سورة الاعلى هي سورة مكية، وهي تسع عشرة آيه، وتفسير سورة الاعلى بالتفصيل لكل آية:
بدأ الله عز وجل سورة الاعلى بهذه الآية، معناها هو تنزيه الله عز وجل، بين النفس وبين الناس، وذلك في القيام بالعقائد التي أمرنا الله بها مثل السجود والحمد، وعبادة الله والاستكانة لعظمة الله عز وجل، قال تعالى: ﴿ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ﴾ [الأعراف: 206]
أي أن الله عز وجل خلق المخلوقات جميعها، فجعل بينها توازن وإحسان في الخلق، على سبيل المثال، نجد أن الأرض تدور حول نفسها وتدور حول الشمس، وتمتد عن الشمس ببعد لو اقتربت أكثر أو ابتعدت أكثر لهلك جميع من في الأرض. كل شيء من حولنا مدروس من لدن حكيم خبير وهو الله عز وجل.
هدى الله عز وجل المخلوقات كل إلى ما يناسبها، فهو الذي هدى جذور النباتات أن تمتص المعادن من التربة لنمو النبات، وهو الذي هدى الطفل الرضيع ليرضع من لبن أمه.الله عز وجل هو الذي أنبت الكلأ الأخضر
فجعله يابسًا مسودًا، وفي ذلك انتقال النبات من حالة الخضرة إلى حالة الاصفرار، وهذا عبارة عن تشبيه لحياة الإنسان التي يكون مصيرها إلى الفناء والزوال
سنعلمك يا محمد (عليه الصلاة والسلام) هذا القرآن قراءة لا تنساها وذلك بفضل من الله ومنّة
إلا ما شاء الله ومشيئة الله ليس فوقها مشيئة، وهذا يظهر أن حتى النبي عليه الصلاة والسلام هو بشر مثلنا يمكن أن ينسى، لكن الله عز وجل تكفل بعلمه وحفظه
نسهل عليك أمور الدين وأمور الدعوة لله عز وجل
ذكر يا محمد صلى الله عليه وسلم بالذكر وادعُ قومك للإيمان إن نفع معهم هذا الشيء
سيؤمن بك من فتح الله قلبه للإيمان وأراد صلاحه، وهذه علامة على صلاح القلب
سيبتعد ويكفر من ختم الله على قلبه
الشخص الذي يكفر بآيات الله مصيره إلى النار الأبدية
في النار، لا يوجد حياة نافعة ولا موت.
فاز الشخص الذي اتبع أوامر الله وطهر نفسه من الآثام
وذكر الله، وأدى العبادات والصلاة، وهذا هو المعيار الحقيقي للفلاح
يفضل الناس جميعهم نعيم الدنيا الزائل على نعيم الآخرة الباقي
الدار الآخرة والجنة التي عرضها السماوات والأرض، والشخص العاقل هو الذي يدرك ذلك.
هذا الأمر مذكور في الصحف الأولى قبل القرآن الكريم وقد دعا لذلك الأنبياء قبل محمد عليه الصلاة والسلام
وهي صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام، وهذه اخر اية في سورة الاعلى [1] [4]
ما معنى الأعلى في سورة الأعلى
تفسير الآية الأولى من سورة الاعلى: ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى)، هو أنه لا يوجد شيء أعظم من الله عز وجل، وهو أيضًا يعني تنزيه الله عز وجل عن كل ما سواه، وعن كل ما لا يليق به.
الأعلى تعني أن الله عز وجل ليس كمثله شيء، لا في الصفات التي تتميز بأنها خالية من النقائص، فالله عز وجل قديم منذ الأزل. وأفعال الله عز وجل لا يستطيع الإنسان أن يعترض عليها بمقدار ذره، وأسماء الله الحسنة هي الأسماء التي يمكن أن ندعوه بها، فهو الرحيم وهو العلي، وهو العظيم. أما أحكام الله عز وجل، فهي لرعاية مصالح العباد، ويجب علينا أن نطبق كل ما أمرنا الله عز وجل بتطبيقه.
المقصود أيضًا باسم ربك الأعلى في سورة الاعلى، هو تمجيد الله عز وجل، والصلاة والتعرف على الله، والصلاة باسم الله. وهذا الأمر مختلف عن صلاة المشركين وهي المكاء والتصدية والتصفيق.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: لما نزلت: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في ركوعكم »، ولما نزلت: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾.. قال: « اجعلوها في سجودكم». هذا الحديث الشريف دليل على وجوب قرن التنزيه الفعلي مع التنزيه القولي، ويتضمن ذلك: تنزيه اسم الله عن كل ما لا يليق به، مثل الأصنام، أو حتى تنزيه اسم الله الأعلى من وضعه على مكان ينافي حالة الخشوع، مثل المواكن غير الطاهرة.
أمرنا الله عز وجل أيضًا بتسميته بالأسماء الحسنة، قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180] ﴿ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الإسراء: 110]. لأن هذه الأسماء بالغة الحسن، ويجب ذكر الله فقط بها. [2] [3] ما معنى سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى
قال تعالى: (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى*الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) معنى التسبيح هو التنزيه، وهو يعني تنزيه الله عز وجل عن كل ما لا يليق به. هناك الكثير من الآيات الكريمة حول التسبيح، مثل قوله تعالى: ﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾
التسبيح هو تنزيه الله عن صفات البشر، فبالرغم من أن الله سبحانه وتعالى موجود ونحن موجودين، لكننا مختلفين بشكل كبير في الوجود. فنحن مصيرنا إلى الزوال والاختفاء والموت، بينما الله عز وجل باق لا يشغله فكرٌ عن فكر، وهو الباقي منذ الأزل.
لا يمكن أن يسبّح الإنسان ربه وينزهه ويعظمه لو كان لا يعرفه، لأن في معنى التسبيح معرفة الله عز وجل. قد يخطئ الشخص فيعتقد أن معنى هذه الآية هو الإمساك بمسبحة وقول: سبحان الله مئة أو ألف مرة، والقلب ساه يفكر بمئة شيء أو حتى يشاهد التلفاز أو يقوم بالمعاصي. لا يا أخي، ليس هذا هو التسبيح، التسبيح يكون في القلب، وهو يشمل تنزيه الله عن كل مما لا يليق به. بحيث يجب أن تكون مرضاة الله أحب إلى المسلم من أي شيء، وقيل أن ما فاته معرفة الله فاته كل شيء
معنى التسبيح هو التعظيم، وهو معرفة الله عز وجل والتفكير بآياته والانشغال بالأعمال الصالحة. وإذا انشغل الإنسان بغير الأمور التي خلقه الله من أجلها، فقد ضل.
إن لم يفكر المؤمن بآيات الله، ويظن بالله ظن السوء، وظنّ أن الله خلقه عبثًا، أو أنه لن ينجيه من المجنة التي وقع فيها، فهو لا يعرف الله. وكيف يسبح الإنسان ربه وينزهه، وهو لا يعرفه!!
الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى: من رحمة الله تعالى بنا أنه أحسن خلق كل شيء، فلولا ذلك لكان لدينا عيون لكننا لا نستطيع الرؤية، ولدينا أذين لكننا لا نقوى على السمع، فسبحان من جعل هناك تسوية وتناسب في الخلق، الأمر ينطبق على كل شيء من حولنا، مثل الإبداع في تقدير حجم الأرض وبعدها عن الشمس. [1]