جبير: أي الحاج أفضل؟ قال: من أطعم الطعام وكف لسانه.
قال الثوري: سمعنا أنه من بر الحج. قلت: ويروى هذا مرفوعا ولا يصح.

التعليق: قال ابن قدامة – تعليقا على قول أبي القاسم الخرقي: «ويستحب له قلة الكلام إلا فيما ينفع وقد روي عن شريح أنه كان إذا أحرم كأنه حية صماء» -: «وجملة ذلك أن قلة الكلام فيما لا ينفع مستحبة في كل حال، صيانة لنفسه عن اللغو والوقوع في الكذب وما لا يحل، فإن من كثر كلامه كثر سقطه... وهذا في حال الإحرام أشد استحبابا، لأنه حال عبادة واستشعار بطاعة الله عز وجل فيشبه الاعتكاف، وقد احتج أحمد على ذلك بأن شريحا رحمه الله كان إذا أحرم كأنه حية صماء، فيستحب للمحرم أن يشتغل بالتلبية وذكر الله تعالى، أو قراءة القرآن، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، أو تعليم لجاهل، أو يأمر بحاجته، أو يسكت، وإن تكلم بما لا مأثم فيه، أو أنشد شعرا لا يقبح، فهو مباح ولا يكثر».

قلت: وقد قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) [الحج: 197]

قال العلامة السعدي في تفسيره (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) أي: يجب أن تعظموا الإحرام بالحج، وخصوصا الواقع في أشهره، وتصونوه عن كل ما يفسده أو ينقصه من الرفث وهو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية، خصوصا عند النساء بحضرتهن، والفسوق وهو جميع المعاصي ومنها محظورات الإحرام، والجدال وهو المماراة والمنازعة والمخاصمة لكونها تثير الشر وتوقع العداوة، والمقصود من الحج الذل والانكسار لله والتقرب إليه بما أمكن من القربات والتنزه عن مقارفة السيئات، فإنه بذلك يكون مبرورا، والمبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وهذه الأشياء وإن كانت ممنوعة في كل مكان وزمان فإنها يتغلظ المنع عنها في الحج».

أخي الحاج... غفل بعض الحجاج عن هذا الهدي العظيم لسلفنا الصالح فأخذ يطلق لسانه في كل شيء، وربما لم يتورع عن السباب والمراء والخصومات، فضلا عن فضول الكلام، فتراه يشتم هذا، ويسب هذا، ويخاصم ذاك، وبقية نهاره في قيل وقال وكثرة الكلام!! فقل بربك: متى يقرأ هذا الصنف من الحجاج كتاب الله؟ ! ومتى يعيش مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت هذه حاله؟ !.
إن هذا النوع من الحجاج لم يستشعر حرمة الزمان والمكان والحال التي هو عليها، فالله المستعان.

إن على الحاج أن يجعل له برنامجا علميا وعمليا في الحج فيختم القرآن، ويحافظ على الأوراد والأذكار، ويلزم الدعاء في الليل والنهار، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويعلم الجاهل، ويساعد المحتاج. ويجاهد نفسه على ذلك، خاصة إذا كان في حملة من حملات الحج والتي يكون لفضول الكلام فيها لذة حيث إن الناس مجتمعون في مكان واحد، وليس عندهم شغل، والوضع مهيأ!.

ومن المهم التنبه إلى ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية: «فالسكوت بلا قراءة ولا ذكر ولا دعاء ليس عبادة ولا مأمورا به، بل يفتح باب الوسوسة، فالاشتغال بذكر الله أفضل من السكوت، وقراءة القرآن من أفضل الخير وإذا كان كذلك فالذكر بالقرآن أفضل من غيره...».

فيا حجاج بيت الله حجوا كما حج الصالحون، واحذروا الجدال والمراء، وإياكم وفضول الكلام، واشتغلوا بالذكر وقراءة القرآن والعلم والتعليم.. فأيام الحج قليلة يوشك أن تنقضي.






