بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الليلة العاشرة في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاءً يا أختاه، اروي لنا المزيد من قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن ما تبقى من قصة الحمَّال.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» ••• عندما حل الليل، قالت الشقيقات الثلاث للحمَّال: «سيدي، لقد حان الوقت لتنهض. فلترتدي خُفيك وترحل.» فرد الحمَّال: «إن خروج روحي من جسدي أهون عليّ من فراقكن. دعونا نواصل ما نحن عليه، ثم نفترق في الصباح.» قالت المتسوقة: «شقيقتيّ، دعاه يبقى، ولنواصل متعتنا.» وافقت الشقيقتان، لكن قالتا: «سيدي، يجب أن توافق على أمر واحد. انهض واذهب لترى ما هو مكتوب على الباب الأمامي لمنزلنا.» فنهض الحمَّال، وذهب إلى الباب، فوجد هذه الكلمات بحروف ذهبية: «من يتدخل في شئون غيره، يلقَ عقابًا عظيمًا.» عاد الحمَّال وقال: «أعدكن ألا أسأل عن أي شيء لا شأن لي به.» أضاءوا بعد ذلك المصابيح، وقضوا وقتًا طويلًا يضحكون ويمزحون ويستمتعون بوقتهم. وفجأة، سمعوا طرقًا على الباب. فنهضت إحدى السيدات، وتوجهت إلى الباب، وعادت بعد برهة وهي تقول: «شقيقتيّ، إذا أصغيتما إليّ، فستحظيان بليلة ممتعة تتذكرانها دائمًا.» فسألاها: «كيف ذلك؟» فأجابت: «يقف ثلاثة دراويش عور بالباب، كلٌّ منهم حليق الرأس والذقن. وصل رجال الدين الثلاثة إلى بغداد لتوهم، ولم يشاهدوا مدينتنا العظيمة من قبل. ونظرًا لكونهم أغرابًا وليس هناك مكان يمكنهم الذهاب إليه، طرقوا بابنا آملين في أن نسمح لهم بالنوم في الإسطبل، أو أن نقدم لهم غرفة يبيتون فيها الليلة. شقيقتيّ، هل توافقان على السماح لهم بالدخول فنستمتع بوقتنا؟» وافقت الشقيقتان، وقالتا: «دعيهم يدخلون، لكن حذريهم من أن مَن يتدخل في شئون غيره، يلقَ عقابًا عظيمًا.» فغادرت المتسوقة، وعادت مع الدراويش الثلاثة، الذين ألقوا التحية وانحنوا لهن. ووقفت الشقيقتان الأخريان لتحيتهم، وكن جميعًا سعيدات بهذه الزيارة. عندما رأى الدراويش الردهة الجميلة المليئة بالطعام والشراب، والأخوات الثلاث الجميلات، قالوا جميعًا في وقت واحد: «يا إلهي، هذا رائع.» ضحكت السيدات وجلسن مع الحمَّال والدراويش. أخذوا يأكلون ويشربون حتى قال الحمَّال للدراويش: «يا أصدقاء، هل ترفهون عنَّا بشيء ما؟» ••• هنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة غريبة وجميلة يا أختاه!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارَن بما سأرويه لكما غدًا.» الليلة الحادية عشرة في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاءً يا أختاه، اروي لنا المزيد من هذه القصص الممتعة.» وأضاف الملك: «أخبرينا بما حدث للدراويش.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» ••• بلغني — أيها الملك — أن الدراويش الثلاثة طلبوا آلات موسيقية، وأن حارسة الباب أحضرت لهم دفًّا ونايًا وقيثارًا. فنهض الدراويش وأخذوا الآلات، وضبطوها، وبدءوا العزف والغناء والسيدات يغنين من حولهم حتى صار صوتهم مرتفعًا للغاية. وفي آخر الأمر، سمعوا طرقًا عنيفًا على الباب، فذهبت حارسة الباب لتعرف ما الأمر. تصادف في ذلك الوقت وصول الخليفة، حاكم الناس، ووزيره جعفر إلى المدينة. وعند مرورهما بالباب، سمعا أصوات الموسيقى والضحك. قال الخليفة: «جعفر، أود الدخول إلى هذا المنزل وزيارة من بداخله.» فرد جعفر: «يا أمير المؤمنين، هؤلاء الناس لا يعرفون من نحن، وأخشى ألا يرحبون بنا.» قال الخليفة: «لا تجادل، سأدخل المنزل.» فطرق جعفر الباب، وعندما فتحت المرأة الباب، تقدم الوزير، وقبَّل الأرض أمامها وهو يقول: «سيدتي، نحن تاجران فقيران مررنا ببابكم، فسمعنا أصوات الموسيقى والضجيج، ونرجو السماح لنا بالدخول ومنحنا مأوى نبيت فيه الليلة.» أشفقت عليهما المرأة، وسمحت لهما بالدخول. وعندما دخل الرجلان الردهة، نهض الجميع — الشقيقتان والدراويش والحمَّال — لتحيتهما، ثم جلسوا جميعًا. ••• وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة غريبة وممتعة!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارَن بما سأرويه لكما غدًا إن بقيتُ على قيد الحياة.» بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي
هناء الأبداع يتوهج كالشموع
حين تصوغه أنامل ترسم التميز
لتلون اشراقة من جمال الطرح وعذوبة
الانتقاء سلمت الأيادي دمتم ودام لنا نبض العطاء
منكم ينابيعا تسقي أورقة المنتدى لتحفر لوحة من البهاء لقلبك بياض لا ينتهي. سلطان عشق