أخوتى وأخواتى أعضاء منتدانا الكرام حديثى إليكم اليوم عن الصداقة وحق الصديق على الصديق. بزماننا هذا تتشدق أفواه الكثيرين بكلمات لا تدرى معناها مثل : الحب والعشق والصداقة..لذا أصبح علينا واجبا أن نلقى الضوء على مفاهيم هذه الكلمات ليعرف كل منهم ما له وما عليه من حقوق وواجبات.. ولقد أخترت الصداقة لما لها من أهمية فى التأثير على المجتمع بالسلب والإيجاب. شروط الصداقة والصحبه أن يكون الصديق حسنا...فما صفات الصديق الحسن؟ 1- الصديق الحسن هو الذى يعينك على طاعة الله وعبادته حق قدره. 2- أن يكون معك فى الشدة. 3- أن يكون حسن الخلق. 4- أن يكون ذو عقل راجح. وهذا هو ما أتفق عليه حكماء المسلمين.. وقد جاءت سنة نبينا صلى الله عليه وسلم بهذا على النحو التالى:- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) وعن أبى سعيد الخدرى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال( لا تصحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقى ) وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أى الأصحاب خير ؟ قال: صاحب إذا ذكرت الله سبحانه وتعالى أعانك ، وإذا نسيته ذكرك. وقد ذكر الماوردى فى الخصال التى ينبغى أن يتحراها الإنسان فى أختيار صديقه قائلا : الدين الواقف بصاحبه على الخيرات فإن تارك الدين عدو نفسه..فكيف يرجى منه مودة غيره. شروط الصديق الصالح عند الإمام الغزالي: 1- العقل...فلا تصاحب الأحمق لأنه يضرك وهو يريد أن ينفعك. 2- حسن الخلق..فلا تصحب من ساء خلقه. 3- أن لا يكون حريصا على الدنيا... فمجالسة الحريص تزيد فى حرصك .. ومجالس الزاهد تزيد فى زهدك. 4_ الصدق..فلا تصحب كذابا فإنك منه على غرور..فإنه مثل السراب يقرب منك البعيد .. ويبعد عنك القريب. وعن أبى عمرو الصوفى قال: أصحب من إن صحبته زانك..وإن خدمته صانك.. وإن أصابتك خصاصة مأنك ( أى أن أصابك فقر وأحتياج قوتك وسد أحتياجك) وإن رأى منك حسنة عدها.. وإن رأى منك سقطة سترها..وإن قلت صدق قولك..وإن صلت سدد صولك .. وكما يوجد الصديق الحسن فبالتأكيد السئ أكثر ..ويحضرنى قول الإمام على بن أبى طالب فى التحذير من صحبة الفاسدين .. إذ قال : فلا تصحب أخا السوء وإياك وإياه فكم من جاهل أودى حليما حين آخاه يقاس المرء بالمرء إذا ما المرء شاه وفى الناس من الناس مقاييس وأشباه وفى العين على العين إذا تنطق أفواه والقلب على القلب دليل حين يلقاه حق الصديق على الصديق أن يحفظ غيبته....ويهب لنجدته....ويرعى مصالحه...ويقدم له النصيحة فى لطف وكياسه...وأنه يكون الإنسان سهلا فى محاسبته لأصدقائه..ويتجاوز عما قد يقع منهم أحيانا من خطأ غير مقصود...ويقبل عذرهم عن خطأ مقصود..حتى يحافظ على صداقته.. وفقكم الله إلى ما فيه الخير الوفير وإلى لقاء آخر إن شآء الله بقلمى .. القبطان