رد مع اقتباس
قديم 08-03-2020, 10:40 AM   #10


الصورة الرمزية طيبة

 عضويتي » 7
 جيت فيذا » Apr 2020
 آخر حضور » 07-11-2022 (02:34 AM)
آبدآعاتي » 1,629
الاعجابات المتلقاة » 132
الاعجابات المُرسلة » 286
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » طيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of lightطيبة is a glorious beacon of light
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

طيبة غير متواجد حالياً

افتراضي



( 6 ) الصالحون... وقوة العبادة في الحج

- قال أبو إسحاق السبيعي: حج مسروق – هو: ابن الأجدع – فما نام إلا ساجدا.

- قال محمد بن سوقة عن أبيه أنه حج مع الأسود فكان إذا حضرت الصلاة أناخ ولو على حجر، قال: وحج نيفا وسبعين.

- وقال ضمرة بن ربيعة: حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومائة، فما رأيته مضطجعا في المحمل في ليل ولا نهار قط، كان يصلي، فإذا غلبه النوم، استند إلى القتب.

- وقال عبد العزيز بن أبي حازم: عادلني صفوان بن سليم إلى مكة فما وضع جنبه في المحمل حتى رجع.

- قال محمد بن إسحاق: قدم علينا عبد الرحمن بن الأسود حاجا، فاعتلت إحدى قدميه، فقام يصلي حتى أصبح على قدم، فصلى الفجر بوضوء العشاء.
قلت: تقدم التعريف بعبد الرحمن وبيان أنه سافر ثمانين ما بين حجة وعمرة لم يجمع بينهما، وقال الحكم بن عتيبة: لما احتضر عبد الرحمن بن الأسود بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أسفا على الصوم والصلاة!، قال: ولم زل يقرأ القرآن حتى مات.

- قال أبو يحيي: صبحت سلم بن سالم في طريق مكة فما رأيته وضع جنبه في المحمل إلا ليلة واحدة ومد رجليه ثم استوى جالسا.

- وقال نافع: كان ابن عمر رضي الله عنهما أنه إذا قدم إلى مكة طاف بالنهار خمسة، وبالليل سبعة، وكان يحب أن ينصرف على وتر من طوافه.

- وكان المغيرة بن الحكيم الصنعاني يحج من اليمن ماشيا، وكان له ورد بالليل يقرأ فيه كل ليلة ثلث القرآن فيقف فيصلي حتى يفرغ من ورده ثم يلحق بالركب متى لحق بهم، فربما لم يلحقهم إلا في آخر النهار.

- كان أبو بكر محمد بن واسع – زين القراء – يصلي في طريق مكة ليله أجمع غي محمله، يومئ إيماء، ويأمر حاديه أن يرفع صوته خلفه، حتى يشغل عنه بسماع صوت الحادي فلا يتفطن له.

- قال أبو سليمان المكتب: صحبت كرزا إلى مكة فكان إذا نزل أخرج ثيابه فألقاها في الرحل ثم تنحى للصلاة، فإذا سمع رغاء الإبل أقبل.

- وقال سفيان بن عيينة: سمعت ابن شبرمة يقول قلت لابن هبيرة:

لو شئت كنت ككرز في تعبـــــده *** أو كابن طارق حول البيت في الحرم

قد حال دون لذيذ العيش خوفهما *** وسارعا في طلاب الفوز والكـــــــــرم


فقال لي ابن هبيرة: من كرز ومن ابن طارق؟ قلت: أما كرز فكان إذا قدم مكة طاف ليله ونهاره، وأما ابن طارق يطوف في كل يوم وليلة سبعين أسبوعا.

قال سفيان: فحدثني ابن المبارك قال: قدمت البصرة فسمع بي شعبة فأتاني، فسمع هذه الأبيات، فقلت: يا أبا بسطام، أنت تسمع هذا؟ قال: لو كنت في أقاصي البصرة في بني يشكر لأتيتك حتى أسمع هذا منك.

وقد عقد ابن أبي شيبة في «مصنفه» بابا قال فيه: «من كان يستحب إذا دخل الرجل مكة أن لا يخرج حتى يقرأ القرآن».

- ثم ذكر قول إبراهيم النخعي: كان يعجبهم إذا قدموا مكة أن لا يخرجوا منها حتى يختموا القرآن بها.

- وقال الحسن: كان يعجبهم إذا قدموا للحج أو العمرة أن لا يخرجوا حتى يقرءوا ما معهم من القرآن.

- وقال إبراهيم: قرأ علقمة القرآن في ليلة بمكة: طاف بالبيت سبعا، ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بالمئين، ثم طاف سبعا، ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بالمثاني، ثم طاف سبعا، ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن.

- وقال أبو الفرج الإسفراييني: كان الخطيب البغدادي معنا في الحج فكان يختم كل يوم قريب الغياب قراءة ترتيل، ثم يجتمع عليه الناس وهو راكب فيقولون: حدثنا، فيحدث.

التعليق: القوة في العبادة مطلوبة شرعا
قال تعالى:
(خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
[البقرة: 63]،
وقال تعالى: (خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا)
[البقرة: 93]،
وقال تعالى:
(وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ)
[الأعراف: 145]،
وقال تعالى: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ)
[مريم: 12].

وتتأكد هذه القوة والعزم والحزم مع فضيلة الزمان والمكان وهو متوفر في هذه الشعيرة العظيمة «الحج»، وقد رأيت – أخي الحاج – كيف كانت عبادة سلفنا الصالح في الحج وقوتهم في ذلك لأنهم يستشعرون عظمة الزمان والمكان، وأن الحسنات تضاعف، والعبادة فيه أفضل من غيره، وقد وقف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة يدعو الله عز وجل من زوال الشمس إلى غروبها مبتهلا بالذكر والدعاء والإنابة والخشوع، رافعا يديه حتى إنه سقط زمام راحلته فأمسكه بإحدى يديه وهو رافع الأخرى، ولم يمل ولم يتعب من طول القيام والدعاء.. إنها القوة في العبادة، واللذة في المناجاة!.

ومما يلفت النظر أن بعض الحجاج لا يراعي حرمة الزمان والمكان، ولا يستشعر أنه خرج من بيته وأهله وماله وبلده للحصول على الأجر والثواب، ولا يفرق بين كونه محرما أو غير محرم، فتراه يقضي وقته في قيل وقال، وقصص وفكاهات، وربما تناولوا فلانا وفلانا بالغيبة والسخرية، وربما أشغلهم الشيطان بالحديث عن أمور الدنيا والإغراق في ذلك والجدال والخصام، وربما حصل تبادل السباب بينهم، ولا شك أن من لم يشغل نفسه بالطاعة شغلته بالمعصية.

فما أحسن أن يعاهد الحاج نفسه من أول لحظة على القوة في العبادة ومجاهدة النفس على ذلك عسى أن يكون من المقبولين المقربين!.

قال ابن رجب: «وقد كان السلف يواظبون في الحج على نوافل الصلاة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على قيام الليل على راحلته في أسفاره كلها ويوتر عليها – ثم ذكر بعض الآثار المذكورة سابقا وقال: - سلام الله على تلك الأرواح، رحمة الله على تلك الأشباح، ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل: نزلوا بمكة في قبائل هاشم *** ونزلت بالبيداء أبعد منزل».

قال ابن مفلح: «بات عند الإمام أحمد رجل فوضع عنده ماء، قال الرجل: فلم أقم بالليل، ولم أستعمل الماء، فلما أصبحت قال لي: لم لا تستعمل الماء؟ فاستحييت وسكت، فقال: سبحان الله! سبحان الله! ما سمعت بصاحب حديث لا يقوم بالليل. وجرت هذه القصة معه لرجل آخر فقال: أنا مسافر، قال: وإن كنت مسافرا، حج مسروق فما نام إلا ساجدا، قال الشيخ تقي الدين: فيه أنه يكره لأهل العلم ترك قيام الليل، وإن كانوا مسافرين».

فيا حجاج بيت الله حجوا كما حج الصالحون، واجتهدوا في العبادة، وأنواع الطاعات فإنما هي أيام يسيرة يوشك أن تنقضي، وربما لا يتيسر لك – أخي الحاج – تكرارها..






رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

هكذا حج الصالحون والصالحات (بحث مطول من عدة مشاركات)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

تصميم احساس ديزاين للتصميم

الساعة الآن 06:32 AM


 »:: تطويرالكثيري نت :: إستضافة :: تصميم :: دعم فني ::»

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education