{ ❆اعلانات عشق الليالي ❆ ) ~ | |||||||||
|
|
|||
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||
في رحاب آية اليأس صفة الكافرين، والقنوط سمة الضالين
في رحاب آية
اليأس صفة الكافرين، والقنوط سمة الضالين ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]. لا يلوح في الأفق انفراج وشيك لأزمة قطاع غزة، فالحصار لا زال جاثماً، و المعبر المصري كَسَمِّ الخياط، والوصول إليه لا يقل عناءً عن شَدِّ الرحال إلى السجون الصهيونية، حيث يعاني ذوو الأسرى رحلة عذاب من قبل صلاة الفجر، ولا يكادون يَصِلون إلا حين تضعون ثيابكم من الظهيرة، ثم يعودون من بعد صلاة العشاء؛ ولم يفوزوا إلا بدقائق معدودة يرون فيها أبناءهم أو آبائهم، أو إخوانهم، أو أزواجهم من وراء حجاب، وربما لم يستطيعوا أن يكلموهم تكليماً إلا عبر الهاتف، وقد ضرب بينهم بسورٍ مُمَرَّدٍ من قوارير، فقد حيل بينهم وبين مصافحتهم بذلك الحاجز الزجاجي السميك. لذلك فإن إعادة الإعمار لما دَمَّره مَنْ مَثَلُهم في كتاب الله كمثل الحمار يراه المنكوبون بعيداً، والمشردون يحاكون اللاجئين في عام 48م، حيث يكتظون في مخيمات من الخيام التي لا تكاد تقي من حَرٍّ أو قُرٍّ، وكلما مضت الأيام ازدادوا بؤساً أو يأساً من تبدل خوفهم أمناً، وقد تعلقوا هم والشعب الفلسطيني بأهداب الحوار؛ عسى أن يكون الْتقاؤنا على كلمة سواء مدخلاً لإخراجنا من هذه الأزمة الظالم مفتعلوها، وأن يجعل لنا ربنا بذلك من لدنه ولياً، وأن يجعل لنا من لدنه نصيراً. غير أن مثلنا مع بعض فصائل الحوار كمن يرى عدواً ليس له من صداقته بُدٌّ، وهذا من نكد الدنيا على الحُرِّ الشريف؛ فإن تشبت أولئك البعداء بشروط الرباعية، والإقرار بشرعية الاحتلال، وضرورة الالتزام بكل التعهدات المبرمة مع الصهاينة، كان أشدَّ من استمساك اليهود أنفسهم بها، وهو ما أَدَّى إلى اصطدام الحوار بالجدار، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، مع الشُّحِّ المطاع، والهوى المُتَّبع. ولعل الأدهى والأَمَرَّ أن تتكشف الأنباء عن السعي الحثيث إلى تجديد الفلتان، والتجسس على المقاومة؛ تحضيراً لجولة جديدة من العدوان، مع تشديد القبضة على الضفة الغربية إلى حَدِّ اعتقال زوجات المجاهدين الأبطال، سواء منهم من قضى نَحْبَه، أو من ينتظر، بل التبييت لاغتيال طائفة من القادة؛ وكان آخر فصولها ما أصاب فضيلة الشيخ النائب حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي هَمُّوا فيها بما لم ينالوا، إذْ لم يَمْضِ على إمطار سيارته بالرصاص إلا بضعة أشهر، والحمد لله الذي نجَّاه من القوم الظالمين. ولما كان ربنا قد قَصَّ علينا من أنباء الرسل ما يثبت به أفئدتنا، ويُنْزل به السكينة علينا، فقد اجتهدت في عرض هذا المشهد من قصة سيدنا يعقوب وبنيه، إذ أمرهم أن يذهبوا، فيتحسسوا من يوسف وأخيه، وأن لا ييأسوا من روح الله ورحمته وفضله، فإن هذا ليس من شأن المؤمنين، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. إن المعروف أن سيدنا يعقوب عليه السلام قد حسد بنوه أخاهم من أبيهم، فكادوا له كيداَ، و ألقوه في غيابة الجُبِّ، وجاءوا على قميصه بدمٍ كذبٍ زاعمين أن الذئب قد أكله، وقد انقطعت أخباره عشرات السنين، تعرض فيها لكثيرٍ من الفُتُون، فمن إسراره بضاعةً إلى بيعه رقيقاً؛ ليصبح خادماًً في بيت العزيز، ثم احتيال امرأة العزيز لإيقاعه في حِبَال الفاحشة، فقد غَلَّقَتِ الأبواب، وقالت: هَيْتَ لك، فلما راودته عن نفسه فاستعضم قَرَّرت أن يسجن، وأن يُمَسَّ بعذاب أليم؛ ليكون من الصاغرين، لذلك فقد لبث في السجن بضع سنين. وقد دارت الأيام فإذا هو على خزائن الأرض في مصر، وإذا إخوته