عاش أسلاف هنري هاينز في ألمانيا وأنتجوا النبيذ، وُلد والده جون هنري هاينز في ألمانيا، وبالتالي، فليس مفاجأة كبيرة أن والده أمضى طفولته بأكملها هناك، وفي سن ال 19، ذهب جون هاينز إلى الخدمة العسكرية، وعندما عاد، قرر الإنتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولم يعلم الأقارب أبدًا الأسباب الحقيقية لإنتقاله إلى هناك، فلم تكن عائلة هاينز في حالة فقر، لذلك من غير المنطقي إفتراض أن والد هنري قرر مغادرة البلاد ليصبح ثريًا حيث أن في تلك الأوقات كان السبب الرئيسي للإنتقال إلى الولايات المتحدة، إلا أن الألمان الذين كان أقاربهم يعيشون هناك بالفعل كانوا يجرؤون على الهجرة، ففي النهاية لا أحد يريد الذهاب إلى بلد أجنبي، ليس لديه أصدقاء ومعارف، لأنها بدون شك مخاطرة كبيرة، ومع ذلك، اتخذ جون هاينز هذه الخطوة الخطيرة.
وفي سن ال 21، استقر جون هاينز، إلى جانب عائلات مهاجرة أخرى، في معقل المهاجرين الألمان في بيتسبيرج، بنسلفانيا، وقرر بناء مصنع طوب وشركة صغيرة له كما أنه قابل امرأة محافظة تعمل بجد ومتدينة جدًا وكان اسمها آنا مارغريت شميدت والتي انتقلت في سن ال 20 إلى الولايات المتحدة من هيسن، ألمانيا، وتزوجت آنا وجون وأنجبوا ستة أطفال رائعين، وكان طفلهم الأول هو هنري جون هاينز.
ولد هنري جون هاينز في 11 أكتوبر 1844، ونشأ الصبي محاطًا بالعائلة المجتهدة وبدأ يكتسب خبرة في مجال البستنة في سن مبكرة جدًا وتحدثت الأم دائمًا مع هنري باللغة الألمانية، وتعلم التحذيرات الألمانية، والتي ظلت إحدى صفاته الرئيسية طوال حياته، وعندما بلغ عمر هنري جون هاينز 6 سنوات، بدأ بالمساعدة في المنزل والحديقة، وفي سن التاسعة، قام هنري بتسمية الوصفات من المخللات وبدأ في بيع الفجل المبشور محلي الصنع في وسط مدينة بيتسبيرغ، وعلى الرغم من أنه هناك العديد من أقرانه عملوا بجد مثله إلا أن هنري هاينز أدرك أنه قد تكون طريقة جيدة لبناء حياة مهنية.
وعندما بلغ هنري سن العاشرة، منحه الوالدان 3000 متر مربع من الأرض، وكان في سن 12 عامًا، صاحب 12000 متر مربع من الأرض، مما يجعله مثاليًا لزراعة الخضروات عليها، وأصبحت البستنة شغف الصبي وكان يقضي ساعات وأيام في الحديقة، ولم يدخر أي جهد وبدأ يقود محصوله إلى بائع البقالة المحلي الذي كان يبيع الخضروات والفواكه لسكان بيتسبرغ، وتدريجياً، وسع هنري أعماله التجارية الخاصة وسرعان ما بدأ في بيع فجل هاينز المبشور في البقالة والذي كان مذاقه مألوفًا لدى العديد من السكان المحليين، حيث استخدم هنري دائمًا وصفات والدته.
وعندما تخرج هنري جيه هاينز من المدرسة الثانوية، نمت حديقته لدرجة أنه كان عليه تعيين عمال، وخلال عام 1861، عندما كان هنري يبلغ من العمر 17 عامًا فقط، حصل على مبلغ لا بأس به من المال لتلك الأيام وهو 2400 دولار والذي يعادل في أموال اليوم حوالي 43000 دولار.
وكانت والدة هنري، آن مارغريت دائما تحييه وتدعمه حتى في حالة الفشل فكانت تعرف كيف تريح أبنها وتغرس الثقة به، وكونها امرأة متدينة جداً كانت والدته تأمل بإخلاص أن يصبح أبنها كاهنًا حتى أنها أحضرته إلى مدرسة الحي اللوثرية، ومع ذلك، لم يكن هنري مهتمًا بالممارسة الدينية وهذا هو السبب في أنه ترك مدرسة اللوثرية وقرر الذهاب إلى التدريب على الأعمال التجارية في واحدة من الكليات المالية الأمريكية الأعلى وهي كلية دافس التجارية، وقام هنري جون هاينز بتمويل تعليمه من تلقاء نفسه، وذلك باستخدام الأموال التي تم جمعها من بيع الخضروات من حديقته، وفي الكلية، تعلم هاينز كيفية الإحتفاظ بالسجلات ودفاتر المحاسبة.
بعد التخرج من كلية داف التجارية، بدأ هنري العمل في مصنع الطوب مع والده ولقد تعلم كل تعقيدات هذا العمل، وأجرى بعض التغييرات الطفيفة في إنتاج الطوب، والأهم من ذلك أنه حصل على رد ضريبي من دافعي الضرائب، وفجأة، أدرك الأب أنه كان يعتمد على ابنه، الذي أصبح موظفًا لا غنى عنه، فقد اهتم هنري بجميع الأعمال المحاسبية بحماس كبير، وفي عام 1864، كان هنري البالغ من العمر 20 عامًا يدير مصنعًا للقرميد بمفرده تقريبًا، وفي وقت لاحق، تمكن حتى من توسيع الإنتاج، بينما ذهب والده لزيارة أقاربه في ألمانيا، وفي الوقت نفسه، بدأ بناء الطوب في جلب دخل لائق، وسرعان ما تمكنت عائلة هاينز من الإنتقال من منزل صغير إلى فيلا مبنية من الطوب الذي أنتجته المصنع.
هاينز وجاره كلارنس نوبل :