يأتون للميرة والطعام، بعد أن ضرب القحط هذه المنطقة سبع سنين، فأكرم وِفَادتهم، واشترط عليهم في مرةٍ ثانية أن يأتوا معهم بأخٍ لهم من أبيهم، وإلَّا فلا كيل لهم عنده، وليس مأذوناً لهم أن يقربوه، كل ذلك وهم له منكرون لا يعرفون أنه يوسف عليه السلام. فلما أن جاؤوا به متعهدين لأبيهم أن يرجعوا به إلا أن يحاط بهم؛ أخبره يوسف بأنه هو أخوه، ومنْ ثَمَّ احتال لاحتجازه بادعاء السرقة، وأبى أن يأخذ أحدهم مكانه، يريد بهذا أن يمهد للإتيان بأهله أجمعين. وقد أبى كبير الإخوة أن يعود إلى أبيه، حتى يأذن له في الرجوع، أو يقضي الله أمراً كان مفعولا، وهنا ازدادت البلية، فقد فَقَدَ يعقوب عليه السام ولده الثاني شقيق يوسف، وتخلَّف الثالث في مصر متحرجاً من لقاء أبيه، وقد كان جوابه لبنيه: ﴿ .. بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 83]. وقد تنحى جانباً، واشتكى إلى ربه أسفه على يوسف، ولكن الحزن قد استبدَّ به إلى أن فَقَدَ بصره من كظمه الغيظ، وعدم شكواه إلا إلى الله، وقد ألهمه ربه، أو أوحى إليه أن الذي احتجز بنيامين هو أخوه يوسف، فأمرهم أن يذهبوا إلى مصر، وأن يتحسسوا من يوسف وأخيه، وأن تكون ثقتهم في الله كبيرة، و إياهم أن ييأسوا من روح الله؛ فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، إذْ هم الذين يظنون بالله ظنَّ السَّوء، ويَغْفُلُون عن أن الله على كل شيءٍ قدير، وقد أحاط بكل شيءٍ علما، كما وسع كل شيءٍ رحمة وحكمة. إن إخوة يوسف الذين ما فتئوا يلومون أباهم على عدم مَلَلِهِ من ذكر يوسف حتى ابيضت عيناه من الحزن، ويوشك أن يكون مشرفاً على الهلاك، أو، يكون من الهالكين بالفعل..، إنهم الآن في قَصْدِ السبيل إلى مصر، ولما دخلوا على يوسف استعطفوه أن يقبل أثمانهم الرديئة، وبضاعتهم المزجاة، ويوفي لهم الكيل، بل ويزيدهم من صدقته، فقد مسَّهم وأهلهم الضُّر، ولم يشأْ يوسف عليه السلام أن يتركهم على ذلك الحال، فقد حان ميقات استضافتهم في مصر أجمعين، ولذلك فقد عاجلهم بالسؤال الذي يجعلهم يتفحصون وجهه، ويرجحون أن يكون هذا العزيز هو يوسف الذي ألقوه في غيابة الجب قبل حوالي ثلاثين سنة أو يزيد، فقد سألهم: ﴿ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ ﴾ [يوسف: 89]، وقد انتهى اللقاء بالتغافر، وإرسال قميصه؛ ليلقوه على وجه أبيه، فيرتد بصيراً، وأن يأتوه بأهلهم أجمعين. إن المؤمنين يوقنون أنهم يرفلون في نعمةٍ من الله وفضل، حتى لو كانوا في أحلك ظروف الفتنة، فإن ربكم هو الرحمن المستعان على ما يصفون، وقد سَلَّطَ رسله على أعدائه يكتبون ما يمكرون، وقد بَشَّرنا أنه لا يحيق المكر السَّيِّئ إلا بأهله، وأن مكر أولئك هو يبور، وأنهم ما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون، وعند الله مكرهم، وما كان مكرهم لتزول منه الجبال، ونحن المؤمنين جبال راسيات إيماناً ويقيناً وصموداً، فلن يضرونا إلا أذىً، وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار، ثم لا ينصرون. إن ابتلاء سيدنا يعقوب كان على يدي بنيه، فقد حرموه ولده الأول، وبعد حين إذا به يفقد ولدين آخرين، ثم فقد بصره، ومع ذلك فقد كان متعلقاً برحمة الله، ولم ييأس أن يأتيه الله بهم جميعاً، وما أحرانا أن نتأسى به وبالأنبياء جميعاً في صبرهم ويقينهم، فإن الحصار زائل، وإن نجاح الحوار كائن، ولو بعد حين، فاصبروا، وصابروا، ورابطوا، ولا تيأسوا من روح الله، ولا تكونوا من القانطين، فإنه لا يقنط من رحمة ربه إلا الضالون. وإن غداً لناظره قريب.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-12-2022, 09:46 PM | